20 أبريل 2022

ظافر العابدين: فيلم «غدوة» بدأ بحالة تحدٍ مع النفس

محررة في مجلة كل الأسرة

ظافر العابدين: فيلم «غدوة» بدأ بحالة تحدٍ مع النفس

شهدت الساحة الفنية، مؤخراً نجاحات متتالية للفنان ظافر العابدين، فبعدما حقق مسلسل «عروس بيروت» نجاحاً جماهيرياً كبيراً، أضافت تجربة العابدين الجديدة في الإخراج والتأليف حالة من الدهشة والإعجاب من خلال فيلم «غدوة»، الذي قام ببطولته وإنتاجه أيضاً، ليستحق التتويج بجائزة النقاد في عرضه العالمي الأول من خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43.

حاورت «كل الأسرة» الفنان التونسي ظافر العابدين، خلال عرضه الأول لفيلم «غدوة» في دبي، وتحدث خلال الحوار عن العديد من المحطات في حياته الفنية، وصولاً إلى تجربته الأولى في الإخراج والتأليف والإنتاج:

ظافر العابدين: فيلم «غدوة» بدأ بحالة تحدٍ مع النفس

بدأت من الصفر وواجهت تحديات كثيرة حتى وصلت إلى مرحلة النجومية؟

هذه حقيقة، كانت رحلة شاقة وطويلة حتى تمكنت من الاتجاه نحو الطريق، الذي تمكنت من خلاله للوصول إلى عالم الفن في مرحلة ليست مبكرة على الإطلاق، لكنني أرى أنه الوقت المناسب بكل تأكيد، وأحب أن أتحدث في اللقاءات الإعلامية عن تلك الرحلة، حتى ألهم الأشخاص الآخرين الذين يظنون أنهم فقدوا الأمل، لكن عندما يرون مثالاً حياً مر بظروف مشابهة بما يمرون به، لكنه وصل في النهاية، سيتوفقون مهما كانت صعوبة الأمر في بدايته.

أرى أن تجربة الأعمال الدرامية العربية، التي تجمع نجوماً من الوطن العربي باختلاف الجنسيات من أنجح التجارب

كيف تصف تجربتك الناجحة في مسلسل «عروس بيروت»؟

في الحقيقة لم نتوقع النجاح الكبير، الذي حققه مسلسل «عروس بيروت» وهو عمل درامي لبناني، فقد كان تحدياً جديداً بالنسبة لي، على الرغم من نجاحي في أعمال درامية مصرية، لكن ردود الفعل الإيجابية، وتصدره المشاهدات في المواسم الثلاثة، يؤكد نجاحه كعمل اجتماعي ناقش العديد من القضايا الأسرية والرومانسية بشكل عام، وأنا سعيد بتجاوزي تحدي العمل باللهجة اللبنانية، وأرى أن تجربة الأعمال الدرامية العربية، التي تجمع نجوماً من الوطن العربي باختلاف الجنسيات من أنجح التجارب، وأتمنى أن تستمر بشكل أكبر وأشمل.

ظافر العابدين: فيلم «غدوة» بدأ بحالة تحدٍ مع النفس

فيلم «غدوة» تجربة جديدة بكافة المقاييس.. حدثنا عنها؟

فيلم «غدوة» بدأ بحالة تحدٍ مع النفس، فأنا لا أحب أن أقف عند تجربة محددة، أحب أن أختبر ما لدي من طاقة ومهارات، وأقتحم مجالات متعددة، وللعلم فيلم «غدوة» لا يعتبر كما يظن البعض أنه تجربتي الإخراجية الأولى، فقد مهدت لتلك الخطوة من خلال عملي كمساعد مخرج فى تونس قبل العمل في مجال التمثيل، وجاءت قصة «غدوة» بعد تفكير وتعمق كي أقوم بكتابة القصة، والتمثيل والإخراج والإنتاج كذلك، خاصة أنها قصة من صميم المجتمع التونسي، وتعكس علاقة إنسانية بين الأب وابنه، في ظل ظروف اقتصادية وسياسية قاسية، فمعنى اسم «غدوة» بالتونسي هو وصف للماضي والحاضر، أو نظرة نحو المستقبل، فقد سلطنا الضوء على العديد من القضايا في المجتمع التونسي وهي ليست مختلفة كثيراً عن قضايا المجتمع العربي كافة، خاصة حينما نشير إلى الآمال والأحلام التي نود تحقيقها غداً، وعرضنا القضايا بمنتهى المصداقية، وهذا ما حرصت عليه من خلال رؤيتي كمخرج للعمل وليس كممثل فقط.

