د. ميثاء بوحميد: المرأة الإماراتية وضعت بصمتها الخاصة في تطوير الإعلام
د. ميثاء بوحميد على غلاف مجلة كل الأسرة- تصوير يوسف الأمير
عرفت النجاح في مجالات العمل التي اقتحمتها مستندة إلى التفوق العلمي الذي حققته على مدار مسارها الدراسي، والذي توجته بالحصول على الدكتوراه في إدارة الجودة الشاملة من جامعة حمدان بن محمد الذكية، تولت بعدها مهام عدة قبل تكليفها بالمنصب الحالي، وما يتبعه من دور محوري في دعم قطاع صناعة الإعلام وتطوير الصحافة العربية، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي.
هي الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، والتي فتحت قلبها لـ«كل الأسرة»، وتحدثت عن مهام وظيفتها وطموحاتها الشخصية والعملية للصحفيتين مروة محمد حسين و وفاق سلمان:
تصوير: يوسف الأمير
استهلينا حديثنا بالمحطات العملية التي سبقت منصبها الحالي، تحكي عنها قائلة "قبل تولي مهام إدارة نادي دبي للصحافة في عام 2017، توليت منصب المدير التنفيذي للتسويق والاتصال المؤسسي في سلطة دبي للتطوير، ثم مديرة للتسويق والاتصال المؤسسي في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، وبعدها إلى مجلس الإمارات للتنافسية، ومن ثم مديرة للاتصال المؤسسي في مؤسسة المرأة بدبي.. وعلى المستوى التعليمي، فأنا حاصلة على شهادة الدكتوراه في إدارة الجودة الشاملة من جامعة حمدان بن محمد الذكية، و شهادة الماجستير في الابتكار وريادة الأعمال، وشهادة البكالوريوس في إدارة الإعمال، وأنا خريجة برنامج «قادة المستقبل» وبرنامج «القيادات النسائية العالمية» في واشنطن".
أضحت الإمارات وخلال سنوات قليلة أكبر عاصمة إقليمية للإعلام، وإحدى أهم الوجهات الإعلامية العالمية
وتضيف "حصلت على العلم من المدارس والكليات، لكن أكثر ما تعلمته في نشأتي هو ما اكتسبته من مدرسة المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، المدرسة التي وقفت وراء نجاح الإمارات على مدار الخمسين عاماً الماضية في تبوؤ مركزها الحالي كمنارة ومركز إشعاع إعلامي وحضاري وثقافي، كما أضحت الإمارات وخلال سنوات قليلة أكبر عاصمة إقليمية للإعلام، وإحدى أهم الوجهات الإعلامية العالمية بفضل المشاريع والمبادرات الاستثنائية في مختلف إمارات الدولة، حيث أسهمت البنية التحتية القوية وحالة التنوع الثقافي الثري في الدولة، في جعلها بلداً حاضناً مختزلاً ثقافات العالم في بقعة واحدة".
وعن رؤيتها الإدارية لنادي دبي للصحافة، تقول "البنود الأساسية لاستراتيجية نادي دبي للصحافة لا تتغير بتغير رأس الهرم الذي يدير النادي، ولا سيما إذا ما أخذنا دوره المحوري في دعم قطاع صناعة الإعلام وتطويره، على الصعيدين المحلي والإقليمي، ولأنه منصة مميزة بكل تفاصيله، كانت انطلاقته وتطلعاته ورؤيته الإعلامية منذ البداية كبيرة، يسعى إلى تبنّي رؤى متناسقة تصف المشهد الإعلامي بدقة وتقف على جل التحديات التي تواجه العاملين فيه، ووضع الخطط التي من شأنها دعم مسيرته دعماً غير محدود للحوار بين صنّاع القرار. وفي هذا السياق، لم يدخر النادي جهداً منذ انطلاقه قبل عشرين عاماً في تنفيذ رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب فكرة تأسيس النادي، في حرص سموه على إيجاد منصة تجمع صُنّاع الإعلام وقياداته في المنطقة والعالم، وتؤسس لشبكات علاقات تعاون حقيقية فيما بينهم، وتطرح الأفكار والمبادرات اللازمة لتفعيل دور الإعلام كقطاع مؤثر في مختلف عمليات البناء والتطوير في هذا الجزء من العالم".
