لمياء المازمي: ليس كل مؤثر على مواقع التواصل يمكن وصفه بإعلامي
لمياء عارف المازمي، إعلامية إماراتية شابة، تخصصت في قسم الإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، تخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، الأمر الذي فتح لها أبواب الساحة الإعلامية للعمل بها بمجرد التخرج كمذيعة ومراسلة في تلفزيون الشارقة، فقد سارت بخطى مدروسة لتحقيق حلمها كمقدمة برامج تلفزيونية، بعدما اكتشفت موهبتها بتقليد أصوات المقرئين في الصغر، وعندما كبرت وجدت نفسها أمام الميكرفون لتقديم محافل الجامعة.
«كل الأسرة» حاورت الإعلامية لمياء المازمي، حول التحديات التي تواجه الشباب في العمل الإعلامي أحد أهم القطاعات، و حول العوامل المساعدة التي جعلتها تتميز عن أقرانها في مرحلة مبكرة من عمرها.
هل تختلف الحياة العملية عما درسته في الجامعة؟
لقد فادتني الدراسة كثيراً، خصوصاً أننا كنا نخضع لتدريب مكثف خلال فترة الدراسة الجامعية، حتى إننا كنا نقوم بتصوير أفلام قصيرة، وكنا نقوم باختيار موقع التصوير، بالإضافة لتنظيم كافة الأمور المتعلقة بتصوير الفيلم. كذلك فإن الجامعة حريصة على اكتشاف المواهب الصوتية لدى طلبتها، من خلال مسابقة الإلقاء التي كانت تقام على مستوى الجامعة، وقد حصلت على المركز الأول في المسابقة، الأمر الذي كسر لدي حاجز الخجل، واستغللت موهبتي في تغيير طبقات صوتي، فقد اشتهرت مذ كنت صغيرة بتقليد الأصوات، خاصة أصوات المقرئين ومذيعي نشرات الأخبار.
هل واجهت تحديات في بداية حياتك العملية؟
لقد بدأت رحلتي في التقديم من خلال الجامعة، حيث طلب مني أن أكون عريفة حفل، وأن أقدم مؤتمرات الجامعة، وهذا أعتبره التحدي الأول لي، خصوصاً أن المؤتمرات كانت تجري على المسرح مباشرة، غير مسجلة، وأمام كبار الشخصيات وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان. وبمجرد تمكنت من اجتياز هذه المواقف، بدأت أشعر بالثقة التي تساعدني على المرور بمراحل تالية تحمل تحديات، لاسيما أن العمل في قطاع الإعلام كان مقلقاً لأولياء الأمور، ولكن في السنوات الأخيرة، أعطتنا القيادة الرشيدة ثقة مضاعفة لإثبات وجودنا في المجالات كافة، هذا بالإضافة لدعم الأهل والزوج في المقام الأول، فقد تزوجت حديثاً، وزوجي يفخر بي كإعلامية إماراتية تحافظ على هويتها واحتشامها وتمثل المرأة الإماراتية أفضل تمثيل في القطاع الإعلامي.
هل يقل شغف الإعلامي مع الوقت ورتابة الوظيفة؟
«اذهبي كل يوم إلى دوامك، وكأنه اليوم الأول لك في العمل»، هذه الكلمات كانت نصيحة والدي لي عندما تم تعييني للعمل في تلفزيون الشارقة، و هذه المقولة أضعها نصب عيني صباح كل يوم، حتى لا أفقد شغفي ورغبتي في العمل، لاسيما أن العمل الإعلامي متجدد، لا يعتمد على التواجد المستمر في المكتب، بالإضافة إلى حرصي على الابتكار والتجديد من خلال ما نقدمه من أخبار وتقارير، بحيث تكون المعلومة على شكل قصة جاذبة وتؤثر بالمشاهدين، وأحمد الله أنني أعمل ضمن فريق عمل يتيح لنا الفرصة للإبداع في تقديم عملنا، بل يقترح علينا أفكاراً جديدة، ويضعنا في تحد لتنفيذها.
هل أتيحت لك الفرصة لتمثيل دولة الإمارات إعلامياً في الخارج؟
لقد خضت التجربة بالفعل في لندن، وقبل أن أكمل عامي الأول بالعمل في مركز الأخبار، فقد كانت بالمصادفة حين تم ترشيحي للالتحاق في دورة تدريبية إعلامية في المملكة المتحدة، وقد صادف توقيت الدورة في اليوم الوطني الإماراتي، واقترحت على الفريق المصاحب تقديم تقرير عن اليوم الوطني بالتنسيق مع سفارة الإمارات في لندن، وقد كانت تجربة ثرية بالخبرة والعلاقات مع جهات إعلامية خارجية، الأمر الذي ساعدني على توسيع مداركي لاختيار وتناول المواضيع الإعلامية، كما أنني لاحظت أن الأدوات والأجهزة التي تستخدمها المؤسسات الإعلامية في لندن، أقل حداثة من الأجهزة التي نستخدمها في الإمارات، وهذه من الأمور التي تفاجأت بها للغاية، وعلى الرغم من ذلك تعلمت منهم تفاصيل دقيقة ومهمة في مجال تقديم البرامج.
مشاهير «السوشيال ميديا» يؤثرون في متابعيهم، لكنهم ليسوا مصدراً موثوقاً للمعلومة أو الخبر
ماذا أضاف لك مجال الإعلام وماذا أضفت له؟
أضاف المجال لي الجرأة مع الحفاظ على حياء الفتاة الإماراتية، والمحافظة على عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، وأن أفرض احترامي على الجمهور، كما أعطاني الرغبة في الإبداع المستمر والقدرة على التواصل المستمر مع فئات الجمهور كافة، بل وأن أكون مؤثرة فيه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
لكل إعلامي رسالة يحرص على إيصالها من خلال عمله، ماهي رسالتك؟
رسالتي هي توضيح الفرق بين الإعلامي والمؤثر، وأنه ليس كل من حقق الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن وصفه بإعلامي، فهناك فرق بين المجالين، ولكل منهم دور مهم بالنسبة لجمهوره، فمشاهير «السوشيال ميديا» يؤثرون في متابعيهم بحسب المحتوى الذي يقدمونه، لكنهم ليسوا مصدراً موثوقاً للمعلومة أو الخبر الذي يتم تداوله من خلالهم، ففي النهاية، لدى الإعلامي معايير وقيم يلتزم بها. كما أنني لا أفضل استخدام حسابي الشخصي على «انستغرام» كإعلامية، بل أستخدمه لحياتي العامة، ولا أحب أن أخلط بين عملي وحياتي الشخصية.
ما خططك في المرحلة المقبلة؟
أريد أن أكمل دراسة الماجستير ولكن في مجال العلاقات الدولية، الذي أرى أنه يعتمد في جزء كبير منه على الإعلام، وأن أعد نفسي للعمل إن شاء الله في السلك الدبلوماسي. كما لدي استعداد للمشاركة في أي برامج تدريبية لمساعدة وتأهيل الشباب الراغب في خوض تجربة العمل في مجال الإعلام، وأرى أن هناك قطاعات كثيرة يمكنهم العمل بها، وتحتاج إلى مواهب إعلامية، ولدينا نماذج شبابية تمكنت من شق طريقها في هذا المجال.
* تصوير: السيد رمضان / محمد شعلان