في حفل تتويج مبهر، يعتبر الأول الذي تشهده بريطانيا منذ تتويج الملكة «إليزابيث» الثانية قبل 70 عاماً، تم مؤخراً الاحتفال بتتويج الملك «تشارلز» الثالث والملكة «كاميلا» وجلوسهما على عرش المملكة المتحدة في كنيسة «وست مينستر آبي» يوم السبت الموافق 6 مايو 2023.
وفي هذا الحدث الضخم، ارتدت الملكة كاميلا قلادة ماسية بالغة الفخامة ذات أحجار ماسية عملاقة، تعرف باسم «قلادة التتويج»، ولهذه القلادة تاريخ طويل بدأ عام 1858، تعرفوا إليه مع «كل الأسرة».
كانت تنتمي لمجموعة مجوهرات الملكة فيكتوريا
تم تصميمها في الأصل لملكة إنجلترا السابقة، الملكة «فيكتوريا»، عام 1858، وهي مصنوعة من 26 ماسة بالغة الضخامة، ولكن اللافت للنظر بالتأكيد هو الحجم المذهل للماسة الوسطى والتي تزن 22.48 قيراط وتسمى بماسة «لاهور» - نسبة إلى مدينة لاهور الباكستانية - حيث تم إهداؤها إلى الملكة فيكتوريا عام 1851 بعد خضوع باكستان للحكم البريطاني. وكانت هذه القلادة هي إحدى قطع المجوهرات المفضلة للملكة فيكتوريا، حيث ارتدتها في حفل اليوبيل الماسي الخاص بها.
خسارة معركة قانونية كانت وراء تصميم القلادة
بعد اعتلائها عرش بريطانيا، انخرطت الملكة «فيكتوريا» في معركة قضائية محتدمة مع عمها الملك «إيرنست أوغست»، ملك «هانوفر»، حول عدة قطع من مجوهرات العائلة الملكية. وفي عام 1857، خسرت الملكة فيكتوريا القضية واضطرت إلى إعادة العديد من المجوهرات الثمينة إلى عمها، بما في ذلك قلادة من الماس وأقراط كانت تخص جدتها الملكة «شارلوت».
وعلى الفور كلفت الملكة فيكتوريا «جارارد»، صانع المجوهرات الملكية، بتفكيك «السيوف والأشياء عديمة الفائدة» - حسب قولها – وإزالة الماس الموجود بها لصنع مجموعة جديدة من المجوهرات القيمة. وبالفعل تم الحصول على الماسات الموجودة بالقلادة الحالية من مقبض وجراب سيف خاصين بالملكة.
قلادة التتويج إرث الملكة فيكتوريا للملكات من بعدها
قررت الملكة فيكتوريا قبل وفاتها أن تكون القلادة إرثاً للتاج البريطاني، لكي ترتديها كل ملكة تأتي من بعدها. وبالفعل كانت الملكة «ألكسندرا» زوجة الملك «إدوارد» السابع – الابن الأكبر للملكة «فيكتوريا» - هي أول ملكة ترتدي القلادة في حفل تتويج في عام 1902، تلتها ابنتها الملكة «ماري» في عام 1911، ثم الملكة الأم «إليزابيث» الأولى لاحقاً في عام 1937، وبالطبع أخيراً الملكة «إليزابيث» الثانية في يوم تتويجها في عام 1953.
كيف تغيرت القلادة على مر السنين؟
تم إجراء عدة تغييرات على القلادة على مر السنين، ففي عام 1911، أمرت الملكة «ماري» بإزالة ماستين كبيرتي الحجم منها بهدف تصميم قرطين ماسيين يتماشيان مع القلادة، لكنها عوضتهما بإضافة ثلاث ماسات من قلادة أخرى. وفي عام 1953، قبل شهر واحد من التتويج، أمرت الملكة «إليزابيث» الثانية بإزالة 5 ماسات من قلادة التتويج لكي تكون أقصر طولاً ليصل عدد ماساتها الحالي إلى 25 ماسة. وفي حفل التتويج الأخير، لم ترتدي الملكة كاميلا الأقراط التي صنعت لتتناسب مع القلادة ولكنها اختارت بدلاً من ذلك ارتداء زوج من الأقراط الماسية كبيرة الحجم.