تلقي كلمتها في «بودفست دبي»
وتواصل "من خلال رؤية سموه، وبجهود فريق من الشباب المتميز المدرك لأهمية رسالة الإعلام، يواصل النادي منذ تأسيسه إلى اليوم السعي لإيجاد أفضل الصيغ للوصول بالإعلام العربي إلى أوج مستويات الأداء، ليكون دائماً المصدر الأول للخبر الموثوق والمعلومة النافعة للمجتمع العربي، وأن يلبي تطلعاته لإعلام يعينه على مواجهة كافة التحديات ويساعده على تعظيم الفرص التي تمهد له الطريق نحو مستقبل زاهر، ونحن بدورنا نجدد مسيرة العشرين عاماً من تأسيس النادي نحو سنوات أخرى قادمة حافلة بالعطاء، بإذن الله تعالى، بمضاعفة الجهود ورفع مستوى التوقعات التي سنعمل بلا كلل على تحقيقها، بل وتجاوزها".
تصوير يوسف الأمير
وتؤكد " يحرص النادي على تبني قاعدة «اللا مستحيل» التي خط لغتها الخاصة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في تعزيز دور الإعلام في المنطقة، وكلنا ندرك حجم الدعم والاهتمام الذي يحظى به القطاع الإعلامي من قبل سموه، وهذا ما انعكس على إيجاد تجربة إعلامية رائدة ومناخ إعلامي متميز في مدينة هي اليوم عاصمة للإعلام العربي بشهادة دول العالم".
وعن التحديات التي واجهتها في منصبها المهم، توضح " بدء أي مرحلة مستقبلية جديدة لابد أن ترافقها تغيرات ، بعضها تكون جذرية على المستوى الشخصي وأيضاً على المستوى العملي، ولكن في محطتي الحالية من خلال إدارة نادي دبي للصحافة أنا أنظر للمشهد بطريقة مغايرة، فلا أركز على حجم التحديات على الرغم من أنها كبيرة، بل أركز على شغفي في الإدارة الإبداعية، فكل إنسان شغوف في عمله ناجح".
تصوير يوسف الأمير
مع التحول الرقمي الذي شهده العالم، تبنى نادي دبي للصحافة العديد من المبادرات، تستعرضها د. ميثاء "في خضم التحولات الإعلامية حولنا، نحن ندرك تماماً أن عدم قدرة الإعلام على مواكبة المتغيرات واستيعابه للأفكار الجديدة يعني انعزاله عن المهنة وفقدانه بريقه يوماً بعد يوم، وبالتالي فقدانه قوة تأثيره. وفي هذا السياق يطرح النادي باستمرار برامج تدريبية تعنى بهذا المجال للصحفيين والإعلاميين العرب، ولدينا أيضا نادي رواد التواصل الاجتماعي العرب الذي أطلقه نادي دبي للصحافة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. كما أطلقنا «دبلوم المؤثرين» أول برنامج من نوعه على مستوى العالم، في إطار جهود نادي دبي للصحافة للاستفادة من الدور المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي في تشكيل ملامح مستقبل العمل الإعلامي في المنطقة والإسهام في تطوير قدرات المؤثرين عبر تلك المنصات وتعزيز مشاركتهم الإيجابية والفاعلة عبر مجموعة متكاملة من المقررات الأكاديمية المعنية بدراسة واقع وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل توجهاتها المستقبلية لمواكبة ما تشهده من تغيرات سريعة الوتيرة، بهدف استكشاف أشكال جديدة من العلاقات التي يمكن أن تنشأ بين المؤثرين والمتابعين وتقييم الآثار التفاعلية التي تمكن من تطوير أبعاد جديدة لعمل هذه المنصات، إلى جانب استيعاب اتجاهاتها المستقبلية وتطوير قدرات رواد التواصل الاجتماعي العرب ضمن منهج أكاديمي متكامل معترف به من قبل وزارة التربية والتعليم بالإمارات".
