فنانة مرموقة استطاعت خلال مشوارها الفني الممتد لأكثر من 50 عاماً ترك بصمة في كل عمل تؤديه لدى المشاهد الخليجي والعربي، قدمت العديد من الأعمال التراجيدية والكوميدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وسهرات تلفزيونية، لتستحق وعن جدارة لقب سيدة الشاشة الخليجية.. هي الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد، التي تطل على مشاهديها يومياً خلال شهر رمضان المبارك، من خلال تجسيدها لدور «كلثم» في مسلسل «قرة عينك».
بداية نهنئك على مسلسل «قرة عينك»، ونود الاطلاع على السبب الذي جذبك لتجسيد دورك فيه؟
الدراما الناجحة هي إفراز طبيعي لوقائع حدثت بالفعل، ونتاج لمواقف مرت على أشخاص بعينهم، وأثناء قراءتي للعمل وجدت ارتباطاً كبيراً بينه وبين قصص أخرى حقيقية، فهي مأخوذة عن قصة واقعية لرجل يحمل الجنسية الأمريكية حكم عليه بالسجن ظلماً سنوات طوال وفي النهاية ظهرت براءته، وليس تلك هي آخر القصص، فكم من أناس تم سجنهم ظلماً لفترات طويلة وبعدها يتم الكشف أنهم غير مذنبين في التهم التي نسبت إليهم، ولهذا قررت أن أجسد هذا الدور ليرى المشاهد أحد أوجه الظلم الذي يمكن أن يتعرض له إنسان ويستطيع بحسن تربيته أن يبدأ حياته من جديد، ووقع الاختيار على الاسم «قرة عينك»، كونها جملة دارجة باللهجة الخليجية تقال لكل من عاد بعد فترة غياب طويلة، ومنها انطلق العمل الدرامي.
حدثينا عن طبيعة شخصية «كلثم» في المسلسل؟
سعدت كثيراً بأحداث المسلسل التي تدور في إطار كوميدي لايت يتخلله بعض المواقف الدراماتيكية، التي تنسجها «كلثم» بتلقائية وعفوية كبيرين، فبعد سنوات عاشتها خلف القضبان لم يرحمها المجتمع من أن يفيض عليها بظلم آخر وهو نكران الجميع لها كونها وصمت بالإجرام، وبمجرد أن تتبرأ ساحتها يلتف أفراد أسرتها حولها ليس لاحتياجهم لها بقدر ما وجدوا ضالتهم معها بعد أن خرجت من محنتها بتعويض مالي كبير عن سنوات عمرها التي انقضت هباء، وسيتكشف خلال الأحداث كثير من المواقف التي ترصد تصرفات وسلوكيات البعض.
ما سر اتجاهك للكوميديا بعد عدد من الأعمال التراثية التاريخية؟
أعشق الأعمال الدرامية والتراجيدية خاصة التراثية التاريخية كونها مرآة لحقب زمنية تكشف حقائق من حق الأجيال الحالية أن تعرفها، إلا أن التنوع مطلب بشري ولهذا كان ولابد من تقديم عمل للجمهور يحمل طابعاً مختلفاً، فأنا أحب الأعمال الكوميدية على الرغم من قلة أدواري فيها، وكل عام نجتهد من أجل البحث عن نصوص جيدة وغير مكررة ولهذا وقع اختياري على مسلسل رمضان هذا العام.
