تمكنت الفنانة جميلة عوض هذا العام من أن تحصل على احترام واستحسان الجمهور بشكل كبير، بعد أن قدمت أزمة مرضى البهاق من خلال مسلسل «إلا أنا» في حكاية «لازم أعيش»، حيث جسدت معاناتهم مع المجتمع، والضغوط التي يتعرضون لها، والتنمر الذي قد يطالهم أحياناً. وتؤكد جميلة أنها وافقت على المسلسل بسبب تناوله لمرضى «البهاق»، مشددة على أن العمل أثر في الشارع المصري والعربي، وأن هناك كثيراً من مرضى البهاق أرسلوا لها رسائل امتنان عن تقديمها لمعاناتهم مع المجتمع، والمزيد من التفاصيل في الحوار التالي:
بداية لماذا كان مسلسل «إلا أنا» أسرع مسلسل وافقت على تقديمه دون شروط مسبقة؟
لأنه كانت واضحة من البداية قيمة العمل، فقد أرسل إلي العمل وكنت خارج المنزل، فذهبت إلى أحد الأماكن وقمت بقراءته فوجدت الدور يتناول قضية مهمة جداً، وهي تعامل المجتمع مع مصابي البهاق، وخلال وقت قصير وافقت على العمل، على الرغم أن هذا على غير عادتي فأنا أحتاج بعض الوقت لقبول أي دور يعرض علي، وذلك لعدة أسباب أهمها أن الدور أحياناً يكون غير واضح وأحتاج أن أقرأ أكثر عن الدور وأفهمه، لكن في هذا المسلسل كل التفاصيل كانت واضحة والدور كان مختلفاً، لذلك لم أحتج لأي وقت من أجل قبول الدور بل وافقت عليه على الفور.
هل جلست مع مصابين بمرض البهاق، وكيف كان استعدادك للدور؟
حاول الإنتاج أن يجمعني مع أحد المصابين بمرض البهاق، إلا أن معظم من تواصل معهم كانوا يريدون أن يحتفظوا بقصصهم من أجل تقديمها بشكل ما، فلم أستطع أن أجلس مع مصابين بهذا المرض، لكني حاولت عمل بحث عن أشخاص مصابين بالمرض لأفهم طبيعتهم وتركيبتهم النفسية، وكيف يتعاملون مع غيرهم في حياتهم اليومية، أو في العمل، وكان الأمر صعباً لأن مثل هذه النوعية من الفيديوهات غير منتشرة بكثرة، بجانب فهمي للشخصية، والحصول على ورشة تمثيل من أجل أن أقدم الدور بشكل جيد، وقراءتي عن المرض وعمل أبحاث عنه بشكل طبي ونفسي حتى أكون على قدر مسؤولية تقديم دور مهم بهذا الشكل.
جاءتني رسائل من مصابين بمرض البهاق، وكانت إحداها من طفلة تبلغ اثني عشر عامًا، وأخبرتني عن أن هناك تفاصيل في الدور حقيقية للغاية ومتشابهة معها
هل كان هناك تباين في ردود الأفعال حول دورك؟
أثناء عرض المسلسل لم أتابع ردود الأفعال لأنني كنت منشغلة بالتصوير حتى عرض الحلقة قبل الأخيرة من المسلسل، ولكن بعد ذلك بدأت في متابعة ردود الأفعال، والأغلبية التي جاءتني من ردود الأفعال كانت إيجابية للغاية، وأسعدتني، وكان يبدو أن الجمهور قد سعد بالعمل وأحبه، وأوصلنا فكرتنا من المسلسل، فالفن الوسيلة الأقوى لإيصال الرسائل.
ما أكثر رسالة مؤثرة وصلت لك؟
ليست رسالة مؤثرة بالمعنى الحرفي، لكن جاءتني رسائل من مصابين بمرض البهاق، وكانت إحداها من طفلة تبلغ اثني عشر عامًا، وأخبرتني عن أن هناك تفاصيل في الدور حقيقية للغاية ومتشابهة معها، وأن أصدقاءها في المدرسة يتابعون العمل، وأن بعضهم غير طريقة تعامله معها، وهو ما أسعدني بكل تأكيد.
هل كان أمراً مجهداً وضع مكياج لتظهر الشخصية مريضة بالبهاق؟
كان يحتاج الأمر لحوالي ثماني ساعات يوميًا من أجل وضع المكياج، وكنت أحتاج التواجد طوال الوقت بهذا المكياج أثناء التصوير، بجانب أن هذا المكياج لا يزال سوى بالكحول، فكنت أضع الكحول على بشرتي وجسدي لإزالة المكياج، حتى أنه في إحدى المرات دخل في عيني، وظللت فترة لا أتمكن من الرؤية جيدًا، وخفت جداً خاصة بعد أن نقل لي الأطباء تخوفاتهم من إصابتي بفقد بصري، ولكن الحمد لله مرت الأزمة بسلام.
هل تعرضت للتنمر على مدار حياتك؟
جميعنا نتعرض للتنمر، سواء في صغرنا أو في كبرنا، وسواء كان من يتنمر علينا يقصد أم لا، لذلك لا يوجد طفل أو شاب لم يتعرض للتنمر، لكني كنت من المحظوظين بتواجدي في بيئة صحية، فكان التنمر فيها محدوداً وقليلاً للغاية، لذلك لم أتعرض لتنمر فج في حياتي.
هل كان هناك مشهد صعب تجسيده وشعرت بحزن بسببه؟
بوجه عام كان هناك كثير من المشاهد الصعبة المؤلمة نفسيًا، لكن هناك مشهدين على وجه الخصوص هما الأصعب، المشهد الذي جاء إليها فيه خطيبها إلى المشفى وتخلى عنها، والمشهد الآخر حينما ذهبت معه للمنزل من أجل النقاش حول أسباب تركه لها، ولماذا أخفت عنه أنها مصابة بالبهاق، فهما مشهدان بهما درجة من الصعوبة والألم النفسي بسبب تخلي حبيبها عنها لمرضها.
هل كانت الشخصية لا تعرف الحب لأن المجتمع ينبذها لمرضها وهذا يبرهن تركها لمن أحبتهم؟
لا على الإطلاق ففي المرة الأولى التي كانت ستحب فيها شخصاً ما، وفي مرحلة الإعجاب، تركها عندما عرف إصابتها بالبهاق، والمرة الثانية دخلت المشفى بعد أن تركها خطيبها بعد علمه أنها مريضة، لكنها كانت تحبه، واستمدت قوتها التي أبعدتها عنه من تركه لها، وعدم شعورها بالحب من قبله، وفي المرة الثالثة لم تكن أحبته بعد، فهو من كان يحبها، لذلك لم تتخل عن صديقتها لأجله، فلم تكن الشخصية لا تعرف الحب، على العكس كانت تعرفه جيدًا.
قدمت مؤخراً أكثر من دور يتناول قضايا أو أزمات في المجتمع.. هل مثل هذه الأدوار تجذبك؟
بكل تأكيد، إذ يجب أن يكون هناك هدف أو غاية من العمل الذي أقدمه، وليس مجرد أنني أقدم دوراً أظهر فيه للجمهور، لذلك أنا دائمًا أحتاج لوقت من أجل قراءة أي دور يعرض علي وأقبله، لأنه يجب أن يقدم شيئاً مختلفاً للمشاهد.