استطاع الممثل طارق تميم أن يلفت الأنظار إليه بشخصية «جميل» التي قدمها في مسلسل «النار بالنار» وشارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية واللبنانية وعرض في الموسم الرمضاني 2023.. ويبدو أن نجاح الدور شجع تميم على أن يكمل مساره في الدراما التلفزيونية، بعد غياب سبع سنوات، انشغل خلالها بأعمال سينمائية ومسرحية مختلفة:
كيف ترد على بعض التعليقات التي اعتبرت أن مسلسل «النار بالنار» يمكن أن يغذي الشرخ بين السوريين واللبنانيين؟
كيفية تناول الموضوع مسألة مهمة جداً، وهنا أريد أن أوجه تحية للمنتج صادق الصباح بسبب حرفيته، ولأن تنفيذ نص مسلسل «النار بالنار» يحتاج إلى جرأة كبيرة، وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيه هذا الموضوع درامياً ولكنهم كانوا يدورون حوله، ولا يتناولونه مباشرة كما حصل في هذا المسلسل الذي تناول الموضوع بعمق ووضع إصبعه على الجرح. وأؤكد أن المنتج راجع نفسه كثيراً قبل أن يأخذ القرار بتصويره. طريقة طرح الموضوع مهمة جداً ومن يريد أن يحدث شرخاً فإنه يطرح بطريقة تحدث شرخاً ولكن الصباح لم يسع إلى ذلك أبداً وهذا الأمر لم يحصل على الإطلاق. لا شك أن المسلسل أثار الجدل بين مؤيد وبين معارض ولكنه لم يحدث شرخاً كما كان يتخوف البعض.
وكيف تعلق على اتهامات الكاتب رامي كوسا بأن المخرج محمد عبد العزيز غير في نصه، وأنه تم إفراد مساحة دور كبيرة لابنه تيم في المسلسل؟
مسألة النص وما يحصل بين الكاتب رامي كوسا والمخرج محمد عبد العزيز وابنه رامي لا علاقة لي بها، ولكن من خلال متابعتي للعمل، كممثل مشارك فيه ومن خلال دراستي الجامعية لأن اختصاصي هو الإخراج كما الفن المسرحي، فإنني أعتبر أن رامي كتب نصاً رائعاً قدمه لشركه الصباح وهي وافقت عليه ثم استلمه المخرج محمد عبد العزيز الذي لديه رؤيته كمخرج، وهو لم ينسف النص أو الحوار بل أحدث بعض التعديلات كرؤية إخراجية، علماً أن رامي متعلق جدا بنصه. وبالنسبة لتيم فإن الأصداء حول دوره إيجابية والناس أحبوه. ما حصل لا علاقة لي به كممثل بل أنا كنت سعيداً جداً بمشاركتي بالعمل كما كل الذين شاركوا وكلنا استمتعنا كثيراً وكنا عائلة واحدة ليس كممثلين وحسب بل كل فرد شارك فيه.
كم يوجد تشابه بين شخصيتك الحقيقية وبين شخصية «جميل» التي لعبتها في المسلسل؟
جميل يشبهني كثيراً ولكنني لست مثله لناحية لعب الميسر. «جميل» يشبه كل مواطن في المجتمع ولذلك حصل تعاطف كبير معه. صحيح أنني قدمت الدور بعفويته وطبيعته ولكن كل شخص يرى شيئاً منه في هذه الشخصية.
لا أسعى أبداً إلى أدوار البطولة بل إلى الدور الذي يتكلم عني
بعد نجاح دورك في مسلسل «النار بالنار» هل سوف تستمر في التواجد في الدراما التلفزيونية، خصوصاً أنك كنت مبتعداً عنها طوال الفترة الماضية؟
طبعاً أنا لن أغيب بعد الآن عن الدراما التلفزيونية. بعد عودتي بدور «جميل» في المسلسل كنت أريد أن أعرف كيف سوف يكون صدى هذه العودة، ولا شك أن ردة فعل الناس الإيجابية تجاه مشاركتي في هذا العمل شجعتني على الاستمرار. لو لم تكن هذه العودة موفقة لكنت توقفت، لكن محبة الناس لي كانت كبيرة مما أعطاني دفعاً كبيراً لكي أكمل في مجال الدراما التلفزيونية، ولكن لن أشارك في دور أقل مستوى من دور «جميل» بل سوف أكون حريصاً على دراسة أي دور يعرض علي، علماً أن مساحته لا تهمني بل خطه وما الذي يمكن أن أقدم له. إنني لا أسعى أبداً إلى أدوار البطولة بل إلى الدور الذي يتكلم عني.
كيف أمضيت السنوات السبع الأخيرة التي ابتعدت فيها عن الدراما التلفزيونية؟
أنا لم أبتعد عن التمثيل بل عن التلفزيون فقط. كان المسرح شغلي الشاغل. لقد شاركت في السنوات السبع الماضية في أعمال مسرحية وسينمائية، وآخر عمل مسرحي للراحل روميو لحود كان من بطولتي، كما شاركت مع روان حلاوي في مسرحية «غرفة 202» ومع لينا خوري في مسرحية «حكي رجال» بالإضافة إلى مسرحيات أخرى من بينها مسرحية «تنفيسة» التي أوقف الأمن العام عرضها.
لكن العمل في التلفزيون يبقى مختلفاً بالنسبة للممثل؟
في الأساس أنا تأخرت في الدخول إلى التلفزيون لأنني كنت أركز على المسرح ولكنني اكتشفت أنه لا يطعم خبزاً في لبنان وخصوصاً في السنوات الأخيرة، لذلك توجهت نحو التلفزيون لكي أكسب لقمة عيشي.
كما أن العمل في التلفزيون يحقق انتشاراً للممثل؟هذا صحيح، ميزة التلفزيون أنه يحقق الانتشار للممثل كما أنه يؤمن له مورد رزق خصوصاً وأن المسرح في لبنان لا يوفر مقومات العيش بالنسبة لأي ممثل لكن متعتي الأولى والأخيرة تتحقق في المسرح.