برعاية كريمة من حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، أقيم العرس الجماعي التراثي بنسخته الثانية في قاعة المركز دبي التجاري العالمي بمشاركة 14 عروساً وعريساً.
ويأتي تنظيم العرس الجماعي، بتوجيهات ومباركة من الشيخة أمينة بنت حميد الطاير، رئيسة جمعية النهضة النسائية بدبي، دعماً للمبدأ الثامن من مبادئ عام الخمسين، الذي يهدف إلى الحفاظ على القيم والثقافات والهوية الوطنية، ومنها الخاصة بتقاليد الزواج انسجاماً مع أجندة دبي الاجتماعية 33، في تكوين أُسَر مستقرة، وبناء مجتمع قوي مترابط، حيث تميّز حفل الزفاف بطابعه التقليدي التراثي، واستعراضه تفاصيل العادات المتبعة في الأعراس الإماراتية، بأسلوب جديد معاصر، بدءاً من تفاصيل زينة قاعة الحفل، وصولاً إلى فساتين الزفاف، وحتى الأهازيج الشعبية التي تعكس جمالية الثقافة الإماراتية.
يُعد العرس الجماعي من أبرز مبادرات جمعية النهضة النسائية بدبي، ممثلة بإدارة التدريب والاستشارات، والمنبثقة عن مبادرة «زفة حراير» التي يتبناها المركز، بهدف تخفيف تكاليف العرس عن الشباب الراغبين في الزواج، وبناء أسَر سعيدة، مستقرة، بعيدة عن الديون والأعباء المالية، بما يعزز التماسك الأسري، ويعزز النسيج الاجتماعي للمجتمع الإماراتي.
تبيّن عفراء الحاي، مديرإدارة التدريب والاستشارات «زيادة وعي الشباب في الإقبال والمشاركة في الأعراس الجماعية شجّعنا على تنظيم أكثر من حفل خلال السنة وبالتالي زيادة في عدد المشاركين، وتزامناً مع مرور خمسين عاماً على تأسيس الجمعية، تقرر تنظيم ثلاثة أعراس مختلفة، لخمسين شاباً وشابة، من مواطني دولة الإمارات خلال العام، والتزاماً بالمبدأ الثامن من مبادئ عام الخمسين، بالحفاظ على القيم والثقافات والهوية الوطنية، وتسليط الضوء على العادات المتبعة للزواج في المجتمع الإماراتي، حرصت الجمعية على تنظيم العرس الأول لهذا العام بطابع تراثي، تعزيزاً للهوية الوطنية والتقاليد الإماراتية الأصيلة، فيما سيقام الحفل الثاني بطابعه الكلاسيكي في شهر يوليو، والحفل الثالث في شهر أكتوبر».
توضح الحاي «تماشياً مع مساعي الدولة الرامية إلى الابتعاد عن المغالاة في تكاليف الزواج، وتكوين أُسَر إماراتية مستقرة بلا ديون، تم دمج ليلة الحناء وحفل الزفاف في ليلة واحدة، لتخفيف التكاليف على الشباب وتعزيز التماسك الأسري، والنسيج الثقافي والاجتماعي، في أجواء تقليدية رائعة جسدت عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي القديمة.
حيث تزينت العرائس بأثواب مميزة صُمّمت من قِبل مصمّمات إماراتيات متخصّصات في الأزياء التراثية، جمعت بين التراث والحداثة، في تطريزاتها، وزخارفها التي مزجت بين الخيوط الفضية والذهبية، وأضفت عليها لمسة من الأناقة والفخامة، والذهب الذي يحمل في طياته رموزاً لحضارات، ويعكس علاقته التاريخية مع المرأة الإماراتية، فيما تزيّن العرسان باللبس التقليدي، الكندورة والبشت والغترة والعقال، التي تمثل روح الأزياء التراثية الإماراتية الرجالية، وتعبّر عن هويتهم وانتمائهم، فيما ضجت القاعة بأهازيج فولكلورية شعبية عكست جمالية الثقافة الإماراتية وملأت الأجواء بالفرح والسعادة».
إلى جانب الالتزام بتنظيم حفل الزفاف، حرصت جمعية النهضة النسائية خلال مسيرة عشرة أعوام في مجال تنظيم العرس الجماعي، أقامت فيها 23 حفل زفاف، زوجت فيها 500 شاب وشابة، على إعداد برنامج تأهيلي للعرسان يسبق الزواج، بهدف تهيئتهم لمرحلة الزواج وإكسابهم للمهارات الضرورية في فن إدارة الحياة الزوجية، والتعامل مع شريك الحياة، بتوفير خدمات الاستشارة الزوجية قبل الزواج، وبعده، من قِبل خبراء ومختصين في المجال الأسري والعلاقات الزوجية، إيماناً بأهمية بناء علاقات أسريّة قويّة ومستقرّة، ونقل المعرفة والخبرات للأجيال الجديدة، من أجل بناء مجتمع قوي ومترابط.
* تصوير: السيد رمضان ومن المصدر
