حقّقت خبيرة التجميل البنانيّة هالة عجم شهرة واسعة من خلال تخصّصها ودراستها فنون المكياج وطرقه المتنوّعة، من مكياج التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني والسينمائي إلى مكياج الحفلات للمشاهير والعرائس، وما يتطلّبه من تقنيّات الإضاءة والنور ولعبة الظل..
وما يميّز عجم هو اعتمادها المزج بين الأسلوبين الشرقي والغربي في التجميل، وجرأتها في اعتماد التنويع في المكياج القوي والأنثوي والطبيعي الهادئ وفق رغبات النساء وما يليق بهن، أضف إلى ذلك إعطاءها قيمة كبيرة للمرأة، ودعوتها لها لتعزيز ثقتها بنفسها وعدم خضوعها للمفاهيم والضغوطات التي تفرض عليها التجميل الدائم..
كان لنا هذا الحوار لنتعرف أكثر على رأي أهم خبيرات التجميل على الساحة العربية:
من الملاحظ أن دعواتك للنساء لقبول أنفسهن كما هن لا تنقطع، فما هو سبب ذلك؟
صراحة، أنا أؤمن بحريّة المرأة في اختيار ما يليق بها، ويتناسب مع شخصيتها ورؤيتها الجمالية لنفسها، كما أنني أعرف أن لكل امرأة «ستايل» خاصاً بها، وأنا أساعدها لجعل هذا الستايل على أكمل وجه، كما أني أقدّر خيارات النساء اللواتي يسعين للتجميل.
وهناك من تحتاج لتجميل الأنف أو عمل «ليفتينغ» وأنا مع ذلك، لكنني ضد المبالغة في التجميل الذي يجعل المرأة لا تشبه نفسها، ولكن مع الأسف أرى أن الـ«سوشال ميديا» أثرّت كثيراً على النساء، وبخاصة المراهقات، من خلال لعبة الفلاتر التي تجعل البشرة ساحرة وكأنها مرآة، وتبدل ملامح الوجه، ولا تتماثل مع الحقيقة لأنها مزيّفة.
كما أنها سوّقت لمفاهيم تغيير الشكل وعدم الاكتفاء بمستحضرات التجميل، وجعلت الفتيات يقبلن على تغيير ملامحهن دون مراعاة العمر وما يليق بهن.
ولكن ثمّة فوائد حققتها مواقع التواصل في عالم الجمال؟
صحيح، هناك بعض الفوائد لجهة تعميم المعرفة وتقديم النصيحة من المتخصصين حول سبل العناية بالوجه والتجمل، ومن الملاحظ أن النساء والفتيات من الجيل الجديد بتن يعرفن كيف يجملن أنفسهن في يومياتهن، ويواكبن الموضة، ولكن غالباً ما يقعن في فخ «الترند».
وغالباً ما تقصدني الصبايا ويقلن لي نريد مكياج العين «نصف ايلاينر» مثلاً، وهن لا يدركن أننا كخبراء نعتمد كحل الخط النصفي للعيون القريبة من بعضها بهدف إبعادها، فإذا كانت العيون جاحظة أو واسعة فإن «نصف ايلاينر» لا يليق بها، هن يعتبرن هذا الخط من الكحل موضة، لكن نحن نرى انه تقنية لها موجباتها.
ما هو «اللوك» الأجمل بنظرك؟
أقول للمرأة إن أهم لوك في العالم برأيي هو اللوك الذي يشبهك، ويمكن للمرأة أن تستلهم من الوجوه التي تحبها، لكن من الضروري أن تحافظ على خصوصيتها، ولتحقيق ذلك أنا أتشاور مع كل زبونة وبخاصة العروس حول طريقة المكياج الذي تحبه وتريده، وأنفذّه سواء كان صارخاً، قويّاً ، ناعماً، وخفيفاً، لأنني أجيد ذلك والتنويع هو لعبتي مع الريشة واللون.
وهل الفنانات اللواتي تتعاملين معهن يرضين بالتجميل الطبيعي؟
أنا أحترف كل أنواع وتقنيات المكياج، ولكن كل فنانة تخلق «لوك» خاصاً بها ويعرفها الجمهور من خلاله، فعندما تعاملت مع الفنانة مايا دياب وهي مولعة بالمكياج الفني و«الآرتيستيك» نفذته لها، واعتمدت تقسيم وجهها ومكياج «غلامور».
أما الفنانة شيرين عبد الوهاب فهي تحب «النيود»، ومن أول يوم تعاملنا فيه ولغاية الآن نفذت لها مكياج نيود وعشقته واستمرت فيه، وأحرص على تغييرات بسيطة ومفاجئة لها من باب التجديد والإبداع.
والفنانة هيفاء وهبي تحب المكياج الصارخ وقد نفّذت لها مكياجاً قويّاً بطريقة راقية ومودرن تناسب شخصيتها، وقد تعاملت مع عدد من الفنانات اللواتي يرغبن بإطلالات متجدّدة تناسب أجواء الحفلات والمناسبات.
بين العناية بالبشرة والمكياج، أين تجدين جمال السيدة؟
هما يسيران على خط متوازٍ، ولا يكون المكياج جميلاً جداً إذا لم نقدّم العناية للبشرة وخاصة الترطيب، وحتى يكون الفوندايشن أملس يجب أن تكون البشرة ناعمة وخالية من البثور، وأنصح للعرائس تحديداً أن يقمن بالعلاجات اللازمة للبشرة قبل موعد الزفاف بعدة أشهر.
كما ألفت نظرهن للعناية بالأسنان لأنها واجهة جماليّة، وأنصح بعدم إزالة وبر الوجه قبل يوم من موعد الزفاف لأنها قد تعرض البشرة للتحسس، وفي العموم يجب اعتماد بروتوكول العناية بالبشرة من خلال غسلها وترطيبها وحمايتها من الشمس.
وماذا عن تقشير البشرة؟
تقشير البشرة له وقت وموسم محدّد وهو الشتاء، وله إجراءات الترطيب والحماية، وله سبب وعمر أيضاً، ومنه ما يتم لدى طبيب الجلد ويحتاج لترطيب الجسم من الداخل والخارج، ومنه تقشير خارجي بواسطة الكريمات التي تفرض قراءة التعليمات جيّداً حول ما نستخدم.