كارلا حداد: أستطيع التأقلم مع أي نوع من البرامج وفي رأسي أكثر من فكرة لن أفصح عنها حالياً
في غاية الأناقة والجمال، تتألق كارلا حداد.. كارلا الأم التي تهتم بتفاصيل ويوميات ابنتها ليا، بدءاً من متابعتها في دراستها وصولاً لأصغر تفصيل في حياتها، تحدثت عن أمومتها وعملها في لقاء معها بدأناه بالسؤال عن برنامجها الجديد «المسرح» الذي يلاقي أصداء واسعة من النجاح.
رغم النجاح الكبير الذي يلاقيه برنامجك، إلا أن البعض قال بأنه عمل مقتبس لا جديد فيه؟
برنامج «المسرح» عبارة عن «فورمات» عالمية، مثل المسلسلات المقتبسة، والفرق بينه وبين البرامج التكريمية الأخرى أننا نبحث عن فنانين كبار أرسوا أسس الفن الحقيقي ولم يأخذوا حقهم في الإعلام وفي الحياة، ونحاول الغوص في قصص جديدة تتعلق بهم من خلال مضمون متطور ومحترف في التقديم والاستعراض والضيوف، ونحن لم ننكر أنه فورمات ولم نأت به من المريخ، إلا أن الزوايا التي نقدمه عبرها هي الجديدة، علماً أننا تلقينا ردود فعل إيجابية من نقاد وصحفيين مما يجعلنا نمضي قدماً وبحماس أكبر في العمل بعيداً عن النظرة الضيقة أو تلك التي لها مصلحة في التعتيم على النجاح الذي يلاقيه البرنامج.
كان هدفك الوصول إلى هذا المكان أم أنك كنت تتطلعين إلى برامج أخرى؟
أنا مستعدة دائماً للتواجد في أي إطار من البرامج، لأني واثقة من قدرتي على تقديمها كلها، وكنت أتطلع لفكرة مناسبة، خصوصاً وأننا نمر بحالة ركود عامة في البلد، ولا يمكن أن ننكر الإنتاج الضخم الذي أولته المؤسسة اللبنانية للإرسال للبرنامج الذي عكس صورة جميلة له ولنا وللشخصيات التي نكرمها فيه، مما جعلني سعيدة وراضية عن النتيجة التي وصلنا إليها بجهودنا جميعاً، ومع ذلك لن أقول إنه كان حلماً بالنسبة لي، خصوصاً وأن في ذهني أنواعاً من البرامج.
أنا إنسانة تتأثر وتشعر بالناس من حولها، ولا أعيش فوق الغيوم
غالباً ما تظهرين في برامج من النوع «اللوكس»، فهل تجدين نفسك فيها أكثر، أم يمكن أن نراك في برامج اجتماعية على تماس مع الناس؟
بالعكس، فأنا أستطيع التأقلم مع أي نوع من البرامج، وفي رأسي أكثر من فكرة لن أفصح عنها حالياً، فأنا إنسانة تتأثر وتشعر بالناس من حولها، ولا أعيش فوق الغيوم، وربما لا يعرف الناس هذه الحقيقة التي تخفيها المظاهر البراقة التي نعيشها أحياناً، ولذلك أقول إني إنسانة أنفعل وأعيش قضايا الناس، لأني منهم أولاً وأخيراً، وأحياناً أخاف من تأثري في تقديم هذه البرامج.. عموماً أريد أن أقول إني أصبحت أعرف ماذا أريد وأين يمكن أن أنجح أكثر.
أنت ممن عملوا على أنفسهم ونجحوا في مواجهة الحروب، فهل تستمرين اليوم من باب التحدي؟
أنا أتحدى نفسي قبل أي أحد، ومن هذا المنطلق أحاول التحدي وإيجاد الأفكار الآخرين لأني إنسانة تهوى العمل مهما بلغت صعوباته، ولا تستطيع الجلوس في المنزل، ولطالما امتلكت الصحة والنفس والشكل والمضمون المطلوب لأبقى في خضم معركة التحدي.
