9 يوليو 2024

أميرة ويلز التي تحترف الابتسام في مواجهة القلق.. ماذا تقول لغة جسد كيت ميدلتون؟

كاتبة صحافية

كاتبة صحافية

أميرة ويلز التي تحترف الابتسام في مواجهة القلق.. ماذا تقول لغة جسد كيت ميدلتون؟

منذ ظهورها العلني بعد فترة اختفاء بسبب العلاج، والشائعات لم تتوقّف حول الوضع الصحي الحقيقي لزوجة ولي عهد بريطانيا، وطبعاً فإن صحافة «التابلويد» في لندن هي خير من يبرع في اختراع التقارير ورسم السيناريوهات المثيرة، التي تجتذب ملايين القرّاء، وهي صحافة لا يكتفي محرّروها بما يرونه بأعينهم في الواقع، بل تحاول اختراق الواجهة للوصول إلى الخفايا المختبئة وراءها.

أميرة ويلز التي تحترف الابتسام في مواجهة القلق.. ماذا تقول لغة جسد كيت ميدلتون؟

ماذا وراء الابتسامة المشرقة المرسومة على وجه أميرة ويلز؟

منذ أن ظهرت كيت ميدلتون في المشهد الملكي، وهي تأسر متابعيها بلطفها وانضباطها وبتلك الابتسامة على ملامحها، من النادر أن تعثر على صورة لها وهي منزعجة، أو غاضبة، أو في لحظة ثورة أو استنكار أو متعكرة المزاج، لقد حفظت كيت النموذج المطلوب منها جيداً وأتقنته، فهي المرأة التي تتهيأ لأن تكون ملكة بريطانيا المقبلة والأم التي تربّي الطفل الذي سيجلس على العرش ذات يوم، إذا سارت الأقدار وفق التوقعات.

أميرة ويلز التي تحترف الابتسام في مواجهة القلق.. ماذا تقول لغة جسد كيت ميدلتون؟

كعادتها في مثل هذه المواقف، تحاول الصحافة اللجوء إلى المتخصّصين في قراءة لغة الجسد؛ لكي يكشفوا النقاب عمّا يختفي وراء الابتسامة وعن المعاني المستترة خلف كل حركة، التفاتة، إطراقة بدرت عن زوجة الأمير وليام.

بعد أربعة أشهر من الإعلان عن إصابتها بالمرض الخبيث، جاء الظهور المختصر لأميرة ويلز، مناسبة لتحليل ما يمكن أن يفصح عنه جسدها في تحركاته وإيماءاته، هذه المرة تولّت مهمّة القراءة الخبيرة المعروفة أولجا سيسكو، فما الجديد الذي طلعت علينا به؟

أولجا التي حللت حركات الأميرة
أولجا التي حللت حركات الأميرة

من هي أولجا سيسكو.. خبيرة قراءة لغة الجسد؟

قالت كيت في منشورات لها على مواقع التواصل «هناك تقدّم، لكن كل الذين مروا بتجربة العلاج الكيمياوي يعرفون أن هناك أياماً جيدة وأياماً سيئة»، كلمات تبدو صادقة ومفعمة بالواقعية، خصوصاً وأنها أرادت أن تشكر متابعيها على اهتمامهم بها وجزعهم عليها.

رغم ما قيل فإن الآثار الجانبية للعلاج منعت الأميرة من تأدية واجباتها البروتوكولية المناطة بكل فرد من أفراد العائلة الملكية، كان عليها أن تعيش فترة العلاج الصعبة بعيدة عن الأضواء، في عزلة عن الجماهير، وعن الصحافة بالذات التي تبحث عن أي معلومات وتفاصيل، ابتعاد تقرّر أن يكون في «أديلائيد كوتيج»، المنزل ذي النمط الريفي للأمير وليام وكيت.

قارئة لغة الجسد أولجا سيسكو هي جامعية كندية متخصّصة في الاتصالات، تمارس مهنة المقارنة بين الشكل الظاهر وبين ما تشير إليه الحركات العفوية، يطلبها رؤساء الشركات الكبرى لكي ترافقهم في جلسات التفاوض المهمّة وتساعدهم في فهم ما يدور في عقل من يفاوضهم.

