هبة داغر على غلاف مجلة كل الأسرة
لم تتكل عارضة الأزياء والفنانة اللبنانية هبة داغر على الحظ أو الصدفة لتحقيق أحلامها وطموحاتها الفنية، بل عملت وثابرت منذ أن كانت في الخامسة عشرة من عمرها، إلى أن وصلت لتحقيق حلمها عربياً من خلال عدّة أعمال عربية، أبرزها «مامجي» والآنسة فرح الذي ستبدأ قريباً تصوير الجزء الخامس منه.
التقتها هدى الأسير لتحدثنا عن أبرز أعمالها وطموحاتها الفنية والشخصية:
لمع نجمها فجأة، لكن ما يجهله الكثيرون أن رحلتها نحو الطليعة لم تكن وليدة الصدفة بل نتاج تعب واجتهاد، تقول " أنا إنسانة عصامية عملت على نفسي واجتهدت طوال خمسة عشر عاماً لتحقيق حلمي وطموحاتي في مجال الفن بغض النظر عن دراستي التي جاءت مختلفة تماماً في مجال الهندسة، ولكن الفن كان هدفاً في حياتي فعملت واجتهدت، وشققت طريقي وحدي بدءاً من عملي في عالم الأزياء، الموضة والإعلانات، ومن ثمّ تصوير الكليبات، لأني كنت أدرك تماماً أن دخولي إلى عالم التمثيل مباشرة أمر مستحيل، إلى أن جاءتني الفرصة المناسبة للعمل التمثيلي فلم أوفرها، لأني كنت أتطلّع لتقديم عمل ذي مضمون، بعيداً عن شهرة الشكل، وبدأت العمل على دورات تدريبية على يد اختصاصيين لكي لا تكون «دعستي ناقصة»".
وتؤكد "الحظ وحده لا يكفي في هذه الحياة، وأنا لا أؤمن به، والفرص تأتي في حياة كل الناس على حد سواء، وكل إنسان يُمكنه أن يستغل الفرصة بحسب ذكائه وحدسه.. ومن ناحية الصعوبات التي تواجهني حدّث ولا حرج، خصوصاً مع هذه الظروف الصعبة، لذلك فإن الموضوع يحتاج إلى صبر وطول بال، ولكني أستدرك وأقول: لن أرمي تعب خمسة عشر عاماً في البحر".
لطالما كان الفن هدفاً في حياتها، لكن رغم ذلك اختارت أن تتخصص في الهندسة ، معللةً "اخترت الهندسة لأني أملك موهبة الرسم منذ صغري، وماهرة في المكياج والأمور الفنية، ولأكون أكثر صراحة لأني أدرك بأن التمثيل في بعض الدول العربية لا يُطعم أصحابه خبزاً، والدليل على ذلك أن كثيراً من الفنانين الكبار «تبهدلوا» في نهاية حياتهم جراء ظروفهم الصعبة وعدم تقدير الدولة لهم، بينما في الخارج قد يكتفي الفنان بمردود عمل فني واحد ليعيش فنه العمر كله، لذلك نجد معظم الفنانين يعتمدون على مشاريع تجارية رديفة لعملهم في الفن ليعيشوا حياة كريمة، وأنا اخترت الهندسة لأني أملك حرفتها وموهبتها أولاً، ولكي لا أضيّع وقتي بدراسة التمثيل على أمر غير مضمون، في وقت يُمكنني فيه الاعتماد على دورات تدريبية لصقل موهبتي الفنية".
في وطننا العربي، المرأة في المجال الفني لها تاريخ صلاحية ينتهي مع انتهاء فترة الصبا
وتضيف "نعم الدراما بدأت تنتعش، ومردودها المادي بات أفضل من السابق ولكن ليس لدرجة الاعتماد عليها في حياة كريمة وتأمين المستقبل، خصوصاً وأن المرأة في هذا المجال لها تاريخ صلاحية ينتهي مع انتهاء فترة الصبا في وطننا العربي لأن الحكم يكون بالدرجة الأولى على الشكل وليس على المضمون، على الرغم من وجود أساتذة كبار ممن لا يُمكن أن ننكر موهبتهم".
هبة داغر في مسلسل «مامجي»
وتستدرك قائلة "لا أنكر أن هناك نجوماً ونجمات استطاعوا الوصول إلى مراحل متقدمة من الشهرة والنجاح، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت طويل وغير مضمون في ظل الظروف الحالية، ولطالما كنت قادرة على حمل بطيختين في يد واحدة في مجالين أحبهما فما المانع من اشتغالي بهما؟ خصوصاً وأني من النوع الذي يهوى العمل ولا يحب الفراغ، أو قضاء الوقت في أمور تافهة وغير منتجة".
في الحياة يجب أن يتعلّم الإنسان متى يقول نعم ومتى يقول لا، وتحديداً في الوسط الفني
وتردف "في الحياة يجب أن يتعلّم الإنسان متى يقول نعم ومتى يقول لا، وتحديداً في الوسط الفني، إذ لا يُمكن أن نرمي بأنفسنا كيفما كان، وأنا منذ دخولي إلى الوسط الفني، ورغم صغر سنّي حينها، كنت مدركة لسلبيات المجال وإيجابياته، ولذلك اخترت استراتيجية انتقائية لم يكن يُزعجني فيها البقاء في المنزل عامين أو ثلاثة إذا لم أجد العمل المناسب، وربما كان ذلك سبباً في نجاحي في كل الأعمال العربية التي قدّمتها عبر أهم الشاشات والمنصّات، لأني عرفت كيف أقول لا للأعمال التي لم أجد فيها نفسي، وعرفت كيف أنتظر الفرصة المناسبة".
أما عن سبب ابتعادها عن الأعمال اللبنانية ، فتقول "هل يُمكن أن يترك الإنسان الفرصة المناسبة إذا جاءته من الخارج لمجرّد أن عليه الانطلاق من بلده؟! ما حصل معي أني بدأت بعمل عربي ضخم ومع نجوم كبار، ولم يعد مسموحاً الرجوع إلى الوراء، وحتى اليوم لم يُعرض علي أي عمل لبناني متكامل يناسبني (سواء في الدور، الكتابة، الإخراج، الأجر والإنتاج)، على الرغم من أني أحب تقديم عمل لبلدي".
هبة داغر في مسلسل «الآنسة فرح»
وعن آخر تحضيراتها، أخبرتنا "سنبدأ قريباً تصوير الجزء الخامس من مسلسل «الآنسة فرح»، في مصر، بالإضافة لعروض لا تزال قيد الدراسة بين يدي، ومشروع إعلاني ضخم قريب لشركة عالمية جديدة سأكون وجهها الإعلاني".
* نُشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1455) بتاريخ 31 أغسطس 2021