في كثير من الأحيان تكون الفتاة سبباً مباشراً في عنوستها من خلال قراراتها الخطأ فكيف يحدث ذلك؟
يتقدم إليها شاب طالباً يدها وهي في المرحلة الثانوية فترفضه بحجة أنها لا تزال صغيرة على الزواج وترغب في استكمال دراستها التي تعتبرها أكثر أهمية من مسألة الارتباط بزوج وتكوين أسرة، فتقنع نفسها أن الأمر لا يزال مبكراً وبعدها لكل حادثة حديث!
يتكرر المشهد مرات ومرات مع خطّاب آخرين حيث يجدون الإجابة نفسها وينصرفون عنها الى غير رجعة.
تتخرج الفتاة في الثانوية العامة وتنتقل إلى الجامعة فيتقدم إليها شباب جدد ولكنها ترفضهم جميعاً لأن الوقت غير مناسب وهي في بداية المرحلة الجامعية وأمامها أربع سنوات لنيل الشهادة الجامعية وربما أكثر خاصة إذا كان التخصص في الطب أو الهندسة، وهذا الأمر يتطلب الجد والاجتهاد في السنة الأولى ثم إن الخطّاب (سايرين يايين) ولن ينقرضوا فلم العجلة؟؟!
تمضي السنوات الجامعية والفتاة يتقدم إليها المزيد من الشباب لأنها فتاة فائقة الجمال و(الكل يتمناها) فتطمئن نفسها أنها (مطلوبة) حتى لو وصل عمرها إلى التسعين فلا خوف لأن الخطّاب على قفى من يشيل وما عليها سوى الاختيار..!
تظل الفتاة على هذا المنوال فتؤجل وترفض باستمرار حتى تصل إلى مرحلة التخرج وهو الحلم الذي عملت من أجله سنوات طويلة وهذا حقها بالطبع ولا خلاف في ذلك، ولكن الغريب أن الأسطوانة المشروخة مستمرة ويأتي الرفض مجدداً حتى لو كان شاباً جامعياً بحجة انشغالها في البحث عن وظيفة ملائمة وإثبات الذات، فيرجع الخطّاب بخفي حنين.. بل بأحذية حنين كلها (أكرمكم الله)!
تتقدم الفتاة في العمر وتقل فرصها في الزواج وأغلب من تقدموا إليها إما أن يكونوا قد تزوجوا أو أنهم يرغبون في الزواج من فتيات أصغر سناً، وهنا ينتاب الفتاة شعور من القلق والندم على تفويتها فرص الزواج خاصة أن الطلب أصبح أقل بكثير عن السابق فتظل تنتظر تقدم أي شاب حتى لو (بالغلط) ثم يتضاعف اكتئابها بزواج أخواتها الصغيرات اللاتي رفضن السير على نهجها ففاتها القطار وترك معه الانتظار..!
أخيراً، الجمال الصارخ للفتاة والثقة الزائدة بالنفس قد يكونا وبالاً على بعض الفتيات لاسيما إذا اعتقدت أنه سيجلب لها فارس الأحلام متى شاءت، ومجرد شعورها أنها مطلوبة دائماً فذلك وهم كبير تقع فيه (بعض) الفتيات فتضيع على نفسها فرصة ذهبية قد لا تتكرر، وتبقى العنوسة سيدة الموقف...!