26 نوفمبر 2020

بالصور.. نشأة كمالا هاريس وتاريخها العائلي

كاتبة صحافية

بالصور.. نشأة كمالا هاريس وتاريخها العائلي

«أمريكا متفوقة علينا بمئة عام». هذا ما يقوله الفرنسيون وهم يرون امرأة سمراء من أصل هندي تصل إلى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة. إنه الشعب ذاته الذي سبق له أن انتخب رئيساً أسود في البيت الأبيض. إن هذه الإنجازات تبدو بعيدة التحقيق في بلد مثل فرنسا يرفع راية الحرية والمساواة والإخاء وحقوق الإنسان، لذلك لا يكتفي الفرنسيون بالعودة إلى قراءة تاريخ نضال ذوي الأصول الإفريقية في سبيل الحصول على حقوقهم المدنية، بل يودون معرفة تاريخ هذه السيدة ذات الابتسامة الواسعة التي تشغل ثاني أهم منصب في البيت الأبيض. 

بالصور.. نشأة كمالا هاريس وتاريخها العائلي

أسرة من المهاجرين 

تاريخ عائلة كمالا هاريس لا ينفصل عن والدتها شيامالا جوبالان ولا عن شقيقتها مايا، وهو تاريخ انضم إلى تاريخ الولايات المتحدة منذ السابع من شهر نوفمبر من هذا العام، حين أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن عن اختياره كمالا نائبة للرئيس. وهو تاريخ مضيء لأسرة من المهاجرين نجحت في تعليم كمالا حتى أصبحت مدعية عامة ترمقها الأعين بالكثير من التقدير والإعجاب. لذلك، حرصت كمالا على أن تكون محاطة بأفراد أسرتها وهي تحتفل بمنصبها الجديد وترتدي بدلة بيضاء لؤلئية، بلون الأمل. لقد أرادت أن تعبر للعالم أجمع عن افتخارها بعائلتيها الكبيرة والصغيرة، عائلة مختلطة ومؤلفة من أفراد لا يجمعهم دم واحد. 

كمالا هاريس بصحبة والدتها وأختها
كمالا هاريس بصحبة والدتها وأختها

أول امرأة ملونة تشغل منصب النائب العام لسان فرانسيسكو

لم يكن منصب نائب الرئيس هو أول إنجازات هذه المرأة التي تبلغ من العمر 56 عاماً، فهي قد كانت أول امرأة ملونة تشغل منصب النائب العام لسان فرانسيسكو، وأول أمريكية من أصل هندي تدخل مجلس الشيوخ، وأول امرأة سوداء يجري انتخابها في ولاية كاليفورنيا. ولا تخفي أيضاًَ أنها تدين لتاريخها العائلي الثري بالفضل في مسيرة صعودها، فقد كانت العتبة الأولى في السلالم نحو القمة تستند إلى الوالدين. وتعود أصول والدتها شيامالا، المولودة في عام 1938، إلى تاميل نادو، جنوب الهند، وهي قد وصلت إلى الولايات المتحدة حين كانت في العشرين من العمر ودخلت جامعة «بيركلي» في كاليفورنيا لتدرس علم التغذية والغدد الصماء. وفي القسم الداخلي للجامعة تعرفت شيامالا إلى زميل سيصبح زوج المستقبل، يدعى دونالد هاريس، يماثلها في السن ومن مواليد جامايكا. 

كمالا هاريس في  حفل التخرج
كمالا هاريس في  حفل التخرج 

جاء الأب إلى القارة الأمريكية عام 1961 والتحق بجامعة «بيركلي» حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، وما زال أستاذاً للاقتصاد في جامعة «ستانفورد» العريقة. وقد رزق الزوجان بابنتين: كمالا المولودة عام 1964 ومايا المولودة عام 1967. لكن الوالدين تطلقا في عام 1972، وبعد 4 سنوات غادرت شيامالا الولايات المتحدة مع ابنتيها لتستقر في مدينة مونتريال الكندية. وهكذا أكملت كمالا دراستها الثانوية في «الليسيه» الفرنسية قبل أن تلتحق بجامعة «هوارد» في واشنطن. وقد تبعتها شقيقتها ودرست الاثنتان القانون وسرعان ما انخرطتا في العمل السياسي. وفي حين كانت الأخت الكبرى تتنقل من منصب حقوقي رفيع إلى آخر، كانت شقيقتها مايا تنشط في مراكز تقدمية للأبحاث من التي يطلقون عليها في الغرب «ثينك تانكس». كما التحقت مايا بفريق المرشحة هيلاري كلينتون عام 2016. وقد نقلت مايا ميولها للعدالة ونبذ الظلم إلى ابنتها الوحيدة مينا. ونالت مينا شهادة في القانون من جامعتي «هارفرد» و«ستانفورد» ثم انخرطت بكل حماسة في حملة خالتها كمالا. 

مع زوجها وابنه وابنته
مع زوجها وابنه وابنته

تزوجت ولم تنجب وتربي ولدي زوجها اللذين يناديانها «مامالا»

لم ترزق كمالا هاريس بأطفال لكن لزوجها بنتاً وولداً من زواج سابق، وهما يناديانها «مومالا»، وهي تسمية تجمع بين ماما وكمالا. أما زوجها فهو المحامي دوجلاس إمهوف، وقد تزوجته على كبر قبل 6 سنوات، وهي شديدة القرب من ولديه وتفتخر بالجذور المختلفة لعائلتها.