ليست التصريحات والمواقف العامة وحدها، هي ما يشد اهتمام وسائل الإعلام، في تصرفات وأقوال الرؤساء. يمكن لأدق التفاصيل، بما في ذلك الكلاب التي يقتنونها، أن تكون محط اهتمام لا يقل، إن لم يزيد.
لم يكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يملك كلباً، وكان هذا محل اهتمام الإعلاميين الشغوفين بالتفاصيل، حيث راحوا يلحون على السؤال: لماذا لا يملك ترامب كلباً، على خلاف ما جرت عليه العادة، فكل الرؤساء الأمريكيين السابقين ملكوا كلاباً، على الأقل منذ العام 1879، أي منذ ولاية الرئيس ويليام ماكنلي، فخرق ترامب القاعدة، ليكون ذلك أحد الجوانب اللافتة في شخصيته المثيرة للجدل.
قال ترامب إن فكرة الحصول على كلب غير مألوفة بالنسبة إليه، مبدياً دهشته من الاهتمام بذلك، فالأمر لا يستحق طالما أن قاعدته تحبه، ومضيفاً أنه ليس لديه الوقت للعب مع الكلاب، وكمن بدا يسخر من الأمر قال مخاطباً حشداً من مؤيديه: «كيف سأبدو عندما أتجول مع كلب في حديقة البيت الأبيض؟».
لا يتصل الأمر بعدم الرغبة في امتلاك كلب، وإنما يصل إلى حدّ كراهية ترامب للكلاب، ويُنقل عن زوجته السابقة، إيفانا ترامب، قولها عنه إنه وافق على مضض على العيش معها بعد أن وضعته على المحكّ: «إما أن تختارنا أنا وكلبي تشابي أو فلنفترق».
لم تطل هذه الزيجة كثيراً، وقد يكون الكلب أحد الأسباب، فكلما اقترب ترامب من خزانة ملابس الزوجة، كان تشابي ينبح عليه بشكل مزعج.
على خلاف ترامب فإن خلفه الرئيس جو بايدن بدا مهتماً جداً بموضوع الكلبين اللذين يملكهما، بل إن أحد هذين الكلبين أصبح موضوعاً إعلامياً بامتياز، حين عضّ أحد العاملين في البيت الأبيض في الأيام الأولى لدخول بايدن وعائلته إليه، ما جعل الرئيس يدافع عن «ميجور»، وهذا هو اسم الكلب، قائلاً: «لم يعض شخصاً ما حتى يخترق الجلد. إنه كلب ظريف، وأن 85 في المئة من العاملين في البيت الأبيض يحبونه. كل ما يقوم به هو أنه يلعق الناس ويحرك ذيله».
لم يكن الأمر مزحة، فلقد عضّ الكلب بالفعل الموظف العامل في جهاز الخدمة الخاصة بالبيت الأبيض، ما استدعى نقل الكلب، هو والكلب الثاني، تشامب، إلى منزل الرئيس الأمريكي في ولاية ديلاوير في أعقاب هذه الحادثة، وقالت وسائل الإعلام إنه جرى تأهيل الكلب على طريقة التعامل مع الموظفين المحيطين، ليصبح مثل الكلب تشامب الأكبر منه، والذي قضى بعض الوقت في البيت الأبيض عندما كان بايدن نائباً للرئيس.