خلال توزيع جوائز الصحافة العربية بـ«إكسبو 2020 دبي»
وتضيف " إذا ما أخدنا حجم الأدوات والدعم الذي يحظى به الإعلام الإماراتي، فنعم هو قادر على تحقيق ما هو أبعد من ذلك، فالإعلام الإماراتي اليوم يمتلك قدرة مؤثرة على إيصال رسالة الإمارات إلى العالم، وأخذه زمام المبادرة في إبراز إنجازاتنا، ودفاعه عن الحياد الإيجابي للدولة إزاء مختلف القضايا، وهذا ليس فقط رأيي أنا، بل رأي جميع المؤسسات العربية والدولية.. وإذا ما قرأنا المؤشرات العالمية التي نجح الإعلام الإماراتي في تحقيقها سندرك أن إعلامنا المحلي مواكب للمتغيرات المتسارعة والتحولات الرقمية، وهو يمتلك بنية تحتية منافسة على مستوى العالم، لكن ربما نحتاج بعض التركيز على إعداد وتدريب جيل ثانٍ من الإعلاميين واستقطاب الكفاءات الشابة".
الإمارات تتصدر دول المنطقة حالياً في المؤشرات العالمية المعنية بالمرأة والتوازن بين الجنسين نتيجة التشريعات والسياسات الرائدة
تؤمن أن المرأة الإماراتية نالت ما تستحقه وأكثر في كافة القطاعات، مؤكدة "الإمارات تعد اليوم نموذجاً عالمياً في الدعم، إذ تجاوزت مرحلة تمكين المرأة لمرحلة تمكين المجتمع بها، والمرأة الإماراتية حققت نجاحات وإنجازات بكافة القطاعات، لا سيما أن الإمارات تتصدر دول المنطقة حالياً في المؤشرات العالمية المعنية بالمرأة والتوازن بين الجنسين نتيجة التشريعات والسياسات الرائدة التي تصون حقوق المرأة وتمكنها من العمل وشغل أرفع المناصب، وتضمن لها الحصول على الخدمات على نفس المستوى مع الرجل إن لم يكن أكثر".
وتردف "إذا ما تحدثنا عن المقومات التي ساهمت في تمكين المرأة الإماراتية، فأهمها ثقة القيادة في إمكاناتها ومنحها المسؤولية لتكون شريكاً بجهود التنمية والتطور بكافة المجالات، وتمتعها بصفات الوفاء والولاء والعطاء لوطنها ومجتمعها وقيادتها، فالقيادة الرشيدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) الداعمون الأكبر للمرأة في الإمارات، سيراً على النهج الذي أرساه الوالد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يعد نموذجاً عالمياً رائداً في دعم وتمكين المرأة، وسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم التي تقدم للمرأة الإماراتية كل الدعم والرعاية من خلال مبادراتها ومشاريعها وبرامجها النوعية للارتقاء بها وتعزيز تميزها وريادتها، كما أنها استطاعت من خلال رئاستها لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين أن تحدث نقلة نوعية في هذا الملف على مستوى الدولة".
وتلفت "الحضور الإعلامي للمواطنات متواضع، ولكن لا يمكننا وصفه بالضعيف، فهي تحظى باهتمام القيادة والمؤسسات الإعلامية في الدولة التي فتحت الباب على مصراعيه للمرأة الإماراتية، فعززت من حضورها وكرست من أهمية العمل الذي تقوم به، لتكتسب العديد من المهارات والقدرات الإعلامية والفنية ولتكون قادرة على تأسيس أعمالها الإعلامية بنفسها، وتتمكن من تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في المساهمة ببناء إعلام مهني طموح قادر على نقل رسالة الوطن إلى العالم".
وتؤكد "ولو نظرنا للمشهد من زاوية واسعة، فرؤية بصمات المرأة الإماراتية في مسيرة تطوير الإعلام الخليجي والمحلي، واضحة ولا تخفى على أحد، فعلى مستوى الإعلام المحلي وضعت المرأة الإماراتية بصمتها الخاصة في تطوير الإعلام بالدولة، الذي يعد من أكثر المجالات حيوية وتطوراً لا سيما مع ظهور الإعلام الجديد والمنصات الرقمية خلال السنوات الماضية وتوسع آفاق العمل فيها".
* نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1477) بتاريخ 1 فبراير2021