فيلم The Kindergarten Teacher
«معلمة رياض الأطفال» «ليزا سبينيلي» من جزيرة ستاتن تعاني امتلاكها إحساساً مرهفاً بالحياة حاولت مراراً التعبير عنه بكتابة الشعر، لكنها فشلت لأنها لا تمتلك الموهبة اللازمة لذلك أو لأنها لم تجد من يهتم بموهبتها ذات يوم.
وتعيش حالة عدم الرضا عن حياتها، ويتفاقم شعورها بالوحدة بسبب طبيعة زواجها الذي يخلو من العواطف ولأن ولديها المراهقين يعيشان في عالمهما الخاص فلا يلتفت أي منهما للأم ولا يشعران بوحدتها الداخلية.
ومن أجل أن تنقذ نفسها من تلك الحياة القاتمة تحضر ليزا درساً أسبوعياً للشعر يقدمه شاعر موهوب يدعى سيمون. كان سيمون يرفض الشعر الذي تكتبه «ليزا» لأنه لا يعبر عن موهبة تستحق الالتفات إليها. وذات يوم وبينما كانت ليزا لا تزال في المدرسة جالسة برفقة طفل من أطفال الروضة واسمه «جيمي» بانتظار أن يأتي أحد أفراد عائلته لإعادته إلى المنزل، تتفاجأ بأن «جيمي» الطفل يلقي قصيدة تثير إعجابها وخصوصاً عندما تكتشف بأنها من تأليفه.
كان «جيمي» يمتلك الموهبة التي لطالما تمنتها ويردد القصائد بصورة فطرية. وتقرأ ليزا قصيدة «جيمي» أمام معلم الشعر «سيمون» وزملائها فتعجبهم كثيراً ويثنون على موهبتها التي تجلت أخيراً في مثل هذه القصيدة، وهو ما جعلها تؤمن بأن الطفل «جيمي» معجزة وبأنه بحاجة إلى رعاية فتقرر أن تكرس وقتها له كي لا يفقد موهبته ويعاني مستقبلاً كما حدث معها.
ومن خلال مواقف متعددة، سوف نكتشف بأن المجتمع المحيط بالطفل الموهوب «جيمي» لا يساعده على تنمية موهبته، فلا أحد يهتم بكونه بذرة شاعر ستنمو موهبته على مر الأيام، بل كان الجميع يعاملونه كأي طفل ساذج ومن بينهم والده الذي اكتشفت «ليزا» بأنه لا يريد أن يعيش ولده سوى حياة طبيعية يتعلم فيها ليكبر ويعمل مثل الناس الطبيعيين، وعندما يكتشف بأن «ليزا» تهتم بولده وتأخذه معها لحضور دروس الشعر يغضب وينقل «جيمي» إلى مدرسة أخرى.
لكن ليزا التي تؤمن بموهبة جيمي تذهب إليه في مدرسته الجديدة وتأخذه معها وهي تنوي تهريبه إلى كندا. يفهم «جيمي» الفطن بأنه مختطف، فيغافل «ليزا» وهما في النزل الذي توقفا فيه من أجل متابعة الرحلة في اليوم التالي ويتصل بالشرطة يبلغهم باختطافه من قبل «ليزا». وتحاول ليزا التي علمت بأنه قد استنجد بالشرطة إقناعه بإخباره أن العالم لن يفهم موهبته أبداً، لكنها تعرف في النهاية بأنها لن تتمكن من مواجهة الجميع لوحدها فتعطي جيمي عنوان نزلهم بينما تذهب لتبكي بهدوء في الحمام. تصل الشرطة وتعتقل ليزا ويركب جيمي في المقعد الأمامي في سيارة القائد والتي تنطلق به في طريق العودة وأثناء ذلك يبدأ «جيمي» في ترديد قصيدة جديدة، لكن لا أحد يسمعه لأن الشرطي لم يكن مهتماً بذلك.
ويلفت الفيلم النظر إلى حقيقة التناقضات التي تعيشها المجتمعات بدون التفريق بين مجتمع غربي أو شرقي، فهي تخطط وترسم استراتيجيات من أجل اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وتنمية مواهبهم وفي الوقت نفسه، يتجاهل أفرادها وجودهم وتهيمن أفكار العائلة التقليدية فتحرمهم حقهم في الاختلاف وتعيدهم إلى نصاب الحياة الطبيعية والتي ستقضي على مواهبهم بذريعة حمايتهم وتأمين مستقبلهم العملي.
* الفيلم متوافر في Netflix