22 أغسطس 2021

حوار مع د. ماجدة العزعزي.. أول إماراتية وعربية تؤسس مصنعاً للسيارات

محررة في مجلة كل الأسرة

حوار مع د. ماجدة العزعزي.. أول إماراتية وعربية تؤسس مصنعاً للسيارات
تصوير: السيد رمضان

لم يقف طموحها عند العمل في وظيفة، فواصلت الارتقاد في مسيرتها ، بداية من تخصصها في الهندسة الصناعية إلى حصولها على الدكتوراه في إدارة أعمال سلسلة التوريدات والتصنيع، وصولاً إلى ريادة الأعمال الذي خاضت فيه مجالات عمل مختلفة، واعتمادا على الخبرة التي اكتسبتها خلال مسيرة العمل الوظيفي انطلقت إلى عالم صناعة السيارات.. تعد الدكتورة ماجدة العزعزي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «إم جلوري القابضة»، المؤسس وعضو مجلس إدارة شركة «ساند ستورم» لصناعة السيارات، أول امرأة عربية تؤسس مصنعاً للسيارات بعلامة صناعية عربية في الشرق الأوسط، مؤمنة بأهمية تخصصها في مستقبلها ومستقبل الصناعة في دولة الإمارات.

في حوارنا معها أضاءت لنا على جوانب من مسيرتها في مجال العمل، واختيارها لتخصص الدكتوراه، وجوانب من شخصيتها ومشاريعها المستقبلية:

حوار مع د. ماجدة العزعزي.. أول إماراتية وعربية تؤسس مصنعاً للسيارات
جمعية أم المؤمنين تستضيف أول إيماراتية تعمل في مجال صناعة السيارات

خلال مسيرتك العملية وقبل دخولك إلى مجال العمل الخاص تقلدتِ مناصب مختلفة في الدولة، هل لك أن تحدثينا عن أهم تلك المحطات؟

بدأت مسيرة العمل في المجال الحكومي مع القيادة العامة للقوات المسلحة بصفة موظف مدني، حملت على عاتقي مسؤوليات كبيرة في مجال مراجعة العقود الخارجية اكتسبت فيها الكثير من الخبرة، انتقلت بعد ذلك إلى العمل في وزارة الصحة ووقاية المجتمع في إمارة أبوظبي، توليت بعد فترة وجيزة من العمل فيها مسؤولية إدارة المشتريات والمستودعات والعقود الخدمية واستقبال كبار الشخصيات ولم أكن قد تجاوزت الـ 24 عاماً من العمر في ذلك الوقت، ما ساعد على بلورة شخصيتي التي رفضت أن تكون عبئاً على الدولة، وعملت على أن أكون الشخص الفعّال فيها.

حصلت على درجة الدكتوراه في إدارة أعمال سلسلة التوريدات والتصنيع، وتخصصت في القطاع الصناعي وهو تخصص يهيمن عليه الرجال نسبياً، فما سبب اختياركِ له؟

قبل أن أنهي دراسة الماجستير ، الذي عزمت على الحصول عليه والتفرغ لدراسته أثناء عملي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والالتفات لإدارة شركاتي التي نجحت في بعضها، وفشلت في بعضها الآخر، قررت الانضمام لبرنامج دراسة الدكتوراه التطبيقية الذي عارضت الانضمام إليه بدايةً، ثم التحقت فيه بعد إصرار عميد برنامج الدكتوراه التطبيقية في جامعة الإمارات بأن أكون ضمن الطلبة المشتركين فيه ، إيماناً مني بأهمية هذا التخصص لبناء مستقبلي ومستقبل أبناء بلدي.

د. ماجدة العزعزي مع أول سيارة إماراتية
د. ماجدة العزعزي مع أول سيارة إماراتية

لا يخفى على أحد أن العمل في قطاع صناعة السيارات يحتاج إلى خبرة وأدوات لمنافسة أسواق عالمية لها باع طويل في هذا المجال، كيف تمكنت من تحقيق ذلك؟

قررت أن أخوض مجال العمل الصناعي تزامناً مع دراستي للدكتوراه من خلال مجموعة شركات «توازن» الصناعية وشركة «نمر» لصناعة السيارات العسكرية تحديداً، لتبدأ معها رحلتي بالتعرف إلى محور صناعة السيارات والشركات العاملة فيه من عام 2012 وحتى عام 2017 أتممت فيها عدة عقود مع شركات كبرى تشكلت معها شخصيتي الواعية والفاهمة للصناعات بفترة عمل 5 أعوام تعادل خبرة 20 عاماً من العمل في الوظائف الحكومية.

نحن نعيش في بلد «اللامستحيل» ولا أجد أي فارق بيننا وبين الشركات العالمية

تعملين في مجال يحمل الكثير من المجازفة، هذا بالنسبة للشركات الكبيرة، فما بالك بشركة ناشئة؟ وهل آثار ذلك مخاوفك تجاه هذا العمل؟

الإحساس بأهمية وجود سيارات مدنية يكتب عليها «صنع في الإمارات» جاء أثناء العمل في شركة «نمر» الذي ساعدني على النجاح فيه إمكانية التواصل مع الموردين، والقدرة على تصنيع واستيراد القطع المصنعة خصيصاً لنا لتمكننا من تصنيع السيارات محلياً في دولة الإمارات، وذلك بالعمل مع مطورين عالميين من أصحاب الخبرة لصناعة سيارات تتناسب مواصفاتها مع بيئتنا الصحراوية، فلا سقف لطموحاتنا ونحن نعيش في بلد «اللامستحيل»، لا أجد أي فارق بيننا وبين الشركات العالمية سوى في أنها معروفة، لأنها سبقتنا في السوق منذ وقت طويل، تملك اليوم تلك الشركات الملكية الفكرية للعديد من أجزاء سياراتها لكنها تقوم بتصنيعها من خلال شركات مصنعة أخرى خارج دولها كالصين والهند وتركيا وإندونيسيا. كما أني شخص يحب التحدي ونجاح واحد لا يجعلني سعيدة.

حوار مع د. ماجدة العزعزي.. أول إماراتية وعربية تؤسس مصنعاً للسيارات

في ظل التطور الذي يشهده قطاع صناعة السيارات وما يشهده العالم من تحول في مجال استخدام الطاقة النظيفة في صناعة سيارات كهربائية، ما أهم توجهاتكم في هذا المجال؟

قطعنا شوطاً طويلاً وأصبحنا في مجموعة «إم جلوري القابضة» على مقربة من الانتهاء من صناعة نوعين من السيارات الكهربائية، سيارة «الساندويفز» الفارهة وسيارة «الديماني» أول سيارة كهربائية 4×4 في الشرق الأوسط، والتي سيعلن عنها في الأسواق بالتزامن مع إكسبو 2020 بإذن الله.

توسعت في مجال الأعمال وأسست مجموعة «إم جلوري» القابضة، ما أهم الصناعات الحديثة التي تمت إضافتها؟

مجموعة «إم جلوري» القابضة تضم تحت مظلتها إضافة إلى الشركات التي تعمل في تصميم وصناعة السيارات هناك شركة «القدرة» التي تمثل شركة أمريكية كبيرة تعمل في قطاع صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي العسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمكنت شركة القدرة بالتعاون مع الشركة الأم من تطوير بعض منتجاتها لتتناسب مع احتياجات السوق المحلي، كما تضم أكبر مصنع محلي لصناعة الأثاث المكتبي في الدولة.

هل تجدون أن ما وصلتم إليه في مجال صناعة السيارات يعد كافياً لمنافسة الإنتاج العالمي؟

وصلنا إلى مرحلة من الإبداع والمتانة نتلقى فيها عروضاً للشراكة معنا من شركات مصنعة عالمية لما قمنا به من تطوير في تكنولوجيا السيارات الكهربائية والتي نقوم حالياً مع مطورين عامليين بتصنيع نماذجها الأولية وفق المقاييس والمواصفات الأوروبية حرصاً منا على الوصول بسياراتنا إلى الأسواق العالمية.

أثناء افتتاح مصنع ساند ستورم
أثناء افتتاح مصنع ساند ستورم

كونك أول امرأة تخوض مجال صناعة السيارات في الوطن العربي والشرق الأوسط، هل أنتِ راضية بما حققتهِ من إنجاز؟

أنا من الأشخاص العنيدين والطموحين في نفس الوقت، لذا فإن سلبية وإحباط الآخرين لا تزيدني إلا إصراراً، لا يوجد سقف لحدود طموحي كما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام «إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها» ، ولا يزال في رأسي الكثير من الأعمال التي أخطط لإنجازها في المستقبل القريب.

كل مشروع بحاجة إلى رأس مال في بدايته، كيف تمكنت من توفير رأس المال لمشروع بهذا الحجم؟

بدأت العمل الخاص بشراكة لم تستمر طويلاً مع صديقتي «ربيعتي»، بعد إنهاء شراكتي معها ساعدتني أختي بمبلغ من المال الذي من خلاله دخلت إلى عالم الأعمال، أما في مشروع صناعة السيارات استخدمت بدايةً كل ما جمعته من أموالي سواء من عملي الوظيفي في القطاع الحكومي أو من مدخولي من الأعمال الخاصة وشركاتي إلى أن تمكنت من تصنيع النماذج الأولية بتلك الميزانية، حصلت بعد ذلك على دعم من أفراد أسرتي في تمويل إنشاء مصنع السيارات، وتوكلت على الله وأخذت بجميع المقومات لأتمكن بالعزيمة والعمل مع فريق متعاون ودعاء والدتي من النجاح في تنفيذه على أرض الواقع.

حوار مع د. ماجدة العزعزي.. أول إماراتية وعربية تؤسس مصنعاً للسيارات
تصوير: السيد رمضان

دخولي في مجال صناعة السيارات كان صعباً بالنسبة للعائلة في البداية، كما كانوا يرون فيها مجازفة كبيرة

هل تلمستم الدعم أم المعارضة من العائلة؟

للأسف لا تزال مجتمعاتنا العربية تعاني عقدة الذكورة كما أنهم لا يؤمنون إلا بالشيء المادي، دخولي في مجال صناعة السيارات كان صعباً بالنسبة للعائلة في البداية، كما كانوا يرون فيها مجازفة كبيرة، لذا حصلت على دعمهم المادي والمعنوي مؤخراً وليس في بداية المشروع.

من الشخصية التي كان لها الأثر الواضح في حياة د. ماجدة العزعزي؟

جميع شيوخنا قادة ملهمون، لكني أستنبط من شخصية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الكثير، الذي أبهرنا وبشكل مستمر بكل ما هو جديد وغير متوقع، بجهوده أصبحت دبي قبلة العالم ومنارته، عندما تذكر دبي فإن أول ما يرد للذهن الرقي والتحضر والتكنولوجيا المتطورة التي من خلالها سرقت الأضواء وبريق الشهرة من دول ومدن عالمية مثل باريس ولندن وميلان ونيويورك.