22 سبتمبر 2024

يارا زخور: أحب عالم الدمى الذي يمزج بين الواقع والخيال بطريقة مؤثرة

محررة متعاونة في مكتب بيروت

يارا زخور: أحب عالم الدمى الذي يمزج بين الواقع والخيال بطريقة مؤثرة

بعد سلسلة أعمال في المسرح والسينما والتلفزيون، وتلقيها الجوائز في لبنان والخارج وآخرها جائزة «أفضل ممثلة» من بين 70 مرشحة عن فئة الأفلام المستقلة في نيويورك عن دورها في فيلم «طنعش 12»، الذي عُرض في صالات لبنان وجال العالم..

قررت أن تخوض تجربتها الأولى في مسرح الطفل والدمى من خلال مسرحية «أنا لما أكبر» التي عُرضت على مسرح «مونو» في بيروت..

زخور كشفت أنها بصدد التحضير لعمل مسرحي جديد تشارك فيه تمثيلاً وكتابة وإخراجاً، مع الفنان آدون خوري الذي تتشارك وإياه تقديم الرسائل من خلال الكوميديا السوداء والمسرح الهادف.

يارا زخور: أحب عالم الدمى الذي يمزج بين الواقع والخيال بطريقة مؤثرة

تختبرين اليوم تجربة جديدة في مسرح الطفل، فماذا تقولين عنها؟

مسرحية «أنا لما أكبر» أدخلتني إلى عالم جديد، وجعلتني أكتشف نفسي من زوايا جديدة أحببتها على المستويين الإنساني والتمثيلي، وأسعدني أن العمل جذب الصغار والكبار لأنه يدور حول أهمية تحقيق الأهداف في الحياة وضرورة تكرار المحاولات دون خوف أو وجل.

العمل يتمحور حول رواد، وديما التي تلعبين دورها، فماذا أردت أن تقولي؟

تدور الأحداث حول رواد الذي يلعبه الكاتب والمخرج آدون خوري، هو طفل يبلغ من العمر 10 سنوات يعبر عن حلمه في الحياة، ويقول إنه عندما يكبر يريد أن يكون لاعب سيرك..

لكنه يتعرض للسخرية والتنمر من قبل محيطه العائلي وأهل الضيعة، باستثناء رفيقته ديما التي أمثل شخصيتها، والتي تقف بجانبه وتساعده للتمسك بحلمه والمثابرة لتحقيق النجاح، وأيضاً هِرّته فضة التي يحبها ويرعاها..

ونتشارك العرض مع الممثل طوني فرح ومجموعة الدمى التي نحركها وننطق بلسانها ونعيش معها عرضاً حياً وتفاعلياً هو من إنتاج مسرح مونو بإدارة جوزيان بولس مشكورة على مبادرتها.

مسرحية «أنا لما أكبر»
مسرحية «أنا لما أكبر»

هل ترين أن مسرح الدمى له جمهور في لبنان؟

بالتأكيد، مسرح الدمى حاضرٌ لبنانياً منذ 30 سنة من خلال المسرحي كريم دكروب، وجمعية خيال، ونحن تعاونا مع خبير الدمى والسينوغرافيا وليد دكروب في «أنا لما أكبر»، كما أن آدون خوري لديه خبرة 20 سنة في مسرح الدمى، وطوني فرح خبرة 7 سنوات..

وأنا أيضاً أحببت هذا العالم الذي يمزج بين الواقع والخيال بطريقة مبتكرة ومؤثرة، وهناك مبادرون دائماً في هذا المجال.

أنا ممثلة مثابرة أعرف هدفي وأسعى لتحقيقه وأريد أن أظل حاضرة بالطريقة التي ترضيني ولو بمبادرات شخصية

أعمالك المسرحية متتابعة، فهل ترين المسرح في حالة انتعاش؟

في العموم المسرح يعيش تحديات كبيرة، صحيح أن الناس تقصد المسرح لكنه لا يتلقى الدعم اللازم له وللمسرحيين، ولكن على المستوى الشخصي أرى حالة من الانتعاش المسرحي لأنني ما إن أنتهي من عمل حتى أباشر التحضير لعمل جديد..

وأنا حالياً في صدد التحضير لعمل مسرحي مرتقب للكبار في أكتوبر مع آدون خوري؛ وذلك لأني شغوفة بالمسرح وأعتاش منه وهو قُوْتي النفسي، كما أني وآدون، وهو خطيبي، نبادر ونكتب وننتج ولا نقف مكتوفي الأيدي..

أنا ممثلة مثابرة أعرف هدفي وأسعى لتحقيقه وأريد أن أظل حاضرة بالطريقة التي ترضيني ولو بمبادرات شخصية.

