مجلة كل الأسرة
30 نوفمبر 2021

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

فريق كل الأسرة

غلاف مجلة كل الأسرة لعيد الاتحاد الخمسين
غلاف مجلة كل الأسرة لعيد الاتحاد الخمسين

* تحقيق: سلام ناصرالدين/ وفاق سلمان

«لا تضع حدوداً لطموحاتك، ويمكنك أن تصل حتى إلى الفضاء»، تلك الرسالة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تتجسد عملياً في رحلة الإمارات خلال خمسين عاماً من قيام الاتحاد.

خمسون عاماً وآلاف الأحلام والأفكار والمنجزات، وصية زايد، وتحقق نبوءته في أبنائه، ومواصلة الإمارات ارتياد الآفاق، بين أفضل شركة طيران في العالم، طيران الإمارات، أكبر دولة في العالم من حيث مواجهة وباء كوفيد - 19، من حيث عدد اللقاحات والرعاية الطبية المُقدمة للمواطنين والمقيمين.

إحدى أفضل عشر دول في العالم من حيث الأمان المجتمعي ومستوى الدخل، أول دولة تستطيع إنشاء مفاعل نووي سلمي لإنتاج الطاقة في الدول العربية والشرق الأوسط وإحدى دول العالم القلائل في الانبعاثات الصفرية الكربونية في إنتاج الطاقة، والدولة العربية الوحيدة التي يتصدّر جواز سفرها العالم بدخوله مطاراته كافة بلا تأشيرات.

في هذه المناسبة التاريخية، «كل الأسرة» استطلعت آراء شخصيات رائدة في مجالات مختلفة ورسمت معها مسار الإنجازات واستشراف المستقبل بكل وجوهه الحية:

من ينظر إلى حال الدبلوماسية اليوم يتأكد له أنها دبلوماسية نشطة حققت الكثير من الإنجازات المشرفة

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

يشير الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، لأهمية دور القائد المؤسس فيما احتلته دولة الإمارات اليوم من موقع متقدم على الساحة العالمية «بفضل حكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وما أبداه من مصداقية في تعامله مع الدول، ومواقفه الدولية المؤثرة، وما قدمه من دعم إنساني وتنموي لمختلف الشعوب، حظيت الإمارات بالاعتراف وتبوأت مكانةً مشرفة.

فقد نهلت الدبلوماسية الإماراتية في مختلف مراحلها من حكمته وما زالت تشق طريقها حتى اليوم مهتدية بنهجه الإنساني بخطى واثقة وثابتة، مسترشدة برؤية القيادة نحو مستقبل مملوء بالمزيد من الإنجازات التاريخية، والمكاسب الوطنية، وخدمة المصالح الإنسانية، فمن ينظر إلى حال الدبلوماسية اليوم يتأكد له أنها دبلوماسية نشطة حققت الكثير من الإنجازات المشرفة، فعالة حركيّة مرنة تتفاعل مع متغيرات العصر وتحولاته تواكبها باستمرار».

يرى آل نهيان، «أن ضمان وتأمين مستقبلٍ آمنٍ ومزدهرٍ، للأجيال القادمة بالاستمرار والمثابرة عبر محور السياسية الخارجية، وتحقيق رؤية الدولة الهادفة لأن تكون ضمن الأفضل في العالم من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية مجالات مختلفة أخرى، وهذا ما لا يمكن تصوره دون الدور الفعّال للشباب والأجيال الجديدة، بفكرهم النيّر، وعزيمتهم الطامحة، وعملهم الدؤوب».

الأيام المقبلة تحمل في جعبتها الكثير من الإنجازات والإضافات لتحديث قطاع التعليم والوصول به إلى أفضل مستوى

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

يؤكد حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم «أن خمسين عاماً مضت كان عنوانها التأسيس والبناء والتمكين والإنجاز، والخمسين عاماً المقبلة فيها الكثير من الطموح والرؤية والتخطيط، والعمل على استمرار حشد الجهود استشعاراً لأهمية استدامة المقدرات وترسيخاً لحقبة جديدة من الريادة للوطن والازدهار للمواطن والمقيم على أرض الدولة».

يستشرف الحمادي أهميته «يشكل التعليم أحد أهم الملفات المدرجة على جدول أعمال مشروع الخمسين المقبلة، وركيزة مهمة نحو التغيير المنشود من خلال بناء أجيال نابغة ومتعلمة ومهارية تقود دفة المستقبل، ووضع الأطر والخطط التي تدعم الرؤية الاستشرافية، ورسم صورة واضحة عن خطة الاستعداد للخمسين في مرئيات رأس التعليم ورأس المال البشري استعداداً لمئوية الدولة 2071».

