06 فبراير 2021

حوار مع «سفيرة السلام في الوطن العربي» هدى الدهماني

محررة في مجلة كل الأسرة

حوار مع «سفيرة السلام في الوطن العربي» هدى الدهماني

لا تقتصر بصمتها على مسار تربوي نسجت تفاصيله الجميلة بحب وجهد في آن ليكون طلبتها أول الداعمين لها في خوضها لانتخابات المجلس الوطني 2019 حيث ساندوها وقادوا حملتها الدعائية. ففي مسيرة هدى سعيد الدهماني، مديرة مجلس زايد لأصحاب الهمم ومديرة مدرسة المحمود للتعليم الثانوي بنين -كلباء، نتلمس الكثير من محطات شكلت شخصيتها وبلورت منها امرأة تحمل قضايا مجتمعها ولا تقف عند عائق وتواجه بقوة وثبات.
في سجلها إنجازات مجتمعية واهتمامات في المجال التطوعي والتوعوي والثقافي، كنائب رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية إلى مسيرة تعليمية دؤوبة، حيث التعليم المستمر بالنسبة لها «فعل حياة» يواكب إصرارها على اكتساب المعرفة وإضافة ما يميز بصمتها في أي مجال تخوضه.

توجت مؤخراً «سفيرة السلام في الوطن العربي» 2020 ضمن فعاليات المهرجان الوطني للشباب المبدع في المغرب، كما توجت بجائزة «بصمة قائدة» ، وغيرها من المحطات التي نمر عليها في الحوار معها:

هدى الدهماني - حوار مع «سفيرة السلام في الوطن العربي»

كيف تستعيدين ملامح هدى –الطفلة وما العوامل التي شكلت شخصيتك؟

نشأت وترعرعت في أم القيوين بواحة فلج المعلا الجميلة ببساطتها وطيبة أهلها «البدو» وكرمهم، ولعبت وسط كثبانها الذهبية وتحت شمسها التي لوحت وجهي بالسمرة. عشقي لفلج المعلا لا حدود له وهي تحتضن طفولتي وملامح صديقاتي وذكرياتي الجميلة.
اتسمت أيام الطفولة بالبساطة والبراءة والترابط الأسري وتزامنت مع بدايات نهضة الاتحاد المباركة. كان اليوم الأول من التحاقي بالتعليم النظامي بمثابة الحلم وكان كل يوم يختلف عن سابقه بإنجاز يسعد قلب أمي حفظها الله وأبي طيب الله ثراه، وهو تميزي بين أقراني وتفوقي الدراسي.

تديرين مجلس زايد لأصحاب الهمم، ما أبرز القضايا التي حمل المجلس لواءها؟

يهدف مجلس زايد لأصحاب الهمم لنشر التوعية الاجتماعية والثقافية والوطنية بأهمية دور أصحاب الهمم وإسهامهم بالتنمية المستدامة، وتنصب جهوده على تقديم الخدمات والإرشاد اللازم لأصحاب الهمم وتوفير الفرص الكفيلة لتحسين مستوى حياتهم عبر مجموعة من الدورات والبرامج المدروسة المراعية لاحتياجاتهم الخاصة ومساعدتهم على مواجهة التحديات والارتقاء بالجوانب التربوية والنفسية والجسدية وإعدادهم لسوق العمل.

و من أهم مبادرات المجلس إقامة مخيم التسامح لأصحاب الهمم وتنظيم دورات لتعليم لغة الإشارة، إلى جانب تنظيم العديد من الملتقيات الافتراضية التي تسلط الضوء على أصحاب الإنجازات وعلى أنجح التجارب المتبعة خليجياً في تحقيق الرعاية الشاملة والمستدامة وغيرها.

هدى الدهماني - حوار مع «سفيرة السلام في الوطن العربي»

ثمة اهتمامات ثقافية واجتماعية، كيف ترصدين أبعاد دورك كنائب لرئيس جمعية الفجيرة الثقافية الاجتماعية؟

جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية من أهم المؤسسات الثقافية الاجتماعية ذات النفع العام حيث تدعم الحراك الثقافي بإمارة الفجيرة وتسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية وتفعيل العمل التطوعي.يتمحور دوري حول السعي لتحقيق أهداف الجمعية وإدارة برامجها ومبادراتها وترك بصمة مميزة للجمعية في إمارة الفجيرة، مع العلم بأنني من إمارة رأس الخيمة ولكنني أشعر بالفخر والاعتزاز لانضمامي للجمعية ولكوكبة متميزة من أعضاء مجلس الإدارة.

من خلال مسيرتك، ينبض الجانب المعرفي بالحياة، من أين تستقين الحماسة للتعلم المستمر؟

حماسي للتعليم المستمر ينبع من إصراري على مواكبة التطورات الهائلة في عصر الثورة المعلوماتية والعالم الرقمي. طموحي وحبي للعلم والمعرفة أساسه حبي لوطني وسعيي الدؤوب لخدمته ورد الجميل، وحبي لوالدي اللذين كانا حريصين على مواصلة مسيرة التعليم، إلى رغبتي في تطوير مهاراتي.

