تفاصيل ودلالات ربما لم تلاحظها في احتفال الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين
لم يكن احتفال دولة الإمارات بعيدها الخمسين احتفالاً بقدر ما كان عملاً فنيًا مبهرًا يوثق إرث الماضي ويعكس حاضرًا ألهم العالم في جميع المجالات ويعلن عن مستقبل واضح الرؤى يبشر بالريادة الإقليمية والدولية.
فتُرجمت المعاني النبيلة للاتحاد من خلال لوحات إبداعية بطلها المواطن الإماراتي الذي نجح في ترويض الطبيعة والتكنولوجيا لصالحه بفضل جهود وتوجيهات الآباء المؤسسين.
قصة الاتحاد.. من الصحراء إلى الفضاء
وعلى أنغام الطبال وصدى "الندبة".. بدأت القصة فتحركت الكثبان و صارت صروحًا و أبراجًا و ارتفع القمر بين ثنايا جبال حتا مرحبًا بحكام الإمارات الذين حرصوا على التقاط صور الاحتفال بهواتفهم الشخصية وتوثيق اللحظات التاريخية التي احتضنتها الطبيعة الخلابة لمنطقة حتا، والتي رسمت بتضاريسها تفاصيل رحلة ملهمة لسبع إمارات من خلال 8 فصول استعراضية، تجسدت أمام الحاضرين على هيكل منحوتة دائرية تروي قصة الإنجازات من قبل إعلان الاتحاد وحتى يومنا هذا.
في الفصل الأول: ظهر خطًا واحدًا يعكس العلامات الأولى التي استخدمتها القبائل الإماراتية للتعرف إلى مواشيها والتي تحولت مع الاتحاد إلى وسم واحد شامخ، صلب و متماسك.
في الفصل الثاني: ظهر الخط المحكم على الرمال وتحول إلى ساعة شمسية تحاكي شكل البوصلة الإماراتية القديمة المعروفة باسم «الديرة» لتحكي بداية استشراف الأفكار والتخطيط لمستقبل يضع الإمارات بين مصاف الدول المتقدمة.
في الفصل الثالث: وهو عصب التقدم والازدهار، والذي قدمته اللوحات الاستعراضية بعنوان «أمهات وجذور» ليحتفي بالمرأة الإماراتية التي لعبت دورًا جوهريًا في تأسيس أجيال صانعة للتاريخ، فاسترجعنا بصمات خمس شخصيات نسائية باسلة على رأسهن الشيخة ميثاء بنت سالمين المنصوري، زوجة الشيخ زايد بن خليفة، جد الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. التي عرفت بشجاعتها وصمودها.
وكذلك كرم العرض «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تقديرًا لمبادراتها الإنسانية والخيرية لدعم النساء والأطفال محليًا وعالميًا.
واسترجعنا دور الشيخة حصة بنت المر الفلاسي، جدة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي عرفت بنصائحها المالية والتي كان لها تأثير كبير على نهضة دبي ثم تذكرنا جهود شمسة بنت سلطان المرر الصيادة الاستثنائية التي برعت في صيد اللؤلؤ والأسماك، وكذلك خُلّدت المنحوتة ذكرى حمامة بنت عبيد الطنيجي الرائدة في مجال السينما والأدب.
في الفصل الرابع: ارتفعت صورة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فوق المنصة البيضاوية بين ضباب يرمز إلى منطقة السميح في شهر فبراير 1968، حين ولدت فكرت الاتحاد ويتفرق الضباب ليتحد المؤسسون في صورة تاريخية التقطت لهم في الثاني من ديسمبر عام 1971.
في الفصل الخامس: غُرست البذور فأنبتت حضارة وأثمرت تقدمًا، فجاء الفصل الرابع ليحكي مسار رؤية الأب المؤسس بتحويل الصحراء إلى واحة خضراء مهدت الأرض لبناء البراجيل والحصون ثم التنمية المعمارية التي نشهدها اليوم.
في الفصل السادس: انتفضت حتا بالنشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة فاقشعرّت الأبدان خلال عرض مائي ضوئي مبهر يردد كلمات "عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا"
الشيخ زايد والشيخ راشد
في الفصل السابع: في هذا الفصل تعود المنحوتة إلى شكل «الديرة» مجددًا تعكس لحظات الوطن التاريخية التي تتناغم بتفان لتأخذ شكل شعار معرض إكسبو 2020 دبي.
في الفصل الثامن: تحلق بنا المنحوتة إلى المستقبل في فصل بعنوان "رسائل إلى المستقبل" هذه الرسائل تحملها فتيات صغيرات يتحدثن عن أحلامهن وتساؤلاتهن عن الكوكب والحيوانات والأسماك بلسان نورا المطروشي أول امرأة عربية في الإمارات تتدرب لتصبح رائدة فضاء. وميثاء بوغنوم طالبة الدكتوراه التي تركز في أبحاثها على حيوانات الأطوم في أبوظبي وطفول النعيمي التي أصبحت عالمة بيانات رائدة.
الشيخ خليفة
لماذا حتا؟
اختيرت حتا بطبيعتها الساحرة المميزة أن تحتضن الاحتفال الأيقوني باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات لقربها بمسافة متساوية من جميع الإمارات السبع، و تاريخها العريق الذي يمتد إلى أكثر من 3000 عام.
بالإضافة إلى مكانتها الحالية كنقطة جذب تأسر الألباب والتي من المتوقع أن تشهد قفزة كبيرة سياحيًا بعد الانتهاء من المشاريع السياحية المعلن عنها هناك.بحيث تضم تلك المشروعات «قمة دبي الجبلية» و«شلالات حتا المستدامة».
وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حين قال على حسابه الرسمي على «تويتر»: «من ربوع حتا ينطلق هذا العام احتفالنا الرسمي باليوم الوطني الخمسين.. في كل زاوية غالية من زوايا الوطن تشع أفراحنا، وتتجسد آمالنا وطموحاتنا للمضي بثقة وثبات نحو مستقبل أكثر ازدهاراً». فالإمارات من شرقها لغربها لها حضورها وقدسيتها ومكانتها.
من ربوع "حتا" ينطلق هذا العام احتفالنا الرسمي باليوم الوطني الخمسين..في كل زاوية غالية من زوايا الوطن تشع أفراحنا وتتجسد آمالنا وطموحاتنا للمضي بثقة وثبات نحو مستقبل أكثر ازدهاراً. pic.twitter.com/GYSZiLiedf
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) November 5, 2021
وبعد الاحتفال، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على «تويتر»: «بين طبيعة حتا الجميلة..شهدت وإخواني حكام الإمارات الحفل الرسمي ليومنا الوطني الـ50.. نستذكر البدايات بجمالها ودروسها، بين الصحراء والمريخ رحلة أقصر ما تكون بالعزيمة والإصرار والعمل.. رحم الله الآباء المؤسسين.. وهنيئاً لنا بهذا الوطن وأبنائه المخلصين».
بين طبيعة حتا الجميلة..شهدت وإخواني حكام الإمارات الحفل الرسمي ليومنا الوطني ال 50 .. نستذكر البدايات بجمالها ودروسها ، بين الصحراء والمريخ رحلة أقصر ما تكون بالعزيمة والإصرار والعمل..رحم الله الآباء المؤسسين..وهنيئاً لنا بهذا الوطن وأبنائه المخلصين. pic.twitter.com/GKbKxijRaU
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) December 2, 2021
إشادة خاصة بدور الشيخة مريم بنت محمد بن زايد
أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن شكره وتقديره لسمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد التي ساهمت في خروج هذا العمل الفني بهذا الإبداع والكفاءة والمعروف عنها بدورها المتواصل والدؤوب لحماية الإرث والاحتفاء بالمناسبات التاريخية ببراعة وإخلاص مثلما أتقنت في تنظيمها الاحتفال بعام زايد عام 2018 و براعتها في تقديم الكثير من المبادرات الوطنية.
محمد بن راشد ومحمد بن زايد والشرقي والمعلا بحضور الشيوخ
وكتب سموه على انستغرام «شهدنا اليوم احتفالاً غير تقليدي لعيدنا الوطني الخمسين في حتا».
وأضاف «شكري وتقديري لفريق العمل وعلى رأسهم مبدعة الإمارات الشيخة مريم بنت محمد بن زايد».
وختم سموه قائلاً «بداية جميلة من أحضان الطبيعة لخمسيننا القادمة.. والقادم أجمل مع فرق عملنا الوطنية المخلصة والمتفانية».
اقرأ أيضاً: حصرياً.. فنانو وشعراء الإمارات يتحدثون عن تاريخ الأغنية الوطنية