ويلفت «تماشياً مع التوجهات المستقبلية للدولة، تم تحديد عدة سيناريوهات تعليمية تتناسب وتلك التوجهات، آخذين في الاعتبار نقاط القوة والضعف، والتحديات الراهنة، والفرص والمخاطر المستقبلية، وبناء المحركات والموجهات المستقبلية تم وضع تصور حالي وأهداف استراتيجية لتحقيق مخرجات نوعية، وتطبيق معايير الجودة ضمن النظام التعليمي، لتحقيق مفهوم التعلم مدى الحياة، ومأسسة رؤية تربوية مستدامة ترتكز على الإعداد المسبق وتهيئة الظروف للتعلم ما قبل الولادة، والوصول إلى تعليم من الطراز الرفيع في السنوات المقبلة وامتلاك الممكنات والرؤية وقبل ذلك كله الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة، فالأيام المقبلة تحمل في جعبتها الكثير من الإنجازات والإضافات لتحديث قطاع التعليم والوصول به إلى أفضل مستوى».

تبنت القيادة العليا منذ تأسيس الاتحاد نموذجاً متوازناً وفعالاً للدبلوماسية الاقتصادية ساهم في بناء التأثير الاقتصادي للدولة بشكل متوازٍ يراعي تعزيز دورها الإقليمي والدولي

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

يشير أحمد الصايغ وزير دولة، إلى تبني القيادة العليا منذ تأسيس الاتحاد نموذجاً متوازناً وفعالاً للدبلوماسية الاقتصادية ساهم في بناء التأثير الاقتصادي للدولة بشكل متوازٍ يراعي تعزيز دورها الإقليمي والدولي ويحافظ على مصالحها الاستراتيجية سياسياً واقتصادياً «تمكنت دولة الإمارات بفضل تجربتها الاقتصادية الناجحة التي حولتها خلال عقود معدودة إلى مركز تجاري واستثماري عالمي - من لعب دور إقليمي ودولي يتجاوز مساحتها وبناءها الديموغرافي، لتصبح رقماً صعباً في المنطقة والعالم، وصولاً إلى تبوئها الصدارة في العديد من مؤشرات التنافسية والتجارة والاستثمار، ومبادرات إرساء السلام والازدهار، والشراكات الاستراتيجية».

يكمل «ولإدراك القيادة لتجربتها الاستثنائية، وأهمية الدبلوماسية الاقتصادية في تحقيق أهدافها الاستراتيجية ترجمت ذلك وبشكل صريح في مبادئ الخمسين التي تنص على أن السياسة الخارجية أداة لخدمة المصالح الاقتصادية ما يعزز دور الدبلوماسية خلال الخمسين عاماً القادمة وصولاً إلى مئوية الاتحاد ما ينم عن رؤية استشرافية تراعي في صميمها التحولات الرئيسية التي شهدها العالم عقب جائحة «كوفيد-19» وحالة الاستقطاب الاقتصادي بين أبرز اللاعبين الدوليين».

احتفالية الإمارات بالخمسين احتفالية فريدة ومبادرة من القيادة الرشيدة والشعب الإماراتي من أجل تعزيز مكاسب الإمارات وما وصلت إليه في مجالات عديدة

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

تؤكد الدكتورة ميثاء سالم الشامسي، وزيرة دولة، أنّ «احتفالية الإمارات بالخمسين احتفالية فريدة ومبادرة من القيادة الرشيدة والشعب الإماراتي من أجل تعزيز مكاسب الإمارات وما وصلت إليه في مجالات عديدة وأهمها الفضاء والطاقة ومشاريع كثيرة ساهمت في خلق منظومة جديدة أمام دول العالم. فالإمارات تتمتع بمكانة رفيعة بفضل الرؤى والتوجهات من قيادتنا ومتابعة ذلك من قبل المؤسسات ووعي الشعب لطموحه واستثمار القدرات الفردية من أجل أن نكون في مصاف الدول.

تمكين المرأة مسار آخر يرسم معالمه جلية في مسار الازدهار والنجاح. تعلق الشامسي: «بدأ ببداية مدروسة من قبل الشيخ زايد رحمه الله ومساندة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي كان لها دور بارز في تمكين المرأة وتواجدها في مجالات كثيرة منها المجال الصناعي، الاقتصادي حيث نرصد في شركة «أدنوك» تواجد النسبة الأعلى من النساء وهو ما ينسحب على المجال السياسي والمناصب الوزارية التي تشغلها المرأة الإماراتية.

تشرح الوزيرة الشامسي واقع الدعم الذي قدمته القيادة الرشيدة ما جعل المرأة شريكاً محورياً في منظومة المشاركة المجتمعية: «هناك قدرات جماعية وتلاحم مجتمعي شكّلا داعماً لمنظومة التطور ووضع المرأة شريكاً أساسياً ومحوراً في منظومة التنمية والتقدم التكنولوجي».

العالم أجمع ينظر لدولة الإمارات على أنها بلد الاستقرار والتسامح ووجهة للباحثين عن فرص حياة أفضل

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

يشير وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي خالد عبد الله بالهول، إلى دور الدبلوماسية الإماراتية منذ قيام الاتحاد «على مدار 50 عاماً لعبت الإمارات العربية المتحدة وبتوجيه من القيادة الرشيدة دوراً محورياً وفاعلاً في تحقيق إنجازات نوعية رائدة وملموسة في كافة المجالات وعلى الساحتين الإقليمية والدولية، ساعدها على تكوين شبكة علاقات وطيدة وإقامة شراكات استراتيجية فاعلة جعلتها تتبوأ مرتبة متقدمة في قائمة الدول الأكثر تقدماً وتميزاً حتى بات العالم أجمع ينظر لها على أنها بلد الاستقرار والتسامح ووجهة للباحثين عن فرص حياة أفضل حيث تتمتع ببيئة صديقة للأعمال ورائدة في الابتكار».

يستشرف بالهول خطة وزارة الخارجية والتعاون الدولي للخمسين عاماً من العمل الدبلوماسي «تسعى الوزارة لتقديم نموذج متميز وفعال لكفاءة عملياتها بتسخير التقنيات الرقمية وتطويع التكنولوجيا لإنجاز المهام وتلبية المتطلبات اليومية والتصدي لتداعيات الواقع الجديد، حيث ستستمر في تبني أحدث الأنظمة التكنولوجية لضمان تكامل العمليات المؤسسية بفاعلية واحترافية، والعمل على تحسين البنية التحتية الرقمية لتوفير باقة من الخدمات الإلكترونية المتطورة للمتعاملين».

على صعيد المرأة، يتلمس بالهول دور المرأة في مضمار العمل الدبلوماسي ومساهمتها في نسج شبكة العلاقات الواسعة للدولة وتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية «من الرؤى المستقبلية للوزارة أن تصل نسبة المساواة بين الجنسين في السلك الدبلوماسي إلى نسبة متساوية لتعمل المرأة الإماراتية جنباً إلى جنب مع الرجل في المساهمة في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة للخمسين عاماً القادمة، حيث تشغل المرأة الإماراتية حالياً مناصب دبلوماسية مختلفة تصل إلى 42. 5%، يشمل السلك الدبلوماسي الإماراتي على تسع سيدات من بنات الإمارات كسفيرات بالإضافة إلى قنصل عام يمثّلن وجه الدولة الحضاري المشرق في الخارج».

الشيخ زايد كان مدرسة للدبلوماسية وملهماً للدبلوماسية الإماراتية وكانت دبلوماسيته بالفطرة نموذجاً للدبلوماسية القيادية

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

عايش السفير عبدالله المعينة مصمم علم الدولة سنوات طويلة من العمل الدبلوماسي. يستعيد صورة «الشاب الطموح عام 1971 الذي لم يكن لديه من الإمكانات ما يؤهله لدخول تاريخ هذه الدولة: «كانت الفرصة من خلال اطلاعي على إعلان من الديوان الأميري عن طريق دائرة الإعلام في أبوظبي نشر في جريدة الاتحاد يتضمن مسابقة تصميم علم لدولة الإمارات».

يروي: «من بين التصاميم الستة التي رفعها الخبراء إلى أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات رحمهم الله، وقع اختيارهم النهائي ولحسن حظي على تصميمي واعتمده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه رسمياً علماً للدولة ورفعه و لأول مرة على سارية قصر الضيافة في دبي في 2 ديسمبر 1971 بحضور إخوانه حكام الإمارات السابقين».

بعد مسيرة مهنية حافلة زاخرة بالعطاء، يرصد المعينة مسار الدولة الدبلوماسي: «المغفور له الشيخ زايد كان مدرسة للدبلوماسية وملهماً للدبلوماسية الإماراتية وكانت دبلوماسيته بالفطرة نموذجاً للدبلوماسية القيادية». فالدبلوماسية الإماراتية، كما يلفت السفير المعينة، «ارتكزت على مبادئ وقيم آمن بها الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله وأصبحت مع السياسة الحكيمة التي وضع أسسها مع قيام هذه الدولة جسراً لبناء علاقات تعاون استراتيجية وعلاقات صداقة متميزة مع كل دول العالم».

