لم يكن عمرها قد تجاوز الـ 17 عاماً حينما أبهرت الفتاة الشابة ماجدة الرومي حُكام برنامج "ستوديو الفن" عام 1974 بصوتها الرائع أثناء غنائها لاثنتين من أيقونات الغناء في الزمن الجميل، هما ليلى مراد وأسمهان. حينها أيقنت ماجدة الرومي أن طريقها قد رُسم بالفعل، وتمنت بشدة أن تأخذ أولى خطواتها في عالم الغناء، ولكن كان عليها أولاً إقناع والدها الموسيقار اللبناني حليم الرومي، والذي كان معارضاً للأمر في البداية.
مولدها ونشأتها في بيت فني عريق
وُلدت ماجدة حليم الرومي في 13 ديسمبر عام 1956 في مدينة صور بجنوب لبنان، لوالدها حليم الرومي ووالدتها ماري لطفي وهي مصرية من مدينة بور سعيد، كان والدها قد تعرف إليها عندما سافر إلى مصر ليستكمل مشواره الفني الذي كان قد بدأه في مجال التلحين بلبنان قبل الحرب. والموسيقار حليم الرومي يعد من أبرز مُلحني لبنان وكان له دورٌ بارز في الرحلة الفنية لأسطورة الغناء فيروز. لهذا تربّت ماجدة الرومي في بيت فني منذ نعومة أظافرها وتأثرت بكبار عمالقة الفن مثل عبد الوهاب وأم كلثوم وأسمهان وفيروز.
عارض والدها احترافها الفن في البداية
على الرغم من كون والدها ملحناً شهيراً في لبنان إلا أنه لم يكن متحمساً لخوض ابنته تجربة الغناء، بل إنه عارض الأمر بشدة. وكان أول من لاحظ جمال صوت ماجدة الرائع هو ابن عمها رايموند صدفي، وهو من عمل على إقناع والدها بأن يدعها وتقوم بتجربة أداء في البرنامج اللبناني الأشهر "استوديو الفن". وبالفعل تقدمت ماجدة للظهور في البرنامج وقامت بأداء أغنية "أنا قلبي دليلي" لليلى مراد وأغنية "يا طيور" لأسمهان، بصورة أذهلت فريق الحكام في البرنامج، حتى أنهم منحوها المركز الأول بلا تردد.
خطواتها الأولى في عالم الفن والغناء
بعد النجاح المذهل الذي حققته ماجدة في تجربة الأداء، لم يملك والدها حليم الرومي إلا أن يوافق على دخولها عالم الفن ويقوم بمنحها الدعم الذي تحتاجه، حتى أنه قام بتلحين بعضٍ من أغنياتها الأولى ولكن كان شرطه الوحيد عليها هو أن تُكمل تعليمها، وبالفعل واصلت ماجدة تعليمها وحصلت على شهادة البكالوريس في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية.
خوضها تجربة التمثيل مع يوسف شاهين
كان صوت ماجدة الذهبي هو بطاقة دخولها أيضاً إلى عالم التمثيل في تجربتها الفنية الوحيدة في هذا المجال في فيلم "عودة الابن الضال" للمخرج المصري العالمي يوسف شاهين، والذي انبهر كثيراً بصوتها وتميُز أدائها فقام بتقديمها في فيلمه على الرغم من صغر سنها في ذلك الوقت. وبالرغم من تحقيق الفيلم نجاحاً كبيراً إلا أن ماجدة لم تخُض تجربة التمثيل مرة أخرى وفضلت التفرغ للغناء.
فيلم عودة الابن الضال
أول ألبوماتها وأول مهرجان تشارك به
أصدرت ماجدة أول ألبوم لها "خدني حبيبي" سنة 1977 وتضمّن مجموعةً من أجمل أغانيها مثل، "يا نبع المحبّة"، "ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي"، "عم يسألوني عليك الناس"، و"كلّ شيء عم يخلص." وفي نفس السنة أطلت على جمهورها لأول مرة في مهرجان قرطاج الدولي، لتبدأ مشاركتها في العديد من المهرجانات بعد ذلك في مختلف الدول العربية والأجنبية.
4 عقود من الإبداع الفني
على مدار أربعة عقود، تصدرت ماجدة الرومي الساحة الغنائية في الوطن العربي وصارت بلا شك واحدة من أيقونات الغناء ليس فقط في لبنان والوطن العربي بل في العالم أجمع. وأصدرت على مدار رحلتها الفنية الطويلة التي بدأتها في منتصف السبعينات وحتى الآن نحو 13 ألبوماً غنائياً، كان آخرها ألبوم "غَزَل" عام 2012، بالإضافة لعدد كبير من الأغنيات التي لم تُدرج في ألبومات، كما أحيت عدداً لا حصر له من المهرجانات الغنائية، والتي أصبح جمهورها ينتظرها بفارغ الصبر من عام لآخر.
حصولها على عدة جوائز وتكريمات على مشوارها الفني الراقي
تم تكريم الفنانة ماجدة الرومي من جهات مختلفة في عدة بلدان عربية وأجنبية، ليس فقط على حصيلة أعمالها الفنية ولكن على حرصها الدائم على تقديم فن راقٍ للمستمع العربي. ومن هذه التكريمات حصولها على الدرع الوطني للأَرز، ورتبة فارس من رئيس الجمهورية اللبنانية سنة 1994، وحصولها على درع الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1993 في فرنسا. كما نالت وسام الاستحقاق من نقابة الصحفيين المصرية سنة 2000، ودرع التكريم من جلالة الملكة نور الحسين في الأردن عام 2002، بالإضافة إلى درع الشرف من وزارة الثقافة السورية في 2004.