14 نوفمبر 2021

"كل الأسرة" تلتقي خولة المجيني.. منسق عام معرض الشارقة الدولي للكتاب

محررة في مجلة كل الأسرة

يخطو معرض الشارقة الدولي للكتاب نحو عقده الخامس، مزهواً بمحطات وإنجازات رسخّها على مدى 40 عاماً من الحضور والتألق وحتى مواجهة ظروف «كورونا» وعقد دورة استثنائية منه قبل عام.

المعرض الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بات محطة أساسية في مسيرة الشارقة الثقافية ورؤيتها المركزية ليكون الكتاب في متناول الجميع، وهو ما يبلوره شعار هذه الدورة «هنا... لك كتاب» الذي «يخبر كل قارئ وكل فرد من أفراد المجتمع بأنه مهما تعددت اهتماماته وهواياته فإنه سيجد في المعرض كتاباً يلبي شغفه».

حول فعاليات النسخة الأربعين من المعرض، والتي تقام من 3 إلى 13 نوفمبر الحالي، وأبعاد شعاره وفي ظل عودة الحياة إلى طبيعتها، كان لـ«كل الأسرة» حوار مع خولة المجيني، منسق عام معرض الشارقة الدولي للكتاب:

تنطلق فعاليات النسخة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب وهو يخطو نحو بداية عقده الخامس، ما الذي يميّز هذا المعرض في ظل 40 عاما من الحضور؟

معرض الشارقة الدولي للكتاب في حالة تجدد دائم، وتتميز دورته الـ 40 ببرنامج ثقافي متكامل يضم عدداً كبيراً من الندوات الفكرية والأدبية، والجلسات الحوارية والنقاشية، والأمسيات الشعرية، فضلاً عن حفلات تواقيع الكتب، التي تمكن زوار المعرض من اقتناء أحدث إصدارات الكتب العربية والعالمية.

والجديد في هذه الدورة كان استضافة قمة المكتبات الوطنية يومي 8 و9 من شهر نوفمبر تحت شعار «الحضور، التفاعل، التأثير، والتعاون»، بمشاركة نحو 50 متخصصاً من 20 دولة، إلى جانب مشاركة 20 مكتبة وطنية من مختلف أنحاء العالم، حيث تضمن جلسات حوارية وتعريفية، كما شهدت الدورة الـ 40 من المعرض إطلاق تطبيق إلكتروني خاص بالمعرض يحمل اسم (SIBF) «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، حيث يسمح التطبيق بالاطلاع على برنامج المعرض، ويوفر خاصية تنبيه المستخدم باقتراب توقيت الفعاليات التي يريد المشاركة فيها.

وهناك أيضاً فعالية ثقافية تقدمها كندا بعنوان «قلبُ رحال»، تتضمن معرض يحتفي بـ 35 سنة من الحياة الأدبية للكاتب (داني لافريير) الكندي ذي الأصول الهاييتية، وسبعة عروض تفاعلية مختلفة مستوحاة من 3 روايات مصوّرة للكاتب، كما تتضمن هذه الدورة ركناً خاصاً للرسامين والمصممين والمخرجين ليقدم سلسلة ورش عمل ودورات تدريبية لهم.

وتشهد هذه الدورة عودة زيارات المدارس والجامعات إلى سابق عهدها، حيث يستقبل المعرض الطلاب من جميع المراحل الدراسية مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية.

كل ما يحتاج إليه الإنسان ليصبح قارئاً هو الوصول للكتاب الذي يتحدث عما يعنيه ويثير اهتمامه

الكتب للجميع بالطبع، كيف ترصدين ثمار هذه الحملة الثقافية الأكبر في المنطقة والعالم، وهل أرست الوعي بالرابط المستدام بين الإنسان والكتاب؟

أثارت الحملة اهتمام الملايين حول العالم، وقادت حراكاً كبيراً في سوق النشر العربي والعالمي، ففي الوقت الذي كانت الحملة توجه خطابها للجمهور وتقول: مهما كان الشيء الذي يثير اهتمامك فإنه يوجد كتب حوله، كانت تتيح المجال أمام المتابعين من مختلف بلدان العالم للحصول على تخفيضات تصل إلى 50% عند شرائهم الكتب من كبرى منصات بيع الكتب العربية والأجنبية.

وكان الهدف الجوهري والأساسي للحملة هو التأكيد على أن الكتب للجميع، وأنها ليست للقراء المهتمين بالأدب والفكر والتاريخ فقط كما هو شائع، وإنما لكل شخص، كبيراً كان أم صغيراً، وأن كل ما يحتاج إليه الإنسان ليصبح قارئاً هو الوصول للكتاب الذي يتحدث عما يعنيه ويثير اهتمامه، فوجدنا المهتمين بالألعاب، وهواة التسلق، ومتابعي كرة القدم يتفاعلون مع الحملة ويعثرون على كتب تختص بما يهمهم.

يتزامن المعرض مع التحرر من وباء «كورونا» وعودة الحياة لطبيعتها.. إلى أي مدى كان لهذا العامل تأثير في مسار المعرض وعودته للتألق؟

يؤكد إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خروج دولة الإمارات من أزمة «كورونا» وعودة الحياة لطبيعتها، جهود قيادتنا الرشيدة ومتابعتها الحثيثة لهذه الجائحة للوصول بالمجتمع الإماراتي إلى بر الأمان والتعافي منها، ولا شك أن تأثير هذا الإعلان سيكون إيجابياً في المعرض وسيمثل فرصة كبيرة لانتعاش سوق النشر، حيث عدنا في هذه الدورة بطاقة استيعابية بنسبة 80%، إلى جانب عودة زيارات المدارس، وكما تعلمون فقد حرصنا في العام الماضي على تنظيم دورة استثنائية بكل المقاييس، في الوقت الذي توقفت فيه كل المعارض في العالم.

رغم تراجع عدد إصابات «كورونا» إلا أن المعرض يتخذ تدابير احترازيّة تشددون عليها، من تسجيل مسبق وتعقيم وغيره، ماذا تحدثيننا عن تلك الإجراءات؟

تمثل الإجراءات الاحترازية التي نتخذها في المعرض جزءاً من الجهود التي نجحت من خلالها دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع الجائحة منذ بداية ظهورها بفضل كوادر القطاع الصحي التي لم تدخر جهداً للحفاظ على سلامة المجتمع.

وانطلاقاً من حرص هيئة الشارقة للكتاب على سلامة كل من يشارك في المعرض من زوار وعارضين، وضعنا خططاً تتماشى مع التدابير الاحترازية، التي تنسجم مع توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الجانب، تتضمن إلى جانب تحديد الطاقة الاستيعابية، توزيع المتطوعين على مداخل ومخارج القاعات لإرشاد الجمهور، وتوفير أجهزة تعقيم للكتب، وتوزيع الماسحات الحرارية على المداخل الأربعة للمعرض، بالإضافة لتوفير مدخل خاص للطلاب، ومواقف خاصة لنزولهم وصعودهم للحفاظ على سلامتهم.

نحرص أيضاً على المشاركة في العديد من معارض الكتب حول العالم وفي مختلف الفعاليات الثقافية التي تشكل منصة لتبادل الخبرات والاطلاع على الثقافات المتنوعة وإمكانية إبرام شراكات للعمل على مشاريع ثقافية تخدم قيمنا

الإمارات أكثر الدول تنوعاً، حيث تستضيف على أرضها العديد من الجنسيات والثقافات، كمنسق عام للمعرض، كيف تواكبين ذلك عبر خلفية عملكم التنظيمي لاستيعاب كل هذه الثقافات؟

تحرص إدارة هيئة الشارقة للكتاب باستمرار على تعزيز مكانة المعرض من حيث الرسائل التي يحملها والموضوعات الثقافية والفكرية والإنسانية والحضارية التي يُضمنها في جلساته وندواته ليفتح الباب واسعاً أمام مرتاديه للتعرف إلى مستجدات عالم الآداب والمعارف، ونسعى في سبيل ذلك لاستضافة الناشرين وأهم الكتاب من مختلف البلدان حول العالم ومن مختلف اللغات ليكون المعرض مفتوحاً لكل الثقافات واللغات العالمية، لتبادل المعارف بين الشعوب ومشاركتهم إرثهم التاريخي.

ليس ذلك فحسب، بل نحرص أيضاً على المشاركة في العديد من معارض الكتب حول العالم وفي مختلف الفعاليات الثقافية التي تشكل منصة لتبادل الخبرات والاطلاع على الثقافات المتنوعة وإمكانية إبرام شراكات للعمل على مشاريع ثقافية تخدم قيمنا ورسالتنا الثقافية والحضارية بما يعزز من أسس التواصل الإنساني بين الجميع، ولعل آخرها الفعاليات الثقافية والفنية التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع «البيت العربي» في مدريد، لتقدم المشهد الثقافي الإماراتي والعربي إلى الجمهور الإسباني.

حملة «إذا مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب»
حملة «إذا مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب»

ماذا يمثل شعار «هنا... لك كتاب»، وإلى أي مدى يعبر عن العلاقة الوثيقة بين مرتادي المعرض ومضامين الكتب؟

يؤكد الشعار على العلاقة القوية بين مرتادي المعرض ومضامين الكتب، حيث نريد، من خلال هذا الشعار، أن نخبر كل قارئ وكل فرد من أفراد المجتمع بأنه مهما تعددت اهتماماته وهواياته فإنه سيجد في المعرض كتاباً يلبي شغفه، وهو ما يجسد الرؤية المركزية لمشروع الشارقة الثقافي، ويستكمل الحملة التي أطلقتها هيئة الشارقة للكتاب منذ أشهر قليلة تحت شعار (إذا مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب).