إيمان حارب: المرأة الإماراتية نالت ما تستحقه من تقدير

تصوير سيد رمضان

ظلت الأسرة وحماية أفرادها محور اهتمامها منذ أن بدأت مسيرتها العملية، وأصبحت على مدار تدرجها الوظيفي تخدم تلك الفئة بكل إخلاص وتفانٍ.

هي إيمان حارب، مدير إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، التقيناها لنتعرف إلى طبيعة عملها ونسلط الضوء على جانب من حياتها الخاصة:

تصوير سيد رمضان

حدثينا عن عمل الإدارة وما تقدمه من برامج لتحقيق التماسك الأسري.

«الحماية الاجتماعية» هي إحدى إدارات قطاع الرعاية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع، وتعمل على تقديم الدعم المعنوي والمساندة اللازمة في إطار برامج اجتماعية ونفسية لأفراد الأسرة، والأطفال، والناشئة الواقعين تحت سن الحداثة، والأيتام، ومجهولي النسب، ومساعدتهم على اجتياز مصاعبهم، وإعادة تكيفهم الاجتماعي والاندماج بفاعلية، وتعمل الإدارة على ترجمة الأهداف الاستراتيجية للوزارة من خلال سياسات وبرامج تفاعلية هادفة تدعم الأجندة الوطنية لتحقيق التماسك الأسري، والتي تبنتها الوزارة في الدورة الاستراتيجية الرابعة 2017 -2021.

ما أهم القضايا التي تتصدر المشهد العام وتعكفون على حلها؟

تعد خدمة تلقي البلاغات والشكاوى الأسرية، وحماية الطفل والمحافظة على حقوقه، من أهم القضايا التي تتصدر المشهد العام للإدارة، ويعكف عليها فريق العمل بوحدة حماية الطفل لتقديم المعالجات العلمية اللازمة لحالات العنف والإساءة، وبما يصب في مصلحة تلك الفئة والتي تعد الحلقة الأضعف في الأسرة.

تكريم عضو مجلس إدارة نادي خورفكان الرياضي

أطلقتم ورشاً توعوية ضمن حملة «وقايتي أولوية»، فما الذي تهدف إليه وما الفئة المستهدفة؟

تستهدف هذه الورش أفراد الأسرة (الكبار، الصغار، المرأة، الرجل، أصحاب الهمم)، إذ توفر إطاراً مرجعياً ومعرفياً حول الحماية من العنف والإيذاء بشتى أشكاله، من خلال نشر الوعي في المجتمع حول العنف الأسري وآثاره الضارة، وتعريف أفراد الأسرة بحقوقهم وواجباتهم، والخدمات المقدمة لهم في حال تعرضهم لأي أنواع العنف الأسري، وتتناول الورش عدداً من المحاور الأساسية تتمثل في: مفهوم العنف الأسري، أنواع العنف الأسري، دوافع العنف الأسري، مراحل العنف الأسري، الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن العنف الأسري، وسبل الحد من هذا العنف.

ما مفهوم الأسرة بالنسبة لإدارة الحماية الاجتماعية؟

تستقي الإدارة مفهوم الأسرة من خلال ما هو معتمد في المرسوم بقانون اتحادي رقم (10) لسنة 2019، في شأن الحماية من العنف الأسري، وتشمل كلاً من الزوج، والزوجة، وأبنائهم، وأحفادهم، وأبناء أحد الطرفين من زواج آخر، ووالد ووالدة أي من الزوجين، والأقارب بالنسب وبالمصاهرة حتى الدرجة الرابعة، والشخص المشمول بحضانة أسرة بديلة.

هل العنف يقتصر فقط على المرأة، أم يمكن أن يكون موجهاً للرجل أيضاً؟

لا يقتصر العنف على المرأة، بل إنه قد يكون للرجال نصيب منه ويتعرضون للعنف بجميع أشكاله، إلا أن عمليات الإبلاغ من قبلهم عن حالات العنف أقل منها عن النساء، نظراً لعوامل الخجل التي تكتنفهم عند رغبتهم في الإبلاغ، بما يؤثر في قرارهم في التراجع عن عملية الإبلاغ.