يارا زخور: أحب عالم الدمى الذي يمزج بين الواقع والخيال بطريقة مؤثرة

هل شغفك بالمسرح أبعدك عن التلفزيون؟

أنا لم أبتعد عن الشاشة لكن الأعمال التي تُطرح عليّ تكون غير مناسبة أو تأتي في توقيت غير مناسب، أنا لا أضع فيتو على مشاركتي في المسلسلات، بل على العكس أنتظر الفرص وعلاقتي بالكاميرا وطيدة جداً..

حتى إنني انتهيت مؤخراً من تصوير فيلم سينمائي طويل مع المخرج اللبناني الأمريكي سيري العريس، ومن إنتاج أبوط بروداكشن، وسيعرض في أوائل عام 2025، كما أن فيلم «طنعش 12» للمخرج بودي صفير الذي افتتح في صالات لبنان ما زال يلف العالم ويحصد الجوائز..

وقد حصدت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان سينمائي في أمريكا، وأفضل ممثلة ثانية في مهرجان سينمائي في كندا.

إذا أردنا خوض تفاصيل قبولك الأدوار، فهل يمكن القول إنك تنتظرين فرصاً مميزة أم أنه من المناسب لك أن تظلين حاضرة على الشاشة؟

صراحة أنا أشعر أنني في مرحلة البحث عن أدوار مميزة تزيد من تطوري كممثلة أكثر من دور جانبي يكون زيادة عدد، لقد بات في رصيدي 14 مسرحية و12 مسلسلاً و4 أفلام طويلة وكل ما لعبته كان في محله ونجح..

لذا ما يهمني اليوم هو أداء دور يلامسني و يطورني ويحفزني لكي أعطي أكثر، هذا هو التحدي بالنسبة لي إذ أريد أن أنوّع في أدواري وأظهر أنني ممثلة «مطاطة» قادرة على لعب أدوار لا تضعني في قالب واحد، وأتمنى على صناع الدراما أن يروا هذا الجانب لديّ.

يارا زخور: أحب عالم الدمى الذي يمزج بين الواقع والخيال بطريقة مؤثرة

إذن يمكن القول إنك حذرة من القيام بـ«دعسة ناقصة»؟

الحذر سببه ما وصلت إليه من جهة، وتفلت السوق من الالتزام بمعايير الكفاءة من جهة ثانية، حيث إنه في الوقت الذي تأخذ فيه الجميلات فرصاً لخوض التمثيل نجد المحترفات يمكثن في بيوتهن..

ولكن أنا متفائلة لتغيير هذه المعادلة حيث إن المنتج اللبناني بدأ يتلمس أهمية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وقد لاحظت ذلك في مسلسلات رمضان التي برهنت أهمية الممثل اللبناني ومحبة الناس له.. الممثل اللبناني قادر على خطف الأضواء إذا أخذ الفرصة اللازمة له.

بعد أن خضتِ تجربة الكتابة والإخراج إلى جانب التمثيل، هل وجدت الأمر شاقاً ومتعباً؟

كل من الكتابة والإخراج مهمتان صعبتان بالنسبة لي، وهما تخصصان قائمان بذاتهما، وأنا لا أدّعيهما، بل أعبر عن أفكاري وأشارك في الدراماتولجيا، وأعتبر نفسي ممثلة بالدرجة الأولى وشريكة في الكتابة والإخراج.

وبين السينما والتلفزيون والمسرح، أين تجدين نفسك أكثر؟

أجد نفسي في كل دور يلامس مشاعري، ويحمل رسالة، وأحب الكوميديا السوداء التي توصل الفكرة للجمهور بطريقة ودّية.

يارا زخور: أحب عالم الدمى الذي يمزج بين الواقع والخيال بطريقة مؤثرة

وماذا عن التحديات التي تواجهها الفنون والفنان؟

التحدي الأول يكمن في التمويل خاصة في السينما والمسرح ما ينعكس سلباً على الفنان، وفي التلفزيون يجد المنتج نفسه أمام أجندات محددة مفروضة على الأعمال اللبنانية وتتحكم به..

وهناك ضغط كبير تسببه مواقع التواصل على الفنان بحيث يتم الحكم عليه من خلال عدد المتابعين له، وكأن نشاط الفنان الإلكتروني أصبح سيرته الذاتية.

وأخيراً، ماذا تحضرين؟

في السينما يتم التحضير لعمل جديد عبارة عن فيلم طويل لا يمكنني الكشف عنه حالياً، لكنه يجمعني مع فريق عمل متجانس ومحترف، وهو من إنتاج شركة لبنانية معروفة، كما أنني في طور التمارين على مسرحية جديدة للكبار بعد الانتهاء من «أنا لما أكبر».