2 أكتوبر 2023

ماذا تعني القوامة؟ هل هو "سي السيد"؟.. الإجابة عند د. فتحية الحنفي أستاذة الشريعة الإسلامية

محرر متعاون

محرر متعاون

ماذا تعني القوامة؟ هل هو "سي السيد"؟.. الإجابة عند د. فتحية الحنفي أستاذة الشريعة الإسلامية

تؤكد د. فتحية الحنفي، أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن قوامة الرجل تعني أنه صاحب القرار الأخير داخل الأسرة، لكن هذه الرئاسة «شورية وليست استبدادية» وهي مقيدة بأوامر الشريعة ونواهيها، وبالعرف المرعي بين الناس، وحفظ الكرامة الإنسانية في حالة الحب والكره والرضا والسخط. يقول الله تعالى في العلاقة التي ينبغي أن تكون بين الرجل وزوجته: «وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً»، والقوامة في الإسلام تعني زيادة الأعباء والتكاليف على الرجل، أما شخصية «سي السيد» التي صورتها الدراما العربية في صورة الشخص الآمر الناهي المتغطرس فهي ليست شخصية إسلامية ولا شخصية سوية، ولا علاقة للإسلام بهذه الشخصية.

ماذا تعني القوامة؟ هل هو "سي السيد"؟.. الإجابة عند د. فتحية الحنفي أستاذة الشريعة الإسلامية

ربان واحد للسفينة.. ومشورة

تضيف د. فتحية أن الزوجة الصالحة التي تعرف تعاليم دينها لا يمكن أن تتسلط على زوجها، أو تنازعه في سلطاته، أو تحاول فرض سطوتها عليه، وكل زوجة تفعل ذلك هي آثمة شرعاً لأنها تخالف تعاليم دينها، وتقول «واجب الزوجة أن تكون عوناً لزوجها طوال الوقت لتحقيق كل ما يحقق استقرار الأسرة، ومن وسائل استقرار الأسرة أن يكون لها (ربان) واحد يقود سفينتها، وهذا لا يعني تجاهل رأى الزوجة وتجاهل دورها، ومصادرة حقها في إبداء الرأي، وأخذ مشورتها، فالزوجة ينبغي أن تكون عوناً لزوجها طوال الوقت».

وترى أستاذة الشريعة الإسلامية بالأزهر أن تجاهل رأي المرأة داخل بيت الزوجية، والتعامل معها بإهمال قد يدفعها إلى التسلط على زوجها ومحاولة فرض رأيها عليه، ولذلك ننصح الرجال طوال الوقت باحترام آراء زوجاتهم والتحاور معهن، واتخاذ القرارات الأسرية بالحوار والتشاور.. وهذا هو الأفضل.


استشارة المرأة في الأمور التي تخص الأسرة حق لها وسلوك لا يقلل من مكانة الزوج

وتحذر «بعض الرجال يفهمون القوامة فهماً خطأ، فيستبدون بزوجاتهم، ويفرضوا آراءهم في جميع الأحوال، فالكلمة كلمته والأمر أمره، والزوجة عليها السمع والطاعة حتى في القرارات المصيرية الخاصة بالأسرة، وهذا قد يكون سبب عناد بعض الزوجات. وهنا يجب أن يدرك الجميع أن استشارة المرأة في الأمور التي تخص الأسرة حق لها وسلوك لا يقلل من مكانة الزوج وهيبته، بل يؤكد مرونته وتحضره، وحسن فهمه لتعاليم دينه. ولذلك لا يجوز للزوج أن يستبد برأيه، وأن يهمل رأي زوجته فيما يتعلق بشؤون الأسرة، فالحوار والتفاهم بين الزوجين أمر ضروري لكي تسير الحياة الزوجية بشكل هادئ، والرجل الذي يدرك حقوق زوجته ويؤديها، يعرف أنه لابد أن يستشيرها، ويتحاور معها، ويناقشها، ويحترم كل واحد منهما رأي الآخر».

ماذا تعني القوامة؟ هل هو "سي السيد"؟.. الإجابة عند د. فتحية الحنفي أستاذة الشريعة الإسلامية

وتنصح أستاذة الشريعة الإسلامية بالأزهر كل زوجين أن يكونا قدوة للأبناء في الحوار واحترام رأي كل منهما للآخر «المرأة شريكة للرجل في التربية، وفي كل ما يتعلق بشؤون الأسرة من نفقات وقرارات مصيرية، ولا يعقل أن تستقيم حياة الأسرة دون مشاركة إيجابية من الطرفين، وإلا اختلت موازين الأسرة. وقد حمّل النبي صلى الله عليه وسلم كلاً من الرجل والمرأة هذه المسؤولية المشتركة عندما قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».

 

مقالات ذات صلة