يحدثنا د. لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالأزهر، عن الاحتفال بعيد الأضحى والأضحية ، وعن سنة الرسول محمد ، صلى الله عليه وسلم ، في التعامل مع الأضحية.
ويبدأ د. لاشين بالقول «يبدأ المسلم مراسم احتفاله بالعيد بأداء صلاة العيد وهي سنة ينبغي أن يحرص عليها، وأن يبدأ بها برنامجه في هذا اليوم المبارك، وأن يذهب إليها وهو في كامل نشاطه وحيويته، وأن يستعد لها بأن يغتسل وأن يلبس أجود ملابسه، وأن يضع على جسده شيئاً من الروائح الزكية.. فالمطلوب من المسلم- رجلاً كان أو امرأة- أن يستقبل يوم العيد وهو في بهجة وسعادة. وبعد الانتهاء من صلاة العيد يتوجه المسلم إلى بيته ليضحي إذا كان قد استعد للأضحية وكانت ظروفه تسمح بذلك، تحقيقاً لقول المولى عز وجل «فصلّ لربك وانحر»، وقد رغبنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال العديد من الأحاديث النبوية الكريمة في الأضحية، وأخبرنا بأنها تأتي بقرونها وأشعارها وأظلافها لتشفع لصاحبها يوم القيامة».
وعن سلوك النبي في التعامل مع الأضحية، يقول «كان صلى الله عليه وسلم القدوة والمثال في الفداء والتضحية، وقد ثبت أنه ضحى بكبشين (أي بخروفين) أملحين (أي يخالط بياضهما سواد) أقرنين (أي لهما قرون)، لذلك كانت الأضحية سنة مؤكدة ويكره تركها للقادر عليها، والقدرة هنا تتوافر بوجود المال الذي يفي بحاجة الأضحية دون حرج أو استدانة».
أما بشأن المواصفات الشرعية للأضحية، يوضح د. لاشين «الأضحية تكون من الإبل أو البقر أو الغنم من الذكور أو الإناث، ويجب أن يكون سن الإبل خمس سنوات، والبقرة سنتين، والغنم سنة ويدخل في الغنم الماعز، وأجاز بعض الفقهاء أن يكون سن الغنم ستة أشهر. أما الماعز فلا يقل عن سنة، وتكفي الناقة أو الجمل عن سبعة أشخاص وكذلك البقرة، أما الشاة فتكفي عن شخص واحد.
ووقت ذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى، أما الذين يذبحون قبل العيد لكي يطعمون الفقراء والمساكين قبيل العيد فما يقدمونه صدقة وليست أضحية، فالوقت المفضل لذبح الأضحية يكون في يوم عيد الأضحى بعد صلاة العيد، فإذا لم يتمكن المضحي من ذبح أضحيته في ذلك اليوم، جاز له أن يذبحها في الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى».
وينصح أستاذ الشريعة الإسلامية هؤلاء الذين حولوا الأضحية من عبادة لها أحكامها وضوابطها الشرعية إلى مجرد عادة لا يستفيد منها الفقراء ويقول «الذين يضحون ولا يطعمون الفقراء يحرمون أنفسهم من أجر وثواب الأضحية، فالهدف من الأضحية واضح وهو التوسعة على الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة، فالأضحية في عيد الأضحى تماثل زكاة الفطر في رمضان، والهدف من الاثنتين هو التوسعة على المسلمين خاصة المحتاجين منهم، فضلاً عن أنها تساعد على صلة الرحم، حيث يتم توزيع جزء منها على الأهل والأقارب والأصدقاء. فهي تقسم ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمحتاجين، وكلما زاد نصيب هؤلاء منها اكتسب صاحبها المزيد من الأجر والثواب، وقسم لأهل البيت ولا ينبغي أن يزيد على الثلث، والثلث الباقي للأصدقاء والأقارب».