العدد المحدود في مجالكم يخفف المنافسة؟
القليل عدد صحيح والبرامج قليلة، والأمر نفسه ينطبق على المسلسلات اللبنانية التي لا تتعدى الاثنين أو الثلاثة في العام الواحد.
القصة مختلفة في الدراما، بوجود المنصات التي تستهلك المسلسلات؟
هذا صحيح.
هل يمكن أن يدفعك هذا الأمر للتفكير بخوض مجال التمثيل كون مستقبله أضمن؟
أنا لا أفكر بهذه الطريقة، فأنا ناجحة في مجالي الذي أحبه واخترته في دراستي الأكاديمية والعملية، وإذا اخترت دخول مجال التمثيل سأختاره لأني أحبه وأشعر بأني موهوبة في مجاله، وليس لأن التمثيل يمكن أن يؤمن مستقبلي.
لم تكوني ممثلة أبداً في التقديم؟
قد يظن البعض بأن ظهور المقدم على طبيعته هو نوع من التمثيل، ولكن من يعرفني جيداً يدرك بأني أنا أمام الكاميرا مثلي خلفها، ولكن قد أخفي أحياناً شعوراً بالحزن أو القلق الذي يمر بحياة كل الناس، لأن الجمهور ليس مسؤولاً عن تغير حالاتي، وفي أي حال الناس تعرف المتصنع من الطبيعي.
تكرمون في برنامجك كباراً ممن صنعوا تاريخ الفن اللبناني، فكم تشعرين بالاستفادة منه؟
صدقاً أقول إنه بعد تقديمي هذا البرنامج، وبعد أن تعرفت إلى حياة كبار من عظماء فنانينا، صرت أتمنى لو أن المناهج التعليمية في المدارس تعتمد حياة هؤلاء الكبار لتدريس الجيل الجديد لأن الفن يجمع والتاريخ يفرق، وما يحز في النفس أنهم لم يأخذوا حقهم في الحياة، ومعظمهم مات فقيراً، علماً بأنهم عملوا للفن كرسالة حقيقية، وليس كشعار، لذلك أقول إنه على كل اللبنانيين أن يتعرفوا إليهم لأنهم تاريخ لبنان الحقيقي.
كنت أخيراً في المملكة العربية السعودية لتصوير برنامج مع رامز جلال.. كيف عشت التجربة هناك؟
صحيح كنت هناك للمشاركة في تصوير برنامج رامز جلال في منطقة البولفار، ولا يمكن أن أصف انبهاري بما رأيته من انفتاح، تشكر عليه المملكة، على كل الفنانين والمثقفين.
ألم تترددي في مشاركة رامز جلال برنامجه رغم كل المشاكل التي أحاطت به سابقاً؟
أبداً، لأني أحب رامز، ولأن مصر تعتبر بلدي الثاني من خلال المتابعين لي من شعبها على مواقع التواصل، بالإضافة إلى أن برنامجه يحصد متابعة لا مثيل لها في شهر رمضان المبارك.
أخيراً، لا بد من سؤالك عن الضغط الذي تعيشينه لأنك تقومين بدور الأم وكذلك تعملين؟
بسبب طبيعتي التي تهتم بأدق التفاصيل منذ ولادة ليا، فأنا أهتم بدراستها، برياضتها، بكتبها، ودفاترها، بكل شيء، هكذا أجد راحتي، علماً أني أجد أن شيئاً ما ينقصني إذا لم يكن هناك ضغط عملي في حياتي، ولذلك يشبهني كثيرون بالنحلة.
تعكسين هذه الشخصية على ابنتك؟
مما لا شك فيه بأن الأولاد يتأثرون بأهلهم بطريقة لا شعورية، وهذا ما أشعر بالنسبة إلى ليا.