دورنا كفنانين عرب أن نتحدث بلهجاتنا كي نكسر أي حاجز بين الشعوب العربية المختلفة

هل توقعت الحصول على جائزة النقاد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

عرض الفيلم للمرة الأولى عالمياً من خلال مهرجان القاهرة، وحصل على جائزة النقاد، وهي جائزة مهمة جداً، وقد فوجئت باختيار الفيلم للمسابقة الرسمية للمهرجان، وهو شرف كبير بالنسبة لي؛ بل هو حافز للاستمرار لخدمة صناعة السينما العربية للوصول للعالمية، فأنا أعتبر مصر بلدي الثاني، وأنسجم جداً في المجتمع المصري، ولدي الكثير من الأصدقاء هناك، وعلى الرغم من أتقاني للهجة المصرية، لكنني أحب أن أتحدث معهم بلهجتي التونسية، خاصة أنه شعب مرحب بالثقافات كافة، ودورنا كفنانين عرب أن نتحدث بلهجاتنا كي نكسر أي حاجز بين الشعوب العربية المختلفة.

يرى البعض من جمهورك أنه مازال الوقت مبكراً لقيامك بدور الأب في الفيلم

أنا أب في الواقع، ولدي طفلة في الثانية عشر من عمرها، ولدي رسالة من خلال الفيلم مهمة جداً للتعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، فلم تكن شخصية أب عادي؛ بل شخصية مركبة، تظهر عليه علامات الإجهاد والأرق أغلب الوقت، وهذا ما تفاجأ به الجمهور، فقد تخليت عن وسامتي كما يرى البعض كي تبدو الشخصية مقنعة من حيث الشكل والأداء، كما حرصت على الاقتراب من حالات مشابهة ورؤيتها في المستشفيات حتى يتعايش المشاهد مع الأحداث.

قضايا المرأة تشكل جزءاً كبيراً من اهتمامك، كيف تسلط الضوء عليها في أعمالك؟

هذه حقيقة، فأنا أرى أن المرأة لم تحصل على حقوقها كاملة، وسلطت الضوء عليها من ندوات تابعة للأمم المتحدة، وكانت لدي مشاركة أخيرة في يوم المرأة العالمي في «إكسبو 2020 دبي»، فأنا أعتبر المرأة هي أصل الحياة، وبالتأكيد لابد وأن تشمل الأعمال التي أقدمها رسائل تتضمن حقوق المرأة في المجتمعات العربية على وجه الخصوص.

ظافر أثناء متابعة عرض فيلم
ظافر أثناء متابعة عرض فيلم" غدوة" في مهرجان القاهرة السينمائي

بماذا تفاجئ الجمهور بعد فيلم «غدوة»؟

أستعد حالياً لانطلاق عرض فيلم «العنكبوت» بدور العرض السينمائية المصرية، وهو يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لي، الدور مختلف وجديد، ويندرج تحت فئة أفلام الحركة؛ حيث أجسد خلال العمل شخصية ذات لمحة شريرة، مع مجموعة كبيرة من النجوم على رأسهم الفنان أحمد السقا ومني زكي، ومن تأليف محمد ناير، وإخراج أحمد نادر جلال. كما أقوم بتأليف فيلم جديد لا أود الكشف عن تفاصيله حالياً، لكن يمكن أن أفصح معلومة واحدة فقط، أنه فيلم عربي وليس تونسي.

بعيداً عن الحديث في الفن، ما هي طقوسك خلال شهر رمضان الكريم؟

أنا أعيش في إنجلترا بشكل عام، لكنني أحب أن أسافر إلى وطني تونس خلال شهر رمضان، كي أعيش الأجواء الرمضانية الحقيقة بين الأهل والأصدقاء، وأعشق الأكلات الشعبية التونسية، أمارس رياضة المشي بعد تناول الإفطار كيف أحافظ على وزني قدر المستطاع، فأنا أتناول كميات كبيرة من الحلوى خلال شهر رمضان، ولا أستطيع السيطرة على شهيتي أمامها.