28 أبريل 2021

د. نصر فريد واصل: أغلب الأزواج يسيئون فهم «القوامة» وهذا هو المقصود بها

محرر متعاون

د. نصر فريد واصل: أغلب الأزواج يسيئون فهم «القوامة» وهذا هو المقصود بها

أكد د. نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، على ضرورة نشر الوعي الديني والاجتماعي بإحسان التعامل مع المرأة، والتعامل بإنسانية ورقي معها، موضحًا أن نصوص القانون لن توفر وحدها الحماية للمرأة، وإنما التي توفر هذه الحماية هي تعاليم وآداب الإسلام، ويقول «المرأة في بلادنا العربية ليست في حاجة الى حماية قوانين فهي لن تقدم لها الحماية المطلوبة، وإن كانت مهمة لمواجهة تجاوزات بعض الرجال».

الإسلام أول من وضع أسس وقواعد المساواة والعدالة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات

ويضيف «شريعتنا الغراء وفرت للمرأة أفضل صور الحماية، وكفلت لها؛ أمًا وأختا وزوجةً وبنتا، كافة الحقوق التي تعينها على القيام بدورها، وحرمت أي مساس بكرامتها، أو انتهاك لإنسانيتها، وأقامت ميزان العدل بينها وبين الرجل، بما يكفل لكليهما أداء دوره بفاعلية في بناء أسرة صالحة، ومجتمع قوي مترابط، ويحقق للأمة نهضتها ورقيها».

ويطالب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بضرورة تبني المجالس التشريعية في كافة البلاد الإسلامية الحقوق الشرعية للمرأة، لأنها أساس كافة الحقوق، وهي تجسد تكريم الإسلام وحمايته لها، ويؤكد «ما جاء به الإسلام من حقوق وآداب تعامل بين الزوجين هو الذي يوفر للطرفين حياة طيبة، فالإسلام أول من وضع أسس وقواعد المساواة والعدالة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، بما يكفل استقرار العلاقة بينهما، وضمان عدم وجود نزاعات وصراعات بينهما، ليؤدي كل منهما دوره، ويقوم برسالته في تناغم وتعاون مع الآخر».

كثيراً من الأزواج في مجتمعاتنا العربية يسيئون فهم «القوامة» ويعتبرونها تمييزاً للرجل على المرأة، مع أن مقصدها الشرعي في الأساس هو «الالتزام المالي نحو الأسرة»

ويشدد مفتي مصر السابق على أن الإسلام لم يعط للرجل- أباً كان أو زوجاً أو أخاً أو ابناً- حق التسلط على المرأة وإهدار حقوقها ومصادرة حرياتها.. مشيراً إلى أن كثيراً من الأزواج في مجتمعاتنا العربية يسيئون فهم «القوامة» ويعتبرونها تمييزاً للرجل على المرأة، مع أن مقصدها الشرعي في الأساس هو «الالتزام المالي نحو الأسرة» بحيث يأخذ الزوج على عاتقه توفير حاجات الزوجة المادية والمعنوية بصورة تشعرها بالطمأنينة والسكن، بما يحقق المسؤولية المشتركة بعيداً عن سلطة التصرف المطلقة، والهيمنة من قبل الزوج أو الأب تجاه الزوجة والأولاد، فالشريعة الإسلامية شريعة عادلة ومنصفة لكل من الرجل والمرأة، وقد فصلت ووضحت حقوق كل من الرجل والمرأة، فالبنت في بيت أبيها لها حقوق لا يجوز له إهدارها أو المساس بها، أهمها المعاملة الإنسانية الكريمة التي تفرضها الفطرة البشرية السليمة، والحالات الشاذة لعنف الآباء لا يقاس عليها، وإن كانت تحتاج مواجهة عن طريق التوعية الدينية والاجتماعية، وعندما تخرج البنت من بيت أبيها الى بيت زوجها تنتقل الحماية لها من الأب للزوج، فهي في حماية زوجها وفي عقله وقلبه، والقرآن الكريم يوجه الطرفين وخاصة الرجال بقول الحق سبحانه:«ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» والإحسان إليها من علامات الرجولة، والمعاشرة بالمعروف هي نداء القرآن،«وعاشروهن بمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً».