01 أغسطس 2021

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

صحافية ومترجمة مصرية

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

بكى الشاه محمد رضا بهلوي وهو يُعلن لشعبه، في خطابٍ بَثه الراديو والتلفزيون الإيراني، خبر انفصاله عن زوجته الثانية، والأقرب إلى قلبِه، الملكة ثريا إسفندياري.. كان ذلك في 21 مارس 1958 ، الموافق آنذاك لرأس السنة الإيرانية.

قال عنها سفير بريطانيا لدى إيران في ذلك الوقت « كانت الحب الحقيقي الوحيد في حياة الشاه»، إلا أن زواجهما القصير عانى الكثير من الضغوط التي أفضت إلى الطلاق بعد 7 سنوات فقط أمضتها الملكة ثريا على عرش الطاووس. فباعتبارها ابنة لأم مسيحية ألمانية ولنشأتها الأوروبية البحتة، لم تكن ثريا هي الخيار الأفضل بالنسبة لرجال الدين الشيعة في إيران، أو لوالدة الشاه المُحبة للسيطرة.

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

تعرفوا مع «كل الأسرة» إلى قصة الملكة ثريا إسفندياري، الزوجة الثانية لشاه إيران، والتي مَلكت قلبه لدرجةٍ بكى معها على الملأ وهو يعلن خبر انفصاله عنها:

من هي ثريا إسفندياري؟

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

وُلدت ثريا إسفندياري بختياري يوم 22 يونيو 1932 في مدينة أصفهان، وكانت الابنة الوحيدة للسفير الإيراني في ألمانيا الغربية في ذلك الوقت، خليل إسفندياري من زوجته الألمانية روسية الأصل إيفا كارل. كان لها أخ وحيد يصغرها بخمسة أعوام يُدعى بيجان إسفندياري، وكانت عائلة ثريا تنتمي لطبقة النبلاء في إيران، حيث شغل العديد من أفراد عائلتها مناصب سياسية ودبلوماسية. نشأت ثريا ما بين برلين وأصفهان، وتلقت تعليمها في إنجلترا وسويسرا.

لقاؤها بالشاه وخطبتهما

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

كان أحد أقرباء ثريا، والذي كان مُقرباً من الشاه، هو السبب في تعارف الاثنين عام 1948. فقد كان الشاه قد طلق زوجته الأولى الإمبراطورة فوزية وبدأ يشعر بالوحدة، فطلب قريبها ذاك، وكان يدعى فورو ظافر بختياري، من قريب آخر لهما في لندن ، يُدعى غودارز بختياري، بالتقاط صورة لثريا التي كانت تدرس هناك، وإرسالها له. بعدها، عرض ظافر باختياري صورتها على الشاه ليُفتن بجمالها على الفور ويطلب رؤيتها. في ذلك الوقت، كانت ثريا قد أكملت دراستها الثانوية في إحدى مدارس سويسرا، وبدأت تدرس اللغة الإنجليزية في لندن، إلا أن مسار حياتها تغير كلياً، وسرعان ما تمت خطبتها للشاه الذي منحها خاتم خطبة من ألماس يزن 22.37 قيراط.

حفل زفاف أسطوري بقصر المرمر

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

كان حفل زفاف الشاه على ثريا إسفندياري ابنة التسعة عشر ربيعاً، في قصر المرمر بطهران يوم 12 فبراير 1951، حفلاً أسطورياً لم تشهد له إيران مثيلاً من قبل، واعتبر الجميع هطول الثلج الغزير في ذلك اليوم فألاً حسناً وبدايةً مبشرةً لزواجٍ طويل. حضر الزفاف الأسطوري أكثر من 2000 ضيف، كان من بينهم ملوك ورؤساء ومشاهير وصفوة المجتمع الإيراني والدولي. انهالت هدايا العُرس شديدة البذخ على العروسين، وتَزَين قصر المرمر بـ 1.5 طن من أزهار الزنبق والقرنفل التي تم جلبها خصيصاً بالطائرة من هولندا. شمل البرنامج الترفيهي للزفاف سيركاً للأحصنة تم إحضاره خصيصاً من روما. وارتدت العروس فستان زفاف فضي اللون رائع الجمال، وهو مرصع باللؤلؤ وريش اللقلق من تصميم كريستيان ديور.