ويرصد إنجازات كبيرة حققتها وزارة الخارجية وخاصة في الأعوام الأخيرة ومنها «نجاح الإمارات في استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» "إيرينا". واختيار دبي لاستضافة المعرض العالمي إكسبو 2020. وتعزيز مكانة جواز السفر الإماراتي والحصول على الإعفاء من تأشيرة الشنغن للدخول إلى دول أوروبا والنجاح في إقامة علاقات تعاون استراتيجية وبناء شراكات مع دول متعددة».

ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي اليوم لابد من الوقوف أمام منجزات ثقافية كبيرة ما كانت تحقق لولا وجود حكومة تعرف ماذا تريد وفي أي اتجاه تسير

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

يقول وليد راشد الزعابي، مستشار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والشباب الإماراتية «نحن جيل محظوظ ولدنا مع ولادة دولة الاتحاد وشهدنا قيام الدولة ومراحل تطورها، حيث بداية ظهور التعليم النظامي الذي مهد الطريق للثقافة بقراءة الشعر والاطلاع على الأدب العربي وحفظ المعلقات الشعرية والروايات وقراءة النصوص المسرحية ومسرحة المناهج العلمية وانطلاق المسرح المدرسي، خلال هذه المسيرة استطاعت الإمارات أن تحصد ثقة العالم بتوقيع الاتفاقيات الثقافية مع الدول الصديقة وتنظيم المعارض التشكيلية والمهرجانات المسرحية والملتقيات الأدبية ومعارض الكتب العالمية إضافة إلى وجود المتاحف المتنوعة التي تأسست بعد قيام الدولة».

يتلمس الزعابي صدى الخمسين عاماً الماضية «ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي اليوم لابد من الوقوف أمام منجزات ثقافية كبيرة ما كانت تحقق لولا وجود حكومة تعرف ماذا تريد وفي أي اتجاه تسير وهنا لابد أن نشير إلى إنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، الذي سخر فكره ووقته لتأسيس الكثير من مجالات الثقافة، منها معرض الشارقة الذي أثبت للعالم حرص الإمارات في بناء الإنسان المثقف، والاهتمام بالمعارض التشكيلية وتأسيس بينالي الشارقة الذي أضاف رافداً مهماً للحركة التشكيلية الإماراتية.

وعلى صعيد الأدب والشعر شكلت مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في إنشاء ألف بيت للشعر في العالم العربي، علامة فارقة في الحراك الثقافي العربي، إذ لم يشهد الحراك الثقافي عربياً خلال العقود الخمسة الأخيرة مبادرة تعنى بالشعر من هذا النوع، كل ذلك وأكثر سيزداد في الخمسين عاماً القادمة وسيرسم استراتيجيات واضحة لجعل الثقافة إحدى الصناعات الإبداعية التي ستساهم وبشكل كبير في الدخل القومي للدولة بإذن الله».

ما حققناه من إنجازات في مجال الفضاء ما هي إلا نقطة البداية وأمامنا مشوار طويل سيكون حافلاً بالإنجازات والنجاح

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

يتوج الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات بوصول أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء على متن المركبة «سويوز إم إس 15» وتحقيق إنجاز تاريخي حمل «العرب إلى المريخ» حيث وثق هزاع المنصوري آنذاك أول صورة من محطة الفضاء الدولية بعدسته ومعلقاً: «أوثق حلمي من الجانب الآخر من السماء، لتكون عينا هزاع نافذتكم إلى الفضاء».

في هذه الاحتفالية التي ترصد زمنين ومشهدين والكثير الكثير من الإنجازات، يقف المشهد مطولاً عند تاريخ الـ 25 من سبتمبر العام 2019 الساعة5: 57 مساء بتوقيت الإمارات وهي لحظة الإقلاع نحو محطة الفضاء الدولية ليعود في الثالث من أكتوبر إلى الأرض متوجاً بالنصر والأمل وليؤكد على لسانه أن «طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يعانق النجوم الآن».

يقول المنصوري لـ «كل الأسرة»: «تكرس دولة الإمارات العربية المتحدة كافة طاقاتها وجهودها وتحشد قدراتها لدعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بعلوم الفضاء، وذلك تنفيذاً لتوجهات القيادة الحكيمة في الدولة، فقد سخّرت جميع الإمكانات لبناء كوادر وطنية تتمتع بكفاءة عالية في شتى القطاعات الحيوية، لتصبح الركيزة الأساسية في تحقيق التقدم والإنجازات اللامتناهية، التي تخطت المنطقة وتجاوزت الحدود الجغرافية بحيث أصبحت الدولة تنافس الدول المتقدمة على مستوى العالم».

ورغم ما حققه من إنجاز، يرى أن «ما حققناه من إنجازات في مجال الفضاء ما هي إلا نقطة البداية وأمامنا مشوار طويل سيكون حافلاً بالإنجازات والنجاح. فقد عودتنا القيادة الحكيمة في دولة الإمارات أن نجعل المستحيل لا مستحيلاً».

احتلت الإمارات مكانتها بين الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء وحققت العديد من النجاحات والإنجازات ويعود الفضل بذلك لتطلعات ورؤى قيادتنا الحكيمة

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

تمّ اختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي ضمن الفريق البديل لذات مهمة هزاع المنصوري باعتباره جزءاً من برنامج الإمارات لرواد الفضاء. فالنيادي، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات من جامعة جريفيث في أستراليا وعلى الماجستير في أمن المعلومات، يسعى إلى نشر شغفه بعلوم الفضاء.

فالنيادي باحث أكاديمي أيضاً وله عدّة منشورات علمية متخصصة ويعمل على نشر المعلومات الصحيحة المتعلقة بعلوم الفضاء ورصد الخبرات التي اكتسبها خلال تجربته. يؤكد لـ«كل الأسرة» أن «دولة الإمارات احتلت مكانتها بين الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء حيث حققت العديد من النجاحات والإنجازات ويعود الفضل بذلك لتطلعات ورؤى قيادتنا الحكيمة التي واصلت العمل على تحقيق طموح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه».

دعم طموح زايد تأتى، بحسب النيادي، «من خلال دعم الكوادر الوطنية وتحفيزها على البحث العلمي والتطوير والإبداع، وتوفير بيئة متكاملة، ووضع الخطط والاستراتيجيات لتحقيق هذا الحلم بهدف تقديم الأبحاث والدراسات العلمية المتعلقة بعلوم الفضاء والتي تعود بالنفع على البشرية جمعاء، وتعمل بشكل متواصل على دعم وتشجيع الابتكار في كافة المجالات والتخصصات، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات».

ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات، نستذكر نهج الوالد المؤسس كركيزة رئيسة فيما أنجزناه في حماية البيئة والعمل من أجلها

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

فيما تعلق عائشة العبدولي الوكيل المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي في وزارة التغير المناخي والبيئة «ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات، نستذكر نهج الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد - طيب الله ثراه - كركيزة رئيسة فيما أنجزناه في حماية البيئة والعمل من أجلها، الذي ظهر واضحاً في مشاركة وفد رسمي من دولة الإمارات في أول اجتماع للأمم المتحدة بشأن حماية البيئة بعد تأسيس اتحاد الدولة بستة أشهر فحسب، وتأسيس الهيئة الاتحادية للبيئة وإطلاق القانون الاتحادي الأول للبيئة خلال العام الأول من عمر الدولة، ليكون هذا النهج ركيزة واضحة لمسيرة الدولة في العقود اللاحقة للمشاركة في كافة الجهود التي تهدف لحماية حياة الإنسان والحفاظ على البيئة وضمان استدامتها وعلى رأسها جهود العمل المناخي بالانضمام إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون عام 1989 والتقدم بطلب استضافة الحدث الأهم عالمياً، مؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة، بشأن المناخ «كوب 28» المزمع عقده في العام 2023 ما جعل منها اليوم أنموذجاً يحتذى على المستويين المحلي والعالمي».

تستشرف العبدولي الرؤى المستقبلية للقيادة «تسعى الدولة إلى تبني واعتماد مجموعة من التوجهات والسياسات التي تخدم تحقيق الاستدامة وإيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، ومنها التحول نحو الاقتصاد الأخضر، واعتماد وإطلاق السياسة العامة للبيئة وسياسة الإمارات للاقتصاد الدائري اللتين اعتمدتهما وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين من جهات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، والانتهاء من إعداد مشروع القانون الاتحادي للتغير المناخي، الذي سيمثل الإطار والمظلة الاتحادية المنظمة لمعايير وآليات العمل من أجل المناخ على مستوى الدولة».

نحن نسبق اليوم الدول المتقدمة التي عليها اللحاق بنا. فعلى مدى الخمسين عاماً، كانت لدى الإمارات رؤية واضحة من ناحية التحول الرقمي لأنها تستشرف الرؤى المستقبلية

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

تقلدت مريم بن ثنية، عضو المجلس الوطني الاتحادي العديد من المناصب، ولديها خبرة واسعة في مجