20 مارس 2021

د. محمد مختار جمعة: تجديد الخطاب الديني ضرورة تفرضها تطورات العصر

محرر متعاون

د. محمد مختار جمعة: تجديد الخطاب الديني ضرورة تفرضها تطورات العصر

أكد د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المصري في حواره مع «كل الأسرة» أن مجتمعاتنا العربية في أمس الحاجة إلى خطاب ديني عصري ينشر الأمل والطموح في نفوس الأجيال الجديدة ويربطها بقضايا أوطانها ويدحض مخططات جماعات التطرف. 

وحث د. جمعة دعاة الإسلام في كل مكان على الالتزام بمنهج الإسلام الصحيح في الدعوة والكف عن السلوك الخشن مع الجماهير وبث الأمل في نفوس الأجيال الجديدة، مؤكداً أن أسلوب الدعوة الإسلامية يعتمد على الكلمة الطيبة، والنصيحة الصادقة، والتوجيه الرقيق، مؤكدًا "تجديد الخطاب الديني ضرورة تفرضها تطورات العصر، وهذا التجديد والتطوير لأسلوب ومضمون الخطاب الديني عملية مستمرة لا تتوقف، والحمد لله حققنا خطوات جادة نحو هذا التجديد والتطوير، وأهم ما فعلناه خلال السنوات الماضية هو تطهير بيوت الله من المتطرفين وأنصار جماعة الإخوان الإرهابية، هؤلاء الذين مارسوا التضليل الديني بكل صوره، وألبسوا مفاهيمهم ومخططاتهم ثوب الدين".

ويكمل" الحمد لله نحن أتباع دين قادر على التجديد، ومواكبة كل تحديات العصر.. وعلماء ودعاة الإسلام يمارسون هذا التجديد ويواجهون بشجاعة جماعات التطرف والتشدد الديني، كما يواجهون بوعي محاولات مسخ أحكام الإسلام وتعاليمه ويتصدون لكل من يحاول المساس بتعاليم الإسلام الصحيحة تحت ستار التجديد والتطوير، والإسلام ليس فيه قديم وجديد، هو دين واحد ثابت في أحكامه وتشريعاته ولا يتغير، إنما الذي يتغير ويتطور هو أسلوب تقديمه للناس".

 لقد أمرنا القرآن الكريم أن نفعل ما هو أجمل، وأن نقول ما هو حسن، بل ما هو أحسن

ويشدد" نحن دائماً نؤكد أننا في أمس الحاجة إلى استعادة الخطاب الإسلامي المستنير وإنقاذ شبابنا من براثن التطرف الديني، وهذا يتطلب جهوداً مستمرة ومضاعفة من العلماء والمفكرين والدعاة وخطباء المساجد لكي يسود الخطاب الديني المستنير بين الجماهير المسلمة في كل مكان، خاصة بعد أن نجحنا في كبح جماح المتطرفين والمتشددين والتكفيريين وحماية كثير من الشباب من ضلالهم، فالإسلام دين رفق ولين، وأسلوب الدعوة الإسلامية حدده الخالق سبحانه بقوله: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) قوله عز وجل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، والأسلوب الخشن لهؤلاء الدعاة مخالف لتعاليم القرآن الكريم، وعلى كل من يتصدى لدعوة الناس إلى الإسلام أن يتخير الكلمة الراقية الصافية فقد مرَّ سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على قوم يوقدون ناراً، فكَرِه أن يقول لهم: السلام عليكم يا أهل النار إنما قال: (السلام عليكم يا أهل الضوء).. لقد أمرنا القرآن الكريم أن نفعل ما هو أجمل، وأن نقول ما هو حسن، بل ما هو أحسن فقال سبحانه: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
ديننا يحثنا جميعاً على احترام مشاعر الآخرين والتعامل معهم برقي وتحضر، وأولى الناس بتجسيد ذلك عمليا في نفوسهم هم دعاة الإسلام.