سيماء المنصوري على غلاف مجلة كل الأسرة - تصوير: السيد رمضان
واجهت العديد من التحديات، لكنها لم تتخل عن حلمها و شغفها بعالم العمارة، و استطاعت في سنوات قليلة أن تتبوأ مكانة مميزة في عالم الديكور الداخلي.
المهندسة المعمارية سيماء المنصوري تروي لنا قصة نجاحها و تشاركنا أهم الاتجاهات الحديثة في الديكور في لقاء أجرته مع الصحافية نها حسني:
هي زوجة وأم لطفلين، سودانية الأصل لكن ولدت وترعرعت في منطقة الخليج، وتحديداً بين السعودية والإمارات، أكملت دراستها بالجامعة الأمريكية في الشارقة وتخصصت في العمارة. ثم قررت اتباع شغفها وتأسيس شركة إيفا في عام 2009.
كانت شركة من موظف واحد، كانت تقوم بدور المصمم والمنفذ والشخص المسؤول عن الحصول على مشاريع جديدة، ثم بعد سنوات من الجهد، بدأت رحلة الإصرار تؤتي بثمارها، فتطورت شركتها عامًا بعد عام.
تقول سيماء المنصوري عن بداياتها "بدأ اهتمامي بالعمارة من عمر صغير. كنت دائماً أحب التفاصيل الجمالية في كل شيء. بذرة البداية كانت بـ«كورس» واحد أخذته مع البروفيسور نادية الحسني، نمّى لدي حب التصميم الداخلي. وبعد التخرج بعدة سنوات قررت الدخول في هذا العالم والتعمق به، والآن وأنا في هذا المنصب، لا أستطيع أن أنسى فضل والدي الدكتور أحمد التيجاني حفظه الله، لقد كان له الفضل الكبير في تحويل شغفي بالتصميم الداخلي إلى مشروع ناجح يعود علي بدخل لنفسي ولجميع الموظفين لدي، فقد تعلمت منه الكثير على الصعيدين الشخصي والعملي كما أدركت من خلاله أن في بعض الأحيان جمال العطاء أجمل بكثير من الأخذ وأن القمة تتسع للجميع".
"بدأت بميزانية بسيطة جداً"
واجهت التحديات بإصرار وصمود و بصوت لا يخلو من الفخر أخبرتنا "بدأت بميزانية بسيطة جداً وهذا شكل تحدياً كبيراً كي أصل إلى نتيجة مرضية بمقاييس عالمية. أيضاً، واجهت صعوبات كوني لدي خلفية في التصميم فقط بدون خبرة كبيرة في مجال ريادة الأعمال. كان من الصعب إدارة شركة مع موظفيها وأمورها المالية بمفردي. كنت محظوظة بتلقي المساعدة من والدي في هذا الجانب"
"الرائج في التصميم هذا الموسم هو قماش "Bouclé"
وبالحديث عن الصيحات الأكثر رواجًا هذا الموسم أخبرتنا "لكل ستايل زمان ومكان معين ولكل منها جمالية تختلف عن الآخر. لقد لاحظت اختلافاً ملحوظاً بالنسبة لتوجه العملاء في الآونة الأخيرة، بحيث إن معظمهم يفضلون المزج بين الأنماط المختلفة بدلاً من الالتزام بنمط واحد. يفضل الأشخاص الآن المزج بين فخامة التصميم الكلاسيك وهدوء وبساطة التصميم المودرن"
وتضيف "هناك عدة ألوان معتمدة في هذا الموسم مثل ألوان الباستيل وهي الألوان الهادئة مع الألوان المحايدة مثل درجات البيج. أيضاً درج في هذا الموسم الألوان الملكية التي تعتبر براقة وشبابية مثل اللون الأزرق الملكي والأخضر وغيرهما من الألوان التي تضيف حيوية للمساحة وتعطيها لمسة مختلفة لهذا الموسم.
أما الترند في التصميم هذا الموسم فهو الـ Bouclé، أو كما نسميه قماش الـ teddy bear، هو قماش ذو نسيج وملمس ناعم مصنوع من الصوف ويجلب الدفء للمكان. بالعادة يأتي بألوان محايدة مثل الـ off-white، ولكن يمكن إضافة لون له. يمكننا إضافته للمكان عن طريق اعتماده لأحد الكراسي أو الأريكة أو حتى الوسائد".
وتنصح المهندسة المعمارية سيماء المنصوري باتباع قواعد أساسية عند التصميم وهي:
- التخطيط المسبق من ناحية الميزانية والستايل والألوان المفضلة التي تتماشى مع شخصية العميل للوصول إلى نتيجة مميزة ومرضية.
- تحديد الميزانية كي لا يقع الشخص بخطأ تجاوز الميزانية المحددة والممكنة أو وضع الميزانية في المكان الخطأ.
- أن يكون هناك تثقيف بصري وفهم للاتجاهات والستايلات المختلفة للتصميم. ويمكن أن يتحقق ذلك دون الحاجة للخروج حتى من المنزل. عن طريق البحث عن آخر الصيحات والألوان والتصاميم المختلفة في عالم التصميم وتصفح تصاميم المصممين العالميين والمحليين.
