وائل جسار، مطرب لبناني استطاع أن يحقق النجاح والشهرة منذ بداية مشواره، قدم الأغنية الرومانسية والشعبية، وغنّى بعدة لهجات، وهو حريص على اختيار ما يلامس المستمع. يقول إن الفن رسالة ، ويؤمن أنه من واجب الفنان أن يتعب لتقديم أغنيات رفيعة المستوى، جسار أطلق مؤخراً أغنيته الجديدة «عيان» ويتحضر لغيرها من الأعمال. نسأله:
أطلقت أغنيتك الجديدة «عيان» التي تعكس تجربة جديدة في مشوارك، فماذا تخبرنا عنها؟
«عيان» أغنية باللهجة المصرية تختلف عن غيرها من أغنياتي الرومانسية، إيقاعها راقص نغمها سريع ولونها شبابي، وقد أحببتها لأنها تمثل تجربة جديدة لي وتعكس رغبتي بنشر الفرح، كتب كلماتها محمد القاياتي ولحنها محمد يحيى، وهي من توزيع هادي شرارة وآمل أن تنال محبة الناس لها.
هل ستصورها على طريقة الفيديو الكليب؟
أولاً، أطلقتها «اوديو» ومع الوقت أحضر لكليب خاص بها.
ليست المرة الأولى التي تغني فيها اللهجة المصرية، وكانت لك تجارب مع اللهجة الخليجية إلى جانب لهجتك الأم اللبنانية، فكيف تجد نفسك في تنوع اللهجات؟
اللهجة اللبنانية هي لهجتي الأم ومن الطبيعي أن تكون الأقرب إلي، أتماهى معها وأؤديها بامتياز، تليها اللهجة المصرية التي تعودت على سماعها منذ نشأتي الفنية من خلال الاستماع إلى عمالقة الغناء في مصر، وتأثرت بهم وبأوزان الكلام والألحان المصرية، أما بالنسبة للهجة الخليجية فقد أحببتها سمعياً لكنها ليست سهلة غنائياً، اجتهدت كي أؤديها كما يجدر بي أن أؤديها، ولكن سأصقلها أكثر لأنني أنوي غناءها في أعمال جديدة.
رغم شهرتك الواسعة وارتباط اسمك بالأغنيات الراقية، هل تشعر أنه من واجبك كفنان أن تظل تعمل على تطوير نفسك؟
بالتأكيد، كل يوم وكل ساعة أطور نفسي، لأن نجاح الفنان يعني استمراريته في تقديم الأفضل، منذ بدأت مشواري الفني أطلقت ألبوم «ماشي» وتلاه عدة ألبومات ناجحة وصولاً إلى «ومشيت خلاص» و«توعدني ليه» و«كل دقيقة شخصية» وغيرها من الأعمال التي تعكس حرصي على المستوى الجيد الذي أقدمه.
هل المنافسة بين الفنانين تفرض اجتهادهم؟
صحيح، خاصة وأننا نسمع أصواتاً جديدة، حلوة، وواعدة وتنافس،هذا يدفع الفنان للتفكير بكيفية تقديم الأفضل واتخاذ خيارات صائبة.
تاريخي الغنائي يعود إلى أكثر من 25 سنة وأفرض نفسي على الساحة، وأغنياتي مطلوبة لكنني أتعب ولا أتهاون، ويسعدني أنني محبوب من أكثر من جيل، الكبار والصغار يحفظون أغنياتي، ومحبة الصغار أمر بالغ الأهمية لأنهم لا يجاملون وهم الأكثر صدقاً.
أشعر أنه لدي مسؤولية بأن أتوجه للجيل الشاب بأغنيات ذات مستوى رفيع
كيف تستطيع الجمع بين الأغنية النخبوية والشعبية، وهل من السهل استقطاب الجيل الشاب؟
أحافظ على الرقي في أعمالي، ولا أقدم «طقطوقة»، أقدم فناً شعبياً من حيث الكلام واللحن والتوزيع لكن فيه دسامة الفكرة، و«خلطة» تصل إلى الجميع، وأشعر أنه لدي مسؤولية بأن أتوجه للجيل الشاب بأغنيات ذات مستوى رفيع كي يعتادوا على سماعها، وتتكون لديهم ثقافة فنية.
إذاً لا توافق على القول السائد بأن «الجمهور عاوز كده»؟
إطلاقاً، الفنان يختار خطه ويسير فيه وفق قناعاته، ويجب أن يتماهى مع ما رسمه لنفسه، أنا مثلاً لم أقدم الأغنية «الدبكة» رغم أن الأغلبية ساروا في هذا التيار، ولكن أنا لا أركب الموجة فيما لا يليق بي، كل لون غنائي له ناسه، وأنا لوني معروف وقد اخترته ومضيت فيه وسأبقى.
هل تعتبر أن رسالة الفن تبدلت في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها وصار ترفيهياً أكثر من السابق؟
رسالة الفن تبقى سامية ولكن تعاملنا معه هو الذي يتغير، إذا تعاملنا معه بطريقة تجارية دون البحث عن «سمّيعة» فعلى الدنيا السلام، أما إذا تعبنا واخترنا الكلام المنمق واللحن الموزون والصوت العذب والموضوع الإنساني الذي يلامس الناس فإننا نؤثر تأثيراً إيجابياً في المستمع والمجتمع.
هل تؤمن حقاً أن الغناء يمكنه إحداث تغيير في المجتمع؟
صوتنا يصل إذا كان في محله، يجب عدم الاستخفاف بالفنانين، ولمن يعتقد أن الفنان يعتلي المسرح ويغني وتنتهي الحفلة، أقول له إن الفنان يؤثر في الناس ويجب أن يكون تأثيره إيجابياً.
أنا مع الرقابة للارتقاء بالفن وليس لقمع الفنان في اختيار موضوع أغنيته
هل أنت مع الرقابة على الفن؟
أكيد، وبقوة، وظيفتنا غير محصورة في «الهيصة»، أنا مع الرقابة للارتقاء بالفن وليس لقمع الفنان في اختيار موضوع أغنيته، وعلى نقابات الفنانين والموسيقيين لعب دورها للارتقاء بالفن، ودفع الفنانين لتقديم أعمال جيدة وإنذار المقصرين بأنها ستكون لهم بالمرصاد، في مصر النقيب هاني شاكر أوقف فنانين عن الغناء لأن ما يقدمونه لا يرتقي بالذوق العام، بلا هدف، ولا مضمون، ولا يطرب، هم يريدون فقط ربح المال.
سجلت مؤخراً ديو مع فنانة مغربية، متى تطلقه؟
سجلت أغنية ديو ضمن فيلم سينمائي مع فنانة مغربية صاعدة وواعدة، وأحببت العمل كثيراً، وأترقب إطلاقها لكن موعدها رهن بانطلاق الفيلم في الصالات السينمائية وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد «كورونا».
هل أنت من محبي الديو؟
عشت تجربة الغناء الثنائي أكثر من مرة مع الفنانتين آمال ماهر وحنان التي اعتزلت بسبب زواجها، وكانت أعمال ناجحة وأحببتها، لكن وجدت نفسي أكثر في الغناء المنفرد وسعيد بما أقدمه.