08 يوليو 2024

ميرفا القاضي: داليدا أسطورة وأتمنى تقديمها على الشاشة

محررة متعاونة

ميرفا القاضي: داليدا أسطورة وأتمنى تقديمها على الشاشة

قدمت الفنانة ميرفا القاضي مؤخراً على مسرح كازينو لبنان عملاً تكريمياً للفنانة الراحلة داليدا، تحت عنوان «الموت على خشبة المسرح» (Mourir sur scene)، مستحضرة شخصيتها، غناء ورقصاً وتمثيلاً، بمشاركة الفنان ماتيو خضر، ومع إطلالة خاصة للفنان باسم فغالي.

ميرفا القاضي: داليدا أسطورة وأتمنى تقديمها على الشاشة

لماذا اخترت تقديم هذا العمل التكريمي للراحلة داليدا في هذه المرحلة تحديداً؟

أنا أواظب على الغناء لـداليدا، وفكرة تقديم عمل عنها ليست جديدة، بل لطالما كانت تراودني، ولم تكن يوماً بعيدة عني، إلى أن سنحت الفرصة المناسبة اليوم.

كم ساعدك شكلك على تقديم شخصيتها على المسرح قلباً وقالباً؟

الشكل ليس كافياً وحده، وكما أنه لا يكفي لمن يملك صوتاً جميلاً أن يقدم داليدا بطريقتها نفسها، كذلك لا يكفي لمن يشبهها، أو يرقص مثلها، أن يقدمها، بل من ينجح في ذلك هو الشخص الذي تجتمع فيه كل هذه المواصفات، ولذلك ليس بإمكان أي شخص أن يقدم داليدا، شكلاً ومضموناً وأداء، في عمل فني.

كيف تم اختيار الأغاني الخاصة بالعمل؟

تملك داليدا رصيداً كبيراً من الأغاني الناجحة، والمعروفة، وأنا أخترت من بينها الأغاني الأكثر شهرة وانتشاراً، والتي يعرفها كل الناس، ويحبونها، ويرغبون في سماعها دائماً.

ميرفا القاضي: داليدا أسطورة وأتمنى تقديمها على الشاشة

هل يمكن أن يكون هذا العمل تمهيداً لتجسيد السيرة الذاتية للفنانة داليدا على الشاشة كما حصل في تجارب أم كلثوم، وعبد الحليم، وليلى مراد، وغيرهم؟

أنا أتمنى ذلك، ولا أحد يعرف ماذا يمكن أن يستجد مستقبلاً. نحن نقدم عملاً غنائياً عن داليدا، ولكن يوجد فيه تمثيل أيضاً، كما يوجد قسم أردّد فيه أقوالها بطريقة جميلة، فضلاً عن لوحات راقصة، ونحن نقلنا داليدا، قلباً وقالباً، إلى المسرح.

وفي حال أتيحت أمامي الفرصة لتقديم قصة حياتها على الشاشة فسوف أكون فخورة بذلك، لأنها ليست فنانة عادية، وهي لا تزال بيننا حتى اليوم بأعمالها، وكل الناس يحبونها، ويتحدثون عنها. داليدا أسطورة، وتقديمها في عمل فني يفرحني، وأنا أتشرف بتجسيد شخصيتها على الشاشة، وهذا أمر مهم جداً في مسيرتي الفنية.

شاهدت أكثر من 500 مقابلة لداليدا لكي أتمكن من تكوين فكرة كاملة عنها، وما حصل معها أحزنني كثيراً

اتسمت حياة داليدا بالسوداوية، خصوصاً أن كل الرجال الذين أحبّوها انتحروا حتى أنها أنهت حياتها انتحاراً، فكيف تتحدثين عن هذه الناحية؟

داليدا كانت فنانة حساسة جداً، وكل الأشخاص الحساسون في الحياة يتأثرون كثيراً، وهي مرت بمراحل فيها الكثير من الحزن، ومراحل فيها الكثير من النجاح، كما أنها قررت بنفسها متى تبدأ مسيرتها، ومتى تنهيها، عندما شعرت بأنها يجب أن تفعل ذلك!!

