16 فبراير 2023

فراس حمزة: تعلمت في غرفة الأخبار أن التعاون هو المفتاح

محررة في مجلة كل الأسرة

فراس حمزة: تعلمت في غرفة الأخبار أن التعاون هو المفتاح

كان فراس حمزة يحلم دائماً بأن يكون من أبرز نجوم الساحة الإعلامية، وكان يتخيل أنه يطل من الشاشة المرئية على الجمهور. ولكن، على الرغم من عشقه المبكر للإعلام، خصوصاً التقديم التلفزيوني، لم يتمكن فراس من التخصص في هذا المجال دراسياً بسبب الظروف التي تعرض لها بلده سوريا، لكن الظروف التي منعته من التخصص في الإعلام قادته إلى تحقيق حلمه في واحدة من أكبر القنوات الفضائية بمدينة دبي للإعلام، ضمن مجموعة MBC، وذلك بعد فترة تدريب مكثفة داخل القناة وخارجها، وقد نجح فراس في وضع بصمته في مشوار مهني ناجح، كأصغر مذيع في ذلك الوقت في غرفة الأخبار.

تحدث الإعلامي الشاب فراس حمزة عن الصعوبات التي واجهها قبل الانخراط في العمل الإعلامي، وكيفية توظيف ما يمتلكه من عزيمة وقوة شخصية للحصول على فرصة، بدأها بدورات تدريبية للصحفي الشامل، التقديم التلفزيوني، التصوير والمونتاج:

فراس حمزة: تعلمت في غرفة الأخبار أن التعاون هو المفتاح

كيف تمكنت من إثبات مهاراتك داخل غرفة الأخبار؟

كانت بداية عملي في غرفة أخبار قناة العربية، نظراً للوضع في سوريا آنذاك وعملت في الشأن السوري كمختص ومصدر للأخبار، وكذلك منتجاً في غرفة الأخبار ومنتجاً ميدانياً في أروقة الأمم المتحدة في جنيف، إضافة إلى تغطيتي لملفات عديدة طوال فترة عملي في المجال الإعلامي. وقد تعلمت في غرفة الأخبار أن التعاون هو المفتاح، هناك أشخاص في جميع أنحاء غرفة الأخبار لديهم المهارات التي نحتاج إليها للبدء في إنشاء قصص مرئية تفاعلية للمشاهدين، وقد كنت أطلب دائماً المساعدة من المكاتب والأقسام الأخرى والمراسلين، كما وكنت على تواصل دائم مع المراسلين «عمود الشاشة الفقري» للبحث عن الحقيقة والتحقق من الأخبار «المفبركة» وهو العمل الأساسي للصحفي.

ما أبرز المحطات في حياتك الإعلامية؟

المهام الخارجية والزيارات الخارجية التي كلفت بها، التغطية الإعلامية للمفاوضات والمشاورات السورية في الأمم المتحدة وغير ذلك، إلى جانب متابعات وزيارات خارجية خاصة لعدد من المناسبات والمؤتمرات. كما عملت على إنتاج مشروعات تساعد في تطوير المحتوى الإخباري، فقد ساعدني الميدان كثيراً على التطوير، وصنع مني صحفياً يحنّ إلى أماكن وناس ذلك الميدان.

فراس حمزة: تعلمت في غرفة الأخبار أن التعاون هو المفتاح

ما الذي تعلمته في الميدان؟

تعلمت أن أترك مسافة بين الرأي والخبر وعدم الخلط بين المواقف الشخصية والعمل المهني أثناء التغطية، ويجب على الإعلامي التحلي باللباقة والشفافية والموضوعية تجاه أي حدث، أحاول أن أكون قادراً على فصل المشاعر والآراء الشخصية عن أي موضوع أتعامل معه، سواء بالتقارير الصحفية أم المراسلة أم كتابة المقالات.

ما دور مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز عملك؟

علاقتي بمواقع التواصل والاجتماعية دائمة، وذلك لتعرضي لها بشكل مستمر على مدار اليوم. وقد تعودت أن ألجأ إليها للبحث عما يهمني من موضوعات أو برامج، وأؤكد أيضاً أهميتها في ترويج الرسائل الإيجابية وتقديم محتوى جيد، ولذلك أشارك متابعيّ دائماً بطبيعة عملي داخل وخارج التلفزيون وعند إجراء التحضيرات والعديد من الأمور التي تعزز العمل الذي أقدمه، وأعمل دائماً على تطوير المحتوى من خلال التواصل المستمر مع المتابعين، وأحرص على إنشاء علاقات اجتماعية وإنسانية معهم عبر مشاركتهم في العديد من الأمور والمجالات التي تخص الإعلام.

ما المهارات الجديدة التي اكتسبتها؟

في غرفة الأخبار دائماً أعمل على تطوير مهاراتي للتفوق في الحياة المهنية، كإتقان اللغتين العربية والإنجليزية، نبرة الصوت ومخارج الحروف، والحرص على الاطلاع والمعرفة واكتساب القدرة على التعامل مع المواقف، والالتزام بالاحترام والصدق وأن أستفيد من تجارب الآخرين.

فراس حمزة: تعلمت في غرفة الأخبار أن التعاون هو المفتاح

ما رأيك بما يمر به الإعلام حالياً؟

هناك حاجة لتنويع أدوات الخطاب الإعلامي بهدف جذب الفئات الناشئة، وهناك فجوة إعلامية يجب مواجهتها بثقة للنجاح في بناء نموذج إعلامي عربي مقنع وقادر على بلوغ مستوى الإنجازات الكبيرة، فالإعلام العربي وبحكم الأزمات المتلاحقة التي تعيشها المنطقة تحول إلى إعلام أزمة وفي الحقيقة المنطقة العربية ملأى بالقصص الملهمة والمحتوى الجاذب للشباب العربي، ومن المهم جداً أن يدرك الإعلام العربي عدم قدرته على الاستمرار في تهميش الآخر فقد باتت هناك منصات رقمية وحسابات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتماد الشباب عليها يمثل تحدياً حقيقياً للعاملين في صناعة الإعلام المرئي. فالتلفزيون التقليدي يتراجع بالتأكيد، والمستقبل سيكون للمحطات التلفزيونية التي تتفهم ما يحدث من تطور وتحاول التكيف معه. والتحدي الحقيقي يكمن في كيفية استخدام المنصات كافة لتسويق المحتوى المتميز الذي تصنعه الوسيلة الإعلامية.

في أي محطة تريد أن تعمل مستقبلاً؟

كلمة السر لخط النجاح هي الطموح الدائم مع استمرار كسب العلاقات المهمة والحفاظ عليها وتطوير المهارات مهما بلغت الخبرات. والعمل في قنوات أجنبية عالمية ممكن في المستقبل إذا كانت القناة عالمية وتمنح فرصة أكبر لتطوير المستوى، وهذا حلم كل صحفي شاب.