بداية واعدة ونهاية حزينة

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

كتبت الملكة ثريا في مذكراتها في وقتٍ لاحق «لقد كنت حمقاء، فلم أكن أعرف شيئاً عن إيران؛ لا شيء عن بطولاتها، لا شيء عن تاريخها، ولا شيء عن الدين الإسلامي». وبذلك لخّصت ثريا بعض الأسباب المهمة لفشل زواجها بالشاه، فقد كان رجال الدين يرونها كفتاة أوروبية لا تعرف شيئاً عن تقاليد إيران أو تاريخها ولا تصلح لأن تكون ملكةً عليها، كما كانت أم الشاه وأخواته يرونها كمنافسة لهنّ في حب الشاه واهتمامه، تماماً كما كان الحال مع الأميرة فوزية. وزاد من سوء الأمور اكتشاف الشاه بعد بضعة أعوام أن ثريا كانت عاقراً لا تستطيع إنجاب ولي العهد الذي كان يحلم به.

وقوع الطلاق في 1958

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

بعد عدة محاولات يائسة للعلاج في الولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا، اقترح الشاه على ثريا أن تظل ملكةً لإيران على أن تسمح له بالزواج من أخرى كي يتمكن من إنجاب ولي عهد للعرش، فهو لن يسمح لأحفاده من ابنته الوحيدة شاهناز التي تزوجت ابن رئيس وزرائه الأسبق، فضل الله زاهِدي الذي يكرهه الشاه ، أن يحكموا إيران من بعده. لم تستسغ ثريا ذات الثقافة الأوروبية الفكرة ورفضتها بشكلٍ مطلق، بل ورأت فيه ما اعتبرته صَلَفاً شرقياً كبيراً، فاقترحت على الشاه أن يتنازل هو عن العرش لأخيه غير الشقيق، إلا أن الشاه رفض ذلك الحل أيضاً، فصار الطلاق حتمياً. وبالفعل انتهى زواج الشاه وثريا إسفندياري بالطلاق في 4 مارس 1958.

عاشت وحيدة في باريس بعد الطلاق

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

حصلت ثريا على تسوية طلاق سخية من الشاه الذي اشترى لها شقة فاخرة في باريس، قُدّر سعرها بنحو 3 ملايين دولار، إضافة إلى سيارتين فارهتين ونفقةٍ شهرية بلغت 7000 دولار، ظلت تُدفع لها حتى قيام الثورة الإسلامية عام 1979، كما احتفظت بجزءٍ كبير من مجوهراتها الملكية التي حصلت عليها أثناء الزواج، إلا أنها كانت تشعر بوحدةٍ شديدة أثناء إقامتها في باريس.

تجربة التمثيل وحادث أدى لاعتزالها واكتئابها

الملكة ثريا إسفندياري .. 7 سنوات على عرش الطاووس

قررت ثريا خوض تجربة التمثيل بعد الطلاق بفترة، وبالفعل لعبت دور البطولة في فيلم «الوجوه الثلاثة» عام 1965 للمخرج الإيطالي فرانكو إندوفينا، الذي ارتبطت معه بعلاقة عاطفية، ثم مثّلت فيلماً آخر بعنوان «هي» في نفس العام، إلا أن فرانكو توفي في حادث تحطم طائرة، اعتزلت بعده ثريا الحياة العامة وأمضت ما تبقى من حياتها في أوروبا مستسلمة للاكتئاب، حتى وفاتها في 26 أكتوبر عام 2001، وتم دفنها في ميونِخ بألمانيا.

اقرأ أيضًا: كيف أصبحت الأميرة العثمانية دُر الشهوار أميرة هندية؟