صوتها هو أحد أروع الأصوات التي عرفتها الساحة الغنائية في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي. غنّت ما يقرب من 1200 أغنية خلال مشوارها الفني وتصدرت ملصقات أفلامها واجهات دور السينما في الأربعينيات. كانت الممثلة الوحيدة في الوطن العربي التي حملت أفلامها اسمها الأول في سلسلة من 7 أفلام شهيرة ضمت مجموعة من أجمل أغنياتها.. إنها الفنانة ليلى مراد أو "ليليان إبراهيم زكي موردخاي".
وبمناسبة ذكرى ميلادها، تعرفوا مع "كل الأسرة" إلى أهم محطات حياتها التي أثّرت فيها على الصعيدين الشخصي والمهني.
نشأتها في أسرةٍ فنية
وُلدت ليلى مراد في 17 فبراير 1918 في الإسكندرية لأسرة مصرية يهودية، وكان اسمها الحقيقي"ليليان". كان والدها مُلحن معروف في ذلك الوقت وهو "إبراهيم زكي موردخاي" أو "زكي مراد" كما عُرف في الوسط الفني. والدتها هي "جميلة إبراهيم روشو"، وهي أيضاً يهودية مصرية وكانت ابنة متعهد حفلات معروف هو "إبراهيم روشو"، لهذا نشأت "ليلى" والموسيقى جزء لا يتجزأ من حياتها.
سفر والدها وطرد أسرتها من مسكنها
بسبب ضيق الحال، قرر والدها السفر للبحث عن عمل بالخارج، إلا أنهم فقدوا الاتصال به بعد فترة وجيزة ثم انقطعت أخباره تدريجياً لعدة سنوات. كانت ليلى تريد أن تُكمل تعليمها فالتحقت بالدراسة بالقسم المجاني بمدرسة راهبات "نوتردام ديزابوتر". لكن الأمور ساءت بسبب عدم وجود عائل لأسرتها، فتعرضوا جميعاً للطرد من منزلهم بعد أن استنفدوا كل أموالهم.
عودة والدها وبداية مشوارها الفني
عاد والد ليلى من الخارج بعد فترة، وحينما انتبه لموهبتها الصوتية الرائعة قرر تدريبها على الغناء، ومن هنا كانت بداية مشوارها الفني مع الغناء وكان عُمرها لا يتجاوز الـ 14 عاماً فقط. تشارك والدها مع الملحن الشهير "داود حسني" تعليمها قواعد الموسيقى وأصول الغناء، وبالفعل بدأت بالغناء في الحفلات تدريجياً. بعد ذلك قدمها والدها للإذاعة كمطربة عام 1934 ونجحت في اختبار الإذاعة، فساعدها والدها على الفور بتسجيل عدة أسطوانات بصوتها.
دخولها عالم التمثيل
مع الموسيقار محمد عبد الوهاب
بحلول عام 1937، وبعد أن ذاع صيت "ليلى مراد" كمطربة بصوتٍ ملائكي، قررت ليلى خوض تجربة التمثيل وكانت محظوظةً للغاية حيث إن أول أدوارها السينمائية كانت أمام الموسيقار العبقري "محمد عبد الوهاب" في فيلم "يحيا الحب". وبالرغم من أن وجهة نظر النقاد في تمثيلها لم تكن جيدة في بادئ الأمر، إلا أن صوتها وأسلوب غنائها لَفَتا نظر "يوسف بك وهبي" ليقدمها معه في فيلمه "ليلة ممطرة" عام 1939.
زيجاتها الثلاث
ليلى مراد مع زوجها الفنان "أنور وجدي"
التقت ليلى مراد فنياً للمرة الأولى مع "أنور وجدي" في أول فيلم شاركا العمل فيه سوياً وكان من إخراجه وهو فيلم "ليلى بنت الفقراء". وقع الاثنان في حب بعضهما بعد هذا العمل وبالفعل تزوجا عام 1945، إلا أن زواجهما لم يدم لأكثر من ثماني سنوات بسبب غيرة "أنور" الشديدة عليها، ولم ينجبا أي أولاد.
بعد الانفصال، تزوجت ليلى سراً من "وجيه أباظة" الذي كانت أسرته - ذات الاسم المرموق - معارضة لإتمام هذه الزيجة، إلا أنهما تزوجا واعتزلت ليلى الأضواء برغبتها كي تحافظ على زواجها، وأنجبا ابناً واحداً هو "أشرف وجيه أباظة". لكن لم يدم هذا الزواج طويلاً أيضاً بسبب حمل "ليلى" المفاجئ ورفض زوجها إعطاء اسمه للمولود في بادئ الأمر خوفاً من أسرته، إلا أنه اعترف به في نهاية المطاف وتم الانفصال بعد ذلك. وكانت آخر زيجة في حياتها من المخرج "فطين عبد الوهاب" والذي أنجبت منه ابنها "زكي" عام 1961، وأيضاً انتهى هذا الزواج بالطلاق ولم تتزوج "ليلى" بعدها مرة أخرى.
أعمالها الفنية واعتزالها المبكر
خلال مشوارها الفني قدمت ليلى مراد نحو 27 فيلماً و1200 أغنية، وكان من أشهر أفلامها "قلبي دليلي"، و"ليلى بنت الفقراء"، و"ليلى بنت الأغنياء"، و"ليلى في الظلام"، و"ليلى بنت الأكابر"، و"غزل البنات"، و"حبيب الروح" و"ليلى بنت الشاطئ". أما آخر أفلامها فهو "الحبيب المجهول" مع "حسين صدقي" والذي قررت بعده اعتزال الفن وهي في أوج شهرتها عن عمرٍ ناهز الـ 37 عاماً فقط، لأنها أرادت أن يتذكرها جمهورها وهي في قمة نجاحها وجمالها ونضجها الفني.
وفاتها ووصيتها الأخيرة
ظلت "ليلى مراد" بعيدةً عن الأضواء حتى يوم وفاتها في 21 نوفمبر 1995، وكان عمرها 77 عاماً حين غادرت عالمنا. كانت وصيتها الأخيرة هي أن يُشيّع جثمانها دون إعلام الصحافة وأن يُنشر نعيها بعد أن يتم دفنها وأن تكون صلاة الجنازة عليها في مسجد السيدة نفيسة بحي القلعة. كما أوصت بألا يحضر جنازتها سوى أسرتها، وبالفعل احترمت عائلتها وصيتها الأخيرة ونفذتها وفقاً لرغبتها.
اقرأ أيضًا: معلومات لا يعرفها الكثيرون عن عبد الحليم حافظ