وجدنا تعاوناً وحباً من أهالينا في كل مكان نصور فيه
دائماً ما تحمل كواليس التصوير روح العمل، حدثينا عن تلك الأجواء وأهم ما افتقدته بعد الانتهاء منه؟
كل عمل انضم إليه أو أتولى إنتاجه تكون كواليسه مختلفة، لكنها ممتعة، فالوقت الذي نقضيه وزملائي في التصوير يكون طويلاً نسبياً وهو ما يسترعي حدوث نوع من الألفة والمحبة بين الجميع، والحقيقة أن كواليس هذا العمل الذي أتعاون فيه للمرة الأولى مع المخرج الشاب سعود بوعبيد، كانت مريحة جداً، خاصة أنه كان في الكويت فقد صار لي 3 سنوات أصور خارجها وجاء «قرة عينك»، ليكون أكثر راحة؛ إذ وجدنا تعاوناً وحباً من أهالينا في كل مكان نصور فيه وكان شيئاً طيباً، أما عما يجرى خلف الكاميرا فقد كنا نتشارك الطعام والضحكات والجلسات التي جعلتنا أشبه بالعائلة المتكاملة وهذا أكثر ما افتقدته بعد الانتهاء من آخر يوم تصوير.
حصلت مؤخراً على جائزة مهرجان joy Awards التكريمية الفخرية في الرياض، عن مسيرتك التي أثرت بها الحياة الفنية لأكثر من 50 عاماً، كيف كان شعورك؟
أفتخر كثيراً بتلك الجائزة كوني تسلمتها في بلدي الثاني المملكة العربية السعودية، وأتقدم بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه بالسعودية على منحي تلك الجائزة من مهرجان صناع الترفيه 2023 في نسخته الثالثة، والتي جعلتني أشعر أن ما أقدمه من أعمال لم يذهب مجهودي فيه أدراج الرياح.
بعد سنوات طوال من التألق والإبداع، هل هناك حلم فني لم يتحقق بعد؟
تقريباً قدمت معظم الشخصيات التي أحبها وبالنسبة لي حققت كل إنجازاتي التي حلمت بأن ترى النور والفضل يرجع إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، وما أتمناه إنما هو لأبنائي في مجال الفن وأن يحققوا ما يصبون إليه ويقدموا للجيل الجديد كل ما يرتبط بمبادئنا وأخلاقنا القيمة وثقافاتنا الإسلامية المستنيرة.
هل هناك ما تعتزين بتمثيله وتعتبرينه أفضل أعمالك على مدار سنوات طويلة؟
لا يوجد عمل أفضل من آخر لدي، فعند اختياري للأدوار أدرسها جيداً وأحرص على أن تكون مغايرة عن غيرها، وأكثر ما أراعيه فيها أن يحبها ويتعلق بها الجمهور.
قدمت أعمالاً متنوعة في المسرح والتلفزيون والسينما أي المجالات أحب إلى قلبك؟
العمل المسرحي أكثر قرباً إلى قلبي، إلا أنه يحتاج إلى مجهود كبير وهو ما لا أستطيع عليه الآن لتقدمي بالعمر، وكل ما أحرص عليه الآن مع تقديم أي عمل هو أن يكون هادفاً ويحمل قضية مهمة تمس الواقع وتعالج مشاكله.
هل لديك اهتمام بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي وما ينشر فيها من موضوعات؟
لا أميل إلى أي شيء سلبي وأرى أن الـ«سوشيال ميديا» منصات مهمة إلا أنها وسيلة استغل البعض سهولة تداولها والوصول إليها ليقدم محتوى غير هادف يؤثر في عقول الكثيرين خاصة الشاب والشابات، الذين ينساق البعض منهم وراء المغريات والأفكار السلبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ما هو رأيك في مستوى الدراما الخليجية حالياً؟
الدراما الخليجية بخير ونرى أعمالاً جيدة تقدمها مجموعة من الفنانين والفنانات لديهم رسالة اسمها الفن، معروف عنهم الجدية وحب العمل فطالما نعيش الحياة فبكل تأكيد ستكون الدراما الخليجية في ارتقاء وازدهار.
ما جديدك في الفترة القادمة؟
هناك أوراق لأعمال فنية أقرأها حالياً وسوف أختار أفضلها وما يرضي ذوق وينال رضا الجمهور الخليجي والعربي، والذي يقدر العمل الجيد ويبحث دوماً عنه، فالفن رسالة تحترم في كل الأزمان.