شكل اكتساب المعرفة عاملاً مؤثراً في التقدم في الحياة المهنية عبر إكمالي للدراسات العليا والالتحاق بدورات وبرامج مختلفة، فحصلت على المدرب المعتمد من وزارة التربية والتعليم ومدربة «مايكروسوفت» ومدربة في برامج التدريب الشخصي والتنمية البشرية في «أكاديمية الخليج الدولية للتدريب والاستشارات»، وحاصلة على ماجستير القيادة التربوية بتقدير امتياز من الجامعة الأمريكية برأس الخيمة ودبلوم تطوير القيادات المدرسية بتقدير امتياز، والآن أنا طالبة دكتوراه في الموارد البشرية في جامعة الملك الحسن الثاني بالمملكة المغربية واختصاصية في العلاقات العامة والإعلام. 

وثمة سمات أهلتني لمواصلة مسيرة التعلم المستمر، وهي الكفاح والتحدي والإرادة القوية وعدم الاستسلام للفشل الذي يمثل لي نقطة انطلاق لتحقيق نجاحات جديدة، ولتمتعي بشخصية قيادية قادرة على مواجهة التحديات وشخصية طموحة ومقدامة تحب خوض المغامرات والتجارب الجديدة.

لقب «سفيرة السلام في الوطن العربي» هو الأقرب إلى قلبي هدى سعيد الدهماني

تحملين لقب «سفيرة السلام في الوطن العربي»، ما الذي يمثله لك هذا التتويج؟

هذا التتويج هو تتويج لنجاحات المرأة الإماراتية الرائدة في مجتمعها واحتفاء بكل إماراتية تعيش في ظل دولتنا الرشيدة التي آمنت بدور المرأة ومكنتها في جميع المجالات وصولا إلى قطاع الفضاء.

هذا التتويج الأقرب إلى قلبي يحملني الكثير من المسؤوليات والمهام تجاه دولتي والوطن العربي الكبير لإيصال رسالة التسامح والسلام، وسأسعى بإذن الله إلى نشر التعايش السلمي والأخوة والإنسانية في كافة المحافل المحلية والدولية، وهو يمثل لي حافزاً للاستمرار في الجهود المبذولة لنبذ العنف والتعصب والتطرف، والشكر لكل من ساهم في هذا التتويج.

توجت أيضاً بجائزة بصمة قائدة 2020، ما البصمة الأبرز التي تعتبر الدهماني أنها طبعت مسيرتها؟ 

أنا من الأشخاص الذين يسعون لترك بصمة متميزة يذكرها بها الجميع من خلال الأعمال والإنجازات والتركيز على إضافة ما يميز مسيرتهم المهنية. كان التعليم هو اللبنة الأساسية لنهضة وتنمية المجتمع وكان لي الشرف والبصمة الأبرز في مسيرتي بمهنة التعليم وتخريج كوكبة من أبناء الوطن من الطلاب والطالبات والذين أعتز بهم وأسعد عند رؤيتهم وهم يصعدون سلم التميز، وقد دعموني في فترة ترشحي لانتخابات المجلس الوطني 2019 وكانوا ضمن فريق عملي والمحفزين لي للاستمرار وعدم الانسحاب أو التراجع. فلا أنسى وقفتهم معي في تلك الفترة وعباراتهم: «نحن فخورون بك معلمتنا» و«حاضرين باللي تطلبينه». أنا فخورة ببصمة جميلة تركتها في نفوسهم.

خلال استلامها جائزة
خلال استلامها جائزة "بصمة قائدة 2020" 

وهل تفكرين في خوض انتخابات المجلس الوطني مجدداً؟

كان لي الشرف بأن أكون أحد المرشحين في انتخابات المجلس الوطني 2019 عن إمارة رأس الخيمة، خضت فيها تجرية مميزة وفريدة من نوعها أضافت لهدى الدهماني الكثير من الخبرات والامتيازات التي أعتز بها في مسيرتي الذاتية.أما بخصوص الترشح لانتخابات المجلس الوطني، فلكل حادث حديث، وما زال أمامي الوقت الكافي لاتخاذ مثل هذا القرار وأنا أخدم دولتي من أي موقع كان.

أقول لكل امرأة: ابذلي قصارى جهدك واقهري الصعاب وتجاوزي العقبات

ما رسالتك للمرأة الإماراتية ولأصحاب الهمم الذين تحملين قضاياهم؟

أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها وكفاءتها وتميزها في كل ما تولت من مهام وأوكل إليها من مسؤوليات، فانتصرت لطموحها ومكانتها وخرجت من حدودها المحلية إلى العالمية.
أقول لكل امرأة: ابذلي قصارى جهدك واقهري الصعاب وتجاوزي العقبات، كوني زوجة مخلصة وفية، وأماً حنونة ومسؤولة، وفي مجال عملك رائدة ومبتكرة، كوني متميزة وقدوة حسنة للأجيال القادمة. تجاوزي أي عقبة وحلقي لتحقيق أحلامك وأهدافك.

* تصوير: السيد رمضان  

اقرأ أيضًا: حوار مع شروق زينل إحدى أكثر النساء تأثيراً في الشرق الأوسط