خصوصاً أنها مرّت بتجارب عاطفية حزينة جداً، وربما شهرتها الكبيرة جداً، جعلتها تشعر بالوحدة، لذلك بحثت عن الحب دائماً، لكنها لم تنجح، وربما يقف هذا الأمر، إلى حد كبير، وراء قرار انتحارها.

أنا شاهدت أكثر من 500 مقابلة لها لكي أتمكن من تكوين فكرة كاملة عنها، وما حصل معها أحزنني كثيراً، لأنني دخلت شخصيتها، وتعمقت فيها، وعرفت كيف تفكر، كانت شخصاً لطيفاً، ومؤدباً، لا يتمنى إلا الخير للجميع.

كما كانت متواضعة جداً، ولم يصبها الغرور أبداً، مع أنها كانت نجمة كبيرة، والدخول إلى أعماق شخصيتها بهدف التحضير للدور بشكل جيد أحزنني كثيراً، ولكنه زاد من حبي لها، وتعلقي بها، وأحببتها أكثر من السابق.

هل هناك جوانب مشتركة بينك وبين داليدا على المستوى الشخصي؟

نعم، وهي كثيرة، وأنا أشعر بأنني كنت سوف أجيب بنفس الطريقة التي كانت تجيب بها في مقابلاتها، في حال طرحت نفس الأسئلة عليّ.

ميرفا القاضي: داليدا أسطورة وأتمنى تقديمها على الشاشة

حتى على مستوى التشاؤم؟

هو ليس تشاؤماً بل حزن.. الحياة ليست كلها فرحاً، وكلنا نعيش الحزن والفرح لأننا بشر، ولكن الحزن في الفن يكون أكبر لأنه مجال صعب، وكلما كان الإنسان تحت الأضواء كلما أصبحت حياته أصعب، ونادراً ما يلتقي بأناس يحبونه لشخصه، وتطغى المصالح على علاقاته بالآخرين.

وأعتقد أن الكثير من المشاهير، العرب والعالميين، يعانون هذا الموضوع، لأنه لا يوجد أشخاص حقيقيون حولهم، وهذا هو الثمن الذي ندفعه عندما نقرر أن نكون تحت الأضواء، والإنسان الذي يدخل المجال يعرف ما هي المشاكل التي يمكن أن تعترضه.

وهل أنت تعانين أيضاً هذا الموضوع؟

أنا لم أعد أعاني، لأنني وصلت إلى مرحلة أصبحت فيها قادرة على قراءة الأشخاص، ولم أعد أتأثر.

ميرفا القاضي: داليدا أسطورة وأتمنى تقديمها على الشاشة

ولكنك تتمنين أشخاصاً يحبونك لشخصك؟

أهلي موجودون، كما يوجد لدي بعض الأصدقاء الذين أحبهم، ويحبونني، بعيداً عن المصالح، من بينهم رولا شامية، وباميلا الكيك، وغيرهما، ولكنهم قلائل.

أقصد على مستوى الزواج؟

كل شخص منا يقرر ما يريده في الحياة، وفي هذه الفترة أنا لا أفكر في الارتباط، بل بالتركيز على نجاحي في المهنة، كما أن طموحي كبير جداً، ولا أعرف، ربما أغيّر رأيي بعد عام.. الحب يأتي وحده، ونحن لا نبحث عنه.

ميرفا القاضي: داليدا أسطورة وأتمنى تقديمها على الشاشة

ألم تلتقي بأشخاص يحبّونك لشخصك؟

طبعاً، وهم أحبوني، وأنا أحببتهم، ولكن العلاقة بيننا لم تكلل بالزواج، لأننا كنا نصل إلى مرحلة نشعر فيها بأنه لا يوجد توافق بيننا حول بعض الأمور، وكنت أشعر بأنني لا يمكن أن أكمل حياتي مع شخص يملك مواصفات لا أحبها، والعكس صحيح أيضاً، وكانت تنتهي العلاقة بيننا، وهذا أمر صعب جداً.

كما أنني لم أقل يوماً إنه يجب أن أتزوج لأنني لست كذلك، هي كانت علاقات جميلة مع أشخاص أحببتهم، وعلاقتي بهم كانت جديّة، ولكنها انتهت، ولكننا لا نزال أصدقاء.