عندما أبدأ بالعمل مع العميل تتضمن عملية التصميم الاستماع الجيد للعميل والتعرف إلى أحلامه و مخيلته
أردنا أن نقترب أكثر من طريقة عمل سيماء وسألناها عن الخطوات التي تقوم بها منذ استلام المشروع و حتى تنفيذه فأجابت بحماس "هناك خطوات مهمة تسبق التصميم الفعلي للمكان تساعد على فهم ذوق ومتطلبات الأشخاص المختلفة. عادةً عندما أبدأ بالعمل مع العميل أحب أن أخصص جزءاً من عملية التصميم للاستماع الجيد للعميل من حيث أحلامه والصورة التي يود أن يصل إليها في مخيلته. هذه المحادثة ينتج عنها تصور بصري يتم عكسه بلوحة الأفكار (mood board) عن طريق الصور والألوان المختلفة التي يمكن من خلالها نقل الفكرة التي أتصورها للمكان إلى العميل بشكل بصري واضح. بعد هذه المرحلة نبدأ بتقليص الاختيارات لأنه بالعادة تكون لدينا لائحة طويلة نصل من خلالها إلى نتيجة تكاد تكون مطابقة تماماً إلى ما هو متوقع من قبل العميل. كي أصل إلى التصميم الذي يجمع بين رغبة العميل وخبرتي أنا كمهندسة، هناك عملية طويلة من المحادثات والبحوث النظرية والبصرية ورقابة على الجودة، كل ذلك يساعد في الوصول إلى النتيجة المرغوبة".
"على الشخص ألا يستهين بفكرة البحث المسبق قبل توقيع العقود مع أي شخص سواء كان مصمماً أو حتى مقاولاً"
هناك أخطاء عديدة يمكن أن يرتكبها الشخص عند تصميم المنزل، لكن ترى سيماء أن الخطر الأكثر شيوعًا هو اللجوء إلى الشخص غير المناسب أو الجهة الخاطئة.
وتؤكد "يجب البحث الجيد والتأكد من التجارب السابقة والإمكانات الفعلية والحقيقية للجهة التي يريد الشخص اعتمادها لأنها هي الركيزة الأساسية لنجاح المشروع. على الشخص ألا يستهين بفكرة البحث المسبق قبل توقيع العقود مع أي شخص سواء كان مصمماً أو حتى مقاولاً. واختيار الجهة غير المناسبة يمكن أن يقود إلى الوقوع بأخطاء مكلفة بحيث من الممكن أن يضطر إلى دفع التكلفة مرة أخرى إذا كانت النتيجة غير مرضية. لذلك، علينا الاعتماد على البحث الشخصي والتجارب الفعلية والنماذج السابقة لأي جهة وليس على النصائح الشفهية من الأشخاص، والتأكد من مدى نزاهة ومصداقية الشخص وكفاءة المواد المراد استخدامها"
"أحب تصوير الأماكن الفخمة والفريدة والتحدث عن تفاصيلها المميزة "
مع ازدياد عدد متابعيها على حسابها في إنستغرام، تشعر سيماء بالمسؤولية، وتسعى دومًا إلى تقديم محتوى قيم يضيف للمتابع، تقول "عالم الـ«سوشيال ميديا» واسع وبه فرص كثيرة جداً أكثر مما توقعته. لدي عدد كبير من المتابعين، ومعظمهم يتمتعون بثقافة عالية وهم من محبي التصميم الداخلي والديكور. أحب تصوير الأماكن الفخمة والفريدة والتحدث عن تفاصيلها المميزة وكيفية استخدامها في منازلنا. كما أتكلم عن بدايات التصميم للأماكن التي أقوم بزيارتها. لاحظت أن هناك تجاوباً كبيراً وإقبالاً على المادة التي أقدمها. أيضاً أقوم بعرض المشاريع الخاصة بي ومراحل التصميم في المكتب واجتماعات فريق العمل الأسبوعية وما وراء الكواليس. كل ذلك ساعد بأن يكون المحتوى أقرب للمتابع"
"عالم التصميم الداخلي لا يقتصر على أربعة جدران فقط"
وقد وجهت سيماء رسالة لمن يخطون خطواتهم الأولى في هذا المجال، فقالت "أي شخص لديه الشغف عليه ألا يتردد، لأنه بمجرد وجود الاهتمام في هذا المجال فذلك يدل على رغبة حقيقية من قبل الشخص. عالم التصميم الداخلي لا يقتصر على أربعة جدران فقط، هو عالم يفهم من خلاله سيكولوجية الأشخاص وحالتهم والعديد من العلوم الأخرى مثل الألوان والمواد، فهو بمثابة لوحة بيضاء والمصمم هو الرسام الذي يحدد كيف ستكون وماذا سيضع بها. هناك تخصصات عديدة في هذا المجال يمكن أن يكتشفها الشخص أثناء دراسته أو حتى بعدها وتفتح بصيرته على الكثير من الأشياء"
وتضيف "أنا أشجع الفتيات ذوات الموهبة والشغف في مجال هندسة الديكور بعدم التردد ودخول هذا المجال الواسع والمتنوع. الديكور والتصميم ليس فقط دراسة أو عملاً بل يمكن أن ينعكس في حياتها الشخصية كابنة أو كزوجة مما سيجعلها مميزة.
*نُشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة العدد ( 1410) بتاريخ 20 أكتوبر 2020
تنسيق ملابس: مروج السعديمكياج وشعر: makeupbynadaxo@
مكان التصوير: Waldorf Astoria DIFC
اقرأ أيضا: أجمل تصاميم المهندسة المعمارية سيماء المنصوري