19 أكتوبر 2024

بعد الكذب والغش والخيانة.. 6 خطوات لاستعادة الثقة بين الزوجين

رئيس قسم الشباب في مجلة كل الأسرة

بعد الكذب والغش والخيانة.. 6 خطوات لاستعادة الثقة بين الزوجين

هو: استقال من وظيفته المتواضعة، وانتقل إلى شركة عُيّن فيها مديراً براتب كبير، لم يخبر زوجته بكل تحركاته، خوفاً من طمعها براتبه الجديد، وارتفاع سقف متطلباتها.

هي: تقول له إنها ذاهبة إلى طبيب الأسنان، وتجلس ساعات مع صديقتها المقرّبة التي منعها من رؤيتها، لسبب غير واضح.

بعد الصدمة

حينما تُكتشف الخيانة، ويُصبح النفاق والوعود الكاذبة جزءاً من العلاقة بين الزوجين، تهتز الثقة، لا بل قد تنعدم، فتنفرط حبّات المودة، ويحلّ الغضب، وتثور الألسن بركاناً من الشتائم، والاتهامات المتبادلة، ويحزن القلب، وينكسر.

والخيانة لا تقتصر على إقامة علاقة خارج إطار الزوجية، فحسب، فالكذب، والغش، والنفاق، أنواع أخرى من الخيانة، تشكّل حجر عثرة في استقرار الأسرة، وفتيل حرب ينذر بالفراق، وزعزعة أركان الزواج.

والشعور بالأمان أكبر دعامات الأسرة أهميّة، وعندما يفتقد أحد الزوجين هذا الشعور، يبحث عن حلول ترتكز، غالباً، على الفراق، وطلب الطلاق، أو في بعض الحالات على الانتقام. فكيف يمكن لزوجين خان أحدهما الآخر، أن يستعيدا الثقة، ليُكملا الطريق في إطار زواج آمن، يزدهر فيه الودّ والأمان؟

بعد الكذب والغش والخيانة.. 6 خطوات لاستعادة الثقة بين الزوجين

لملمة القطع المتناثرة

لا أحد يُنكر الوجع الذي يشعر به الشريك حين يُصدم بسلوك من وثق به، وأعطاه قلبه، مع ذلك، يؤكد علماء النفس أن الطرف الذي يتعرّض للخيانة يستطيع تجاوز الصّدمة، ورأب الصدع الذي يوشك أن يهدم الأسرة، ويشتّتها، وإعادة المياه إلى مجاريها، إن أراد الاستمرار في العلاقة، ولملمة القطع المتناثرة، لإعادة صياغة الهدف الذي من أجله كان الزواج.

في الواقع، ليس من السهل استعادة ثقة فُقدت تماماً، لكن ذلك ممكن إذا تفاهم الطرفان، وعمِلا معاً لإعادة بناء ما تهدّم. ومن المعروف أن استعادة الثقة تحتاج إلى مجهود كبير، خصوصاً من الطرف الذي تلقّى الصدمة، وأن المقدرة على التعافي ليست هيّنة، وقد تشكّل عائقاً حقيقياً يمنع العودة إلى حياة مشتركة، وآمنة.

يرى علماء النفس أن بالإمكان استعادة الثقة، والتسلّح بالقوّة اللازمة للتعافي، باتّباع ست خطوات أساسية:

  1. تحديد الأهداف والوقت اللازم والواقعي لإعادة العلاقة وتوجيهها في المسار الصحيح.
  2. اتخاذ قرار واعٍ بالمسامحة والعفو ومحاولة التخلّص من رواسب الماضي. ومع أن تحقيق هذا الهدف بالكامل قد يستغرق بعض الوقت، لكن الوصول إليه يحتاج إلى الالتزام.
  3. محاولة إصلاح الذات وتطويرها، فقد يكون النهج الخاطئ الذي اتّبعه الشريك الخائن بسبب تصرف وسلوك لا يوحي بالثقة لدى الطرف الآخر.
  4. تحديد أسباب الخيانة، والعمل على معالجتها كي لا تظل كامنة في النفس.
  5. الوعي بالمشاعر العميقة لدى الطرف الآخر، ومشاركة الأفكار بهدوء، ومنطق. ومناقشة التفاصيل بصراحة، وإفساح المجال للتعبير بحرية عن مشاعر الغضب، والألم. فترك بعض الجوانب غامضة لن يحلّ المشكلة.
  6. عدم الالتفاف حول المشكلة، ومحاولة إرضاء الشريك بوعود كاذبة جديدة، ومشاعر غير صادقة، وإلا سيزداد الأمر سوءاً، ويكون الانفصال هو الحل.