خبرتها في العمل المسرحي مع خبرتها في مجال التزيين والتجميل، أتاحا لخبيرة التجميل ميسون هلال مجالاً لترسم لنفسها مساحة خاصة تجسدت بإطلالات شخصية لها في الفترة الأخيرة متقمصة أشكال فنانات شهيرات، استطاعت عبرها محاكاة وتقليد شخصياتهن من الداخل والخارج.
عن هذه الشخصيات بدأنا الحديث معها فسألناها:
قمت بتقليد أكثر من شخصية فنية في الفترة الأخيرة، كيف ولدت الفكرة، وكم تستغرق منك وقتاً وجهداً؟
لطالما كنت أحب تقليد الشخصيات في أجزاء من الأفلام والمسلسلات، ولكنني دائماً كنت أؤجل الموضوع، إلى أن بدأت القصة في شهر رمضان الفائت، وخلال متابعتي للمسلسلات، حيث لفتتني الفنانة ندين نجيم في مسلسل عشرين عشرين، خصوصاً وأنني أحب «النهفات»، فكانت كلمة «النهنهة» مفتاح الشخصية التي قلّدتها ولاقت نجاحاً لافتاً، فتابعت تقليد أبرز شخصيات الدراما الرمضانية من ياسمين عبد العزيز، مرورًا برندة كعدي، ماغي بوغصن، مي عمر، إلى أن قدّمت شخصية الفنانة صباح كتحية لها في ذكرى مولدها فلاقت استحساناً، علماً بأن الحجر المنزلي وظروف «كورونا» ساهمت في عملي على تنفيذ الشخصيات الفنية.
ومع حلول عيد ميلاد السيدة فيروز مؤخراً، بدأت تردني الاتصالات التي كانت تحثني على تقديم شخصيتها مثلما فعلت مع الصبوحة، فبدأت بالتحضير لها من خلال دراسات وأبحاث غالبا ما أستعين بها لتنفيذ شخصياتي، وقدّمتها للجمهور الذي أثنى عليها.
بشخصية صباح
تستعينين بأكسسوارات خاصة لهذه الشخصيات؟
أستعين بالموجود لديّ، «من الموجود جود» فما بالك إذا اعتمدت على شركة إنتاج تولّت تنفيذ الأفكار التي تضج برأسي من شخصيات عالمية بشكل احترافي.
ما أبرز الشخصيات التي قدّمتها؟
أسمهان، لبلبة، سميرة توفيق، مي عمر، داليدا،ندين نجيم وكثيرات غيرهن.
بشخصية أسمهان
يستغرق الأمر الكثير من الوقت والجهد؟
شغفي بهذا العمل ينسيني أي تعب قد يستغرق يوماً كاملاً في التنفيذ والتصوير وأياماً من البحث، فأنا خبيرة تجميل ومصففة شعر ممّا يسهّل عليّ العمل بشكل آحادي وبالأوقات التي تناسبني، ويسهّل علي التنفيذ من خلال وضع الصورة الشخصية أمامي، وتحويلها إلى الأسود والأبيض، لتبيان مواقع الضوء والظل، والاطلاع على تفاصيل الوجه وشكله، شكل الفم، الأنف، الحاجبين.
أي الشخصيات أتعبتك أكثر من غيرها؟
شخصية الفنانة العالمية داليدا، التي أعدت تنفيذها مرتين، بسبب لغتي الإنجليزية بينما لغتها هي كانت الفرنسية، وكان لزاماً عليّ فهم أحاسيسها ومشاعرها، لذلك عمدت لسماع أغنيتها، ثم ترجمتها لأشعر بها وأعيش «مودها».
بشخصية داليدا
تقليدك للفنانة لبلبة جاء صدفة؟
الصدفة كانت باختيار شخصيتها عندما كان زوجي يُقلّب بهاتفه فسمعتها تغني مقلّدة أحد الفنانين، وطلبت منه إعادتها، ووضعت برأسي تقليدها.
ماذا في جعبتك من جديد؟
أستعد لتقديم شخصيتين سأتحدّى نفسي بهما.
تصلين لمرحلة تسألين فيها نفسك ماذا يُمكن أن أقدّم من جديد، كيف تتخطينها؟
بطبعي لا أستطيع أن أترك نفسي بدون تفكير بشيء جديد، لذلك أنا في بحث دائم، هذا فضلاً عن أنني أحب دائماً التحدّث مع من يقصدني من الفنانات بغرض معرفة شخصياتهن عن كثب، وإعطاءهن ما يُرضيهن بدون فرض رأيي وذلك من خلال إيضاح الصورة لهن، فإذا كانت المرأة صاحبة عينين مستديرتين لا يُمكن أن يليق لها مكياج هيفاء وهبي، علماً بأنني قادرة على إحداث بعض التغييرات في الوجه من خلال المكياج، كتنحيف الوجه، أو زيادة حجمه.
كثيرات من الفنانات يستشرنني بلوك الشخصيات التي تُعهد إليهن لتصميمه وتنفيذه
جرأتك في إطلالاتك تنعكس على زبوناتك؟
الجميل في النساء والفنانات اللواتي يقصدن صالوني أنهن يتركن أنفسهن للمساتي لثقتهن بعملي، مثل الفنانة شكران مرتجى، تقلا شمعون، كارلا بطرس... الفنانة القديرة رندة كعدي ذُهلت بالتغيير الذي حصل لها بعدما خضعت للمساتي عندما كانت تستعد لحضور حفل الموركس دور الأخير، حيث لم يعرفها كثيرون خلاله إلاّ بعدما تمّ الإعلان عن اسمها.. كثيرات من الفنانات يستشرنني بلوك الشخصيات التي تُعهد إليهن لتصميمه وتنفيذه.
بعض الفنانات متطلبات، كيف تتعاملين معهن؟
لا أعاني أي مشكلة مع المخضرمات منهن،لأنهن يعين متطلبات الأدوار، في الوقت الذي نجد فيه فنانات لم تتعد أدوارهن أصابع اليد الواحدة مبالغات في طلباتهن وفي محاولة للظهور بأجمل طلّة حتى لو لم يكن الأمر مناسباً لأدوارهن.
عملت على تشويه البعض من خلال متطلبات الدور؟
في فيلم زفافيان قمت بعمل مكياج لممثلة في الخمسين من عمرها لتظهر بشخصية امرأة ثمانينية، بعدما كان تمّ اختبار خمس خبراء تجميل لإعطائها مظهر الثمانينات بدون أن يفلحوا، كذلك قمت بعمل مكياج «تبشيع» للفنانة جوليا قصّار في مسرحية الديكتاتور ومسرحية أخرى قدّمتها في الجامعة الأمريكية. أيضاً قمت بعمل مكياج للحظات احتضار للفنانة جناح فاخوري في فيلم زفافيان.
كما أن الفنان زياد عيتاني استعان بي أخيراً لتقديم سبع شخصيات نسائية يتحدّث بلسانهن في أزمان مختلفة. أما مكياج التشويه فاعتمدته لنفسي أكثر، كذلك أطللت بدون شعر في حملة دعم المصابات بمرض السرطان، ولكنني لم أصل لمرحلة الأعمال الضخمة.
هل يمكن أن تضحي بمهنة التجميل من أجل العمل الفني؟
الفن لا يُطعم في بلادنا خبزاً إلا لمن كانوا في الصف الأول، والإنسان لا يمكن أن يبدأ من الصف الأول، لذلك عملت على تثبيت أقدامي من خلال عملي في مركزي التجميلي الذي أفتتح له قريباً فرعاً جديداً في الخليج.