كما يلجأ لها المحقّقون العدليون في عدد من مهمّات البحث عن الحقيقة، وبفضل كتبها العديدة في علم النفس وشهرتها في ميدانها؛ يستعين بها رؤساء الصحف المعروفة؛ لكي تعلق على أحداث عالمية وتستقرئ ما تخفيه حركات الوجه والرأس واليدين لمشاهير المال والرياضة والفن، وبهذه الصفة استعانت صحيفة «الفيجارو» الباريسية بها لكي تعطي حكمها على الظهور الإعلامي الصارخ لأميرة ويلز.

ابتسامتها حقيقية أم اجتماعية؟
ابتسامتها حقيقية أم اجتماعية؟

ترجمة لغة جسد كيت ميدلتون

تقول أولجا سيسكو: إن كيت ظهرت، بعد انقطاع، في عيد ميلاد حميها الملك تشارلز الثالث، وهو ظهور ذو مغزى ينهي حقبة امتدت لستة أشهر من الغياب الإعلامي، كل الأعين كانت عليها، لا أحد يهتم بمن سواها، كل الكاميرات والعدسات المقربة مصوبة نحو وجهها وجسدها الرشيق الذي بدا أكثر هزالاً من قبل.

كان المطر يهطل في نهار السبت ذاك، وكيت تبتسم للآلاف الذين زحفوا من الفجر لكي يجدوا مكاناً لهم عند سياج قصر «باكينجهام» الملكي في لندن، كل منهم كان يسعى لأن يرى الأميرة بعينيه ويتأكد من أنها موجودة وعلى قيد الحياة، فما أكثر الشائعات وما أكثر المشكّكين الذين زعموا أن القصر يحجب المعلومات لأن الأميرة ربما تكون قد توفيت، ثم شوهدت كيت أمام الجميع مبتسمة وكأنها تقول لمحبيها «ما زلت هنا، جميلة وقوية كما عهدتموني».

فستانها كشف نحولها
فستانها كشف نحولها

قارئة لغة الجسد تدرك أن التحدي كان كبيراً أمام كيت،ى فهي في هذه اللحظة تواجه العشرات من نظريات المؤامرة التي حيكت حول غيابها ومرضها واحتمالات موتها، بل كان هناك من تحدث عن طلاق قيد الإعلان بعد اكتشاف كيت لخيانة الأمير وليام لها مع واحدة من أقرب صديقاتها.

تبدأ الخبيرة من تفحص الثوب الذي ارتدته زوجة ولي العهد، وهو من اللون الأبيض الذي يضيء قامة صاحبته ويمنحها إشراقاً، إن البدلة مفصلة على جسدها ومشدودة على خصرها، دون محاولة لتمويه هزالها والتحايل على الوزن الذي فقدته بسبب السرطان وعقاقير العلاج الكيمياوي، كان يمكنها أن ترتدي فستاناً فضفاضاً أو معطفاً واسعاً لكي تبدو كما السابق، لكنها لم تفعل، مع هذا تجنبت اللون الغامق لأنه سيضفي هزالاً إضافياً على قامتها النحيلة مثل رمح، وقد اختارت الأميرة زينة طبيعية لوجهها، بدون أصباغ تخفي تحتها شحوبها واصفرار بشرتها.

أميرة ويلز التي تحترف الابتسام في مواجهة القلق.. ماذا تقول لغة جسد كيت ميدلتون؟

كل هذه التفاصيل لا تأتي عفو الخاطر، بل تخضع لرؤية عشرات المستشارين وخبراء العلاقات العامة والصورة «الإيماج» أو «اللوك»، وإذا كان الجمهور قد لمح كيت لبرهة قصيرة من الزمن فإنها برهة سبقتها ساعات وأيام من الاستعداد واستشارة مصمّمي الزي والقبعة والحذاء وكل تفصيلة من تفاصيل المشهد الأميري، مع هذا فإن هناك ما لا يخفى على عين الخبيرة في لغة الجسد..