خلال إلقائها كلمة توجيهية لفريق العمل من المتطوعين في فعالية يوم اليتيم الإسلامي

قمتم بتحصين مجهولي النسب والمحرومين من الرعاية بنظامين للاحتضان، فما الآلية التي يعتمد عليها كل نظام؟

تعد عملية الاحتضان من الأمور التي تحتاج إلى توضيح، إذ يوجد نظامان لها، الأول وهو احتضان الأطفال مجهولي النسب المنصوص عليه في القانون الاتحادي رقم (1) لسنة 2012، في شأن رعاية الأطفال مجهولي النسب، والثاني احتضان الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية أو المعرضين للإساءة أو العنف لفترة مؤقتة، والذي نص عليه القانون الاتحادي رقم (3) لسنة 2016، في شأن حقوق الطفل، والمعروف باسم «وديمة». وعن النظام الأول فيتم إدماجه في أسر حاضنة يعيش بين كنفها على مدى الحياة، ويتم اختيارها وفقاً للمعايير المنصوص عليها في قانون مجهولي النسب المشار إليه ولائحته التنفيذية بعد تمرير الأسرة باختبارات دقيقة، أما النظام الثاني، والذي يخص الأطفال المحرومين من الرعاية، فيكون لفترة مؤقتة وفقاً لقانون حقوق الطفل، بعد إخضاع الأسرة لاختبارات أيضاً، واستيفائها للشروط الواردة بقانون حقوق الطفل.

هل ينتهي دوركم بتسليم الطفل لأسرته الحاضنة، أم يستمر عملكم بعد ذلك؟

تستمر عملية متابعة الأطفال الذين يتم إدماجهم في الأسر الحاضنة بغرض الاطمئنان إلى مدى تكيفهم مع تلك الأسر، وقيامها بواجباتها تجاههم، بما يحقق الهدف من عملية الاحتضان، فدورنا ممتد حتى نضمن حياة مستقرة للمحضون.

يتطلب عملكم الحفاظ على سرية الشكاوى والخلافات التي تعرض عليكم، كيف تحققون ذلك؟

تعد سرية المعلومات من المبادئ الجوهرية التي تقرها العلوم الاجتماعية والنفسية في التعامل مع الحالات، ويتم ذلك من خلال حفظ الملفات إلكترونياً، ولا يسمح بالاطلاع عليها والتعامل معها إلا من قبل المختصين، الذين يتمثلون في الجهاز الفني العامل على معالجة الحالات، ولا يسمح لغيره بالتعامل مع تلك الملفات أو الاطلاع عليها.

تنظيم فعاليات يوم اليتيم الإسلامي بمركز المتعاملين بعجمان

هل التعامل مع المشكلات الاجتماعية بصورة دورية يؤثر فيك؟

التعامل مع الحالات من الأمور الصعبة التي تواجه أي شخص على تواصل معها، خاصة الأكثر عرضة منها للخطر، وكوني إنسانة أتأثر ببعض المواقف الصعبة والشديدة التي تواجهني في مجال عملي، ولكن يظل الإنصاف بحيادية الصفة الغالبة في إدارة أي موقف.

هل تعتقدين أن قانون حقوق الطفل كاف للحد من العنف الموجه ضده، أم توعية المجتمع بدوره تجاه تلك الفئة هو الأهم؟

يعتبر قانون حقوق الطفل، وما يتضمنه من أحكام وقواعد تحفظ له كافة حقوقه، بالإضافة إلى حمايته، وتعد التوعية بالقانون من الأمور المهمة التي يتم توصيل المعلومات من خلالها إلى الجمهور، خاصة فيما يتعلق بمسؤوليات الجهات المطبقة للقانون، والإجراءات الخاصة بالتبليغ عن حالات العنف الموجهة للطفل، وبالتالي فإن التوعية به تسهم في خلق توجهات جديدة تجاه حقوق الطفل.

ما أصعب ما يمكن أن يمر عليك، وما الموقف الذي يدمع عينك؟

من أصعب الأمور التي تمر علي وتدمع لها عيني عندما تعرض علي قضية تخص أطفالاً معرضين لإساءة بالغة تترك آثاراً سلبية داخلهم سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية، والتي يصعب محوها بسهولة من ذاكرتهم.

هل تعتقدين أن المرأة الإماراتية تنال ما تستحقه من تقدير لدورها المجتمعي؟

حظيت المرأة الإماراتية بالكثير من اهتمامات الدولة خلال مسيرتها، ونالت ما تستحقه من تقدير مجتمعي تمثل في أجمل صورة بتبؤها لمناصب عليا في الدولة، وأصبحت نسبة النساء العاملات في القطاع الحكومي 51% بما يعكس هذا التقدير، ويعد تخصيص الدولة ليوم للمرأة الإماراتية، الذي يوافق 28 أغسطس من كل عام، من أفضل المظاهر التي تبرز هذا التقدير.

بعيداً عن مجال العمل، ما اهتماماتك على الصعيد الشخصي، وهل لك هوايات تمارسينها؟

أمارس القراءة والاطلاع فهما سبيل الإنسان إلى الارتقاء بأفكاره ومعتقداته، كما أنني أمارس رياضة المشي وأخصص وقتاً ثابتاً لها.

ماذا عن عائلتك والدور الذي تلعبه في حياتك؟

تعتبر عائلتي الداعم الأول لي، ومصدر إلهامي الذي استقيت منه مسيرة حياتي بكل ما فيها من إنجازات، وأحمد الله تعالى على تلك النعمة الغالية وأتمنى أن يحفظهم لي دائماً.