بدأت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتن الأداء بأفلام مستقلة وفنية (مثل Caravaggio سنة 1986) ثم شاركت في أفلام رئيسية مثل Edward II و Orlando و The War Zoneو Vanilla Sky وThe Man From London وسواها.
كان لنا معها هذا اللقاء:
ماذا فعلت خلال العزلة التي تم فرضها قبل عدة أشهر؟
جلست في منزلي وعمدت إلى تفكير طويل في وضع العالم. ليس إنه من الممكن لي ولك أن نغير شيئاً بهذا الحجم من التأثير في الحياة التي عهدناها. لكني فكرت في أننا كثيراً ما نقبل أوجه الحياة كبديهيات. لا نفكر كثيراً بها إلا عندما تقع الأزمة. كذلك شاهدت الأفلام في البيت وكم شعرت بالأسف لأنني مضطرة وباقي العالم فعل ذلك.
هل ارتياد صالات السينما هو أكثر ما افتقدته؟
بالتأكيد. افتقدت الشاشة الأكبر حجماً والشعور بهيمنة الفيلم على المشاهدين المنتمين إلى أحوال وقطاعات عديدة، لكنهم خلال حضورهم الفيلم هم تحت سقف واحد يشتركون في استقبال المعروض. لابد من العودة إلى صالات السينما. السينما هي هويتنا في صور ومواضيع وحتى عندما لا تكون نستمتع بها أكثر كلما كانت الشاشة أعرض وأكبر.
«الصوت الإنساني» يبدو، ولو جزئياً، كما لو كان مناسباً لحالة العزلة التي تمر بنا بسبب «كورونا».
هذا صحيح إلى حد. يتوقف في اعتقادي على كيف يٌمكن النظر إليه في مثل هذه الظروف، لكن من نواح أخرى هو ليس كذلك. المسرحية في أساسها كتبت على أن تكون من بطولة شخصية واحدة تعيش وحدها الآن في منزل منفرد تفصح حوارياً عن أزمتها العاطفية بعدما اكتشفت أن حبيبها قرر تركها.
متى تم تصوير هذا الفيلم؟
في يوليو هذا العام. كان ذلك أول ما تم رفع الحظر عن السفر إلى مدريد حيث يعيش (المخرج) بدرو (المودوڤار).
الفيديو الترويجي لفيلم The Human Voice
هل المخرج بدرو المودوڤار من المفضلين لديك؟ هل كنت مثلاً تنتظرين مثل هذه الفرصة للعمل معه؟
نعم وإلى حد صعب وصفه. كنت فعلياً أتطلع إلى مثل هذه الفرصة. هو مخرج لديه الكثير من التميز في أعماله وفي حياته. يستمد من الحياة معظم ما يقوم به من أفلام ودائماً بصدق. إذا ما شاهدت له أفلامه تدرك ما أقوله. ليس من المخرجين المستعدين لخيانة ذاته وتحقيق أي فيلم لا ينتمي إليه.
هل تعلمين أنه رفض دعوة هوليوود للعمل فيها؟
هذا لا يفاجئني. إنه ذلك النوع من المخرجين. كثيرون لبوا دعوات هوليوود ثم عادوا إلى بلادهم غير راضين عن اختلاف نظم العمل. هناك حرية أوسع للمخرج في أوروبا لا يستطيع الاستغناء عنها.
مشهد من فيلم The Human Voice
هناك توتر متدرج في «الصوت الإنساني» له مصدران: الحكاية ذاتها حول المرأة التي تستعد لمناجاة حبيبها على أمل أن يغير رأيه، ولو أنها تدعي غير ذلك، والمصدر الثاني هو تمثيلك لهذه الشخصية التي تبقينا مشغولين بانفعالاتها. كيف عمدت إلى هذا المنوال من الأداء؟
قرأت السيناريو أكثر من مرة وتحدثت مع بدرو الذي كان صاغياً مثالياً. كانت لدي فكرتي حول هذه الشخصية التي تعيش على الحافة. كان على هذا الفيلم أن يقدم شخصية امرأة لديها مشاكل مزاجية وعاطفية ربما كانت سبباً فاعلاً في قرار عشيقها الخروج من حياتها. والحال ازداد بعد أن فعل ذلك. أعتقد ليس من الممكن تقديم أي امرأة أخرى في هذا الموضوع. كان عليها أن تكون هكذا. أقصد متوترة وتعيش على الحافة كما ذكرت.
هل كان عليك استعادة تجربة خاصة مررت بها أو إن اعتمادك كان على خلق هذه التجربة؟
لم أمر بهذه التجربة في حياتي الخاصة. أقصد حياتي استمرت على النحو نفسه قبل وبعد دخول الآخرين فيها. ما تراه على الشاشة هو شغل الممثل على نفسه (تضحك).
هل ارتديت وفريق العمل الكمامات خلال التصوير؟
عموماً نعم، لكننا حاولنا أن نمارس التصوير بالشكل والجهد العاديين. لم يكن من السهل المحافظة على توصيات جديدة طوال الوقت. لكن كنا جميعاً مرتاحين وواثقين. هذا مهم خلال التصوير لأن كل واحد يعتمد على الآخر وراحته.