تقول «لقد حاولت كيت أن تبدو مثالية، كما هي عادتها، أن تؤدي دورها ببراعة، لكن استمرارها في التبسم يدفعنا لملاحظة أن ابتسامتها هي من النوع الذي يصفه الخبراء بالاجتماعية، أي مجرد واجهة، وهذه الابتسامة المتواصلة لا تصدر عن صاحبها أو صاحبتها إلا حين تكون ردة فعل على حقيقة تستدعي التمويه».

ولتأكيد هذا التحليل، تضيف إن الابتسامة الحقيقية التي تصدر للتعبير عن السعادة تترافق عادة مع خطوط وتجاعيد تعبيرية، غالباً ما تكون عند طرفي العينين، وهو ما يسمى بـ«قدم البطة»، وفي حالة كيت فإنها قدمت ابتسامة مدروسة وتعمدت توسيعها بالكشف عن أسنانها، لكن المراقب الخبير يلحظ أن ملامحها كانت تحت السيطرة وفي إطار الاستعراض، لم تبتسم أميرة ويلز بشكل عفوي يعكس فرحة أصيلة.

أميران يقدمان صورة للسعادة
أميران يقدمان صورة للسعادة

كيت ميدلتون.. أميرة مهمومة

خلاصة رأي الخبيرة الكندية هي أن كيت مهمومة رغم ضحكتها المطاطية، وهو أمر طبيعي لسيدة شابة هاجمها السرطان على حين غفلة بعد أن ابتسمت لها الدنيا وتزوجت أمير القلوب ورزقت منه بثلاثة أمراء رائعين، وباتت تتهيأ لأكبر أدوار حياتها، أن تكون ملكة بريطانيا المتوّجة.

ولو وضعنا جانباً الصور الرسمية التي انتشرت في كافة صحف العالم وبحثنا عن تلك اللقطات المسروقة من بعيد لموكب الأميرة وهي آتية بالسيارة، أي بالعدسات المقربة، لوجدنا صورة مغايرة لتلك الصورة الرسمية، إنها تأخذ استراحة من «قناع الابتسامة» حالما تشعر بأنها باتت بعيدة عن مجال الكاميرات التي تترصدها، ثم تعاود ارتداء القناع حين تلاحظ أنها منظورة من العموم.

أميرة ويلز التي تحترف الابتسام في مواجهة القلق.. ماذا تقول لغة جسد كيت ميدلتون؟

في السيارة التي أقلتها إلى القصر الملكي، قبل دقائق من بدء المراسم العسكرية، بدت كيت أكثر طبيعية واسترخاء بل أشد حقيقيًة من الصورة أو البضاعة الإعلامية المعدة للتصدير، وهي في تلك اللقطات الحميمة تعطي الانطباع بأنها ساهمة وفكرها في مكان آخر بعيد عن بهرجة الاحتفال.

وبرأي أولجا سيسكو فإن من يرى الوجه المغلق للأميرة في تلك الصور، يتأكد من أنها تعيش في قوقعتها الخاصة، وهو ما يعكس بالضبط الحالة التي تعيشها، إنها لحظات الحقيقة، وليس في نظرتها ضجر ولا ألم ولا سرور، كيت في الهدوء التام وسط ضجيج آلاف المعجبين.

لقطات هي التجسيد الكامل للسيطرة العالية التي تعلمتها أميرة ويلز في سنوات تأهيلها للمرحلة المقبلة، صورة ملكة ذات إحساس عظيم بالواجب وكرامة تقترب من البطولة، على غرار إليزابيث الثانية.

وتختم قارئة لغة الجسد انطباعاتها بالقول: إن ذكاء كيت ميدلتون يجعلها تدرك أن من البلاهة استنساخ الملكة الراحلة التي كانت شخصيّة لا تتكرر، بل أن تتمثل بها مع رسم ملامح خاصة بها وبالعصر الذي تعيشه، وهذه الصورة العصرية هي ما منحها التقدير وحب المعجبين.

اقرأ أيضاً: صحة زوجة ولي عهد بريطانيا تثير التساؤلات في العالم.. ما حقيقة مرض كيت ميدلتون؟

 

مقالات ذات صلة