3 أبريل 2022

الشيف ملكة جزماتي: رمضان وسيلة تواصل ثقافي مع الآخر

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

الشيف ملكة جزماتي: رمضان وسيلة تواصل ثقافي مع الآخر

تحولت ملكة جزماتي إلى «ملكة المطبخ الشرقي» في ألمانيا كونها نجحت في تسويق المطبخ العربي وفي إيصال مذاقاتها إلى المجتمع الألماني، ولكن الأهم أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعجبت بطعامها وكان لقاء ودياً معها سألتها خلاله عن سر الشاورما اللذيذة لتستعرض جزماتي لها البهارات المنكهة للشاورما.

في لقائنا معها، تفاجئنا جزماتي بفلسفتها الخاصة تجاه الطعام:

الشيف ملكة جزماتي: رمضان وسيلة تواصل ثقافي مع الآخر
تصوير: السيد رمضان

درست علاقات دولية ولكنك اتجهت إلى عالم المطبخ بالصدفة؟

لم يكن لي علاقة بالطبخ بتاتاً وشكّل الأمر مفاجأة لأهلي لدرجة قالوا إن ملكة تدخل المطبخ لترتكب جريمة (تضحك)، ولكن الظروف دفعتني لاكتشاف نفسي من جديد والبحث عن مواهب داخلي تفيدني في هذا المكان (ألمانيا). كان أمامي شوط كبير للوصول إلى ما أرغب به في مجال تخصصي في العلاقات الدولية والذي يتطلب لغة ألمانية خمس نجوم، وهذا شكّل عائقاً إضافة إلى شكلي الشرقي لكون دخول المرأة المحجبة بالسلك الدبلوماسي ليس سهلاً وكان من الصعب كسر هذه الصورة.

ولكنك كسرتها ووصلت إلى المستشارية الألمانية؟

(تضحك) إذا أخذنا الأخبار دون أن نكسر قواعدها سنموت سريرياً. كنت أبحث عن أن أكون شجاعة وأن أكون النقطة الإيجابية التي تكسر القاعدة. الأكل هو كاسر جليد وهو الشريك في كل العلاقات الإنسانية. كنت أعرف أنني في البرلمان الألماني ولم أجد نفسي سوى أمام أحدهم يخبرني أن ثمة من يرغب برؤيتي في البوفيه وخرجت لأجد المستشارة الألمانية بوجهي حيث توجهت لي بالألمانية قائلة «هل أنت من أبدع هذا الفن ؟» اعتبرته فناً وليس طعاماً وأجبتها بـ«نعم» وكانت تتذوق الشاورما وسألتني عن مكوناتها وعددت لها أنواع البهارات التي يتضمنها طبق الشاورما فشكرتني على ما قمت به وطلبت مني أن أسمح لها أن تتصور معي من باب التواضع والدعم الذي يمنحني طاقة إيجابية حيث شعرت أن بداية قصتي كانت من هذا المكان.

كيف تذوق الغرب أطباقك؟

النسبة الأكبر من زبائن المطعم ألمان وباتوا يتذوقون أطباقي إلى حد الإدمان. لا ينحصر اهتمامي بالأطباق السورية بل العربية أيضا كالكشري والمندي والكبسة والتي تجد إقبالاً كبيراً.

مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل


ماذا عن كتابك «ملكة.. وصفات مشتهاة من الوطن»؟

هو عن الوطن والشوق الذي يعتري الفرد في الغربة. يمكن من خلال الأطباق أن تتذكر والدتك، الحديقة الصغيرة التي كنت تأكل فيها. الطعام يفتح الكثير من المشاعر وبالأخص تجاه أشخاص رحلوا كرائحة خبز جدتي الذي لا أنساه، رائحة الكبة التي في حال أتقن أحد إعدادها كجدتي قد تبكيني لأنه استحضر ذاكرة متعلقة بجدتي الراحلة. الكتاب هو وسيلة للاندماج بين اللاجئين والمجتمع المضيف.

عندما أطبخ أعمل على فكرة أن هذا الطبق عالمي وخمس نجوم، بدءاً من الإحساس والطعم وطريقة التقديم والعرض

ماذا عن الإفطار الذي تعدينه في نهاية كل أسبوع خلال شهر رمضان؟

استثمرت الجانب الثقافي في هذا الشهر المبارك كونه أشمل ويجمع الكل في رحابه، ويتبلور دور المطعم كسفير بين الثقافات في هذا المجال وملتقى يجمع الأشخاص الذين يرغبون بممارسة الشعائر الدينية مع الأفراد الذين يرغبون بالاطلاع على طقوس رمضان وأبعادها الثقافية، وكثير من الألمان يقصدون المكان مع أصدقائهم السوريين في سياق التبادل الثقافي.

تفكرين بافتتاح فرع لمطعمك؟

هذا ما أتمناه. هناك مكان يعود ليحتضننا بعد أن لفظتنا بلادنا. عندما أزور دبي أجد مطاعم كمطعم بوراك وكلي يقين أنه بقدر ما يحاول أن يعد الطبق الخليجي لن يفلح كما ستقوم به ملكة وأشعر أنني أولى وأحق لأني سأعمل على إعداد الطبق الخليجي ليكون الطبق المثالي عالمياً.

طبق شيش برك من إعداد الشيف ملكة جزماتي
طبق شيش برك من إعداد الشيف ملكة جزماتي

هل تقولين إنك لست أقل من بوراك؟

هذه حقيقة لأنني عندما أطبخ أعمل على فكرة أن هذا الطبق عالمي وخمس نجوم، بدءاً من الإحساس والطعم وطريقة التقديم والعرض الذي يقدم حيث طعمه يفتح مناطق تذوق لم تختبرها في حياتك.. هذا ليس غروراً، بل اعتداد بالنفس.

وصفات ذات صلة:
- طريقة عمل فتة المكدوس من الشيف ملكة جزماتي

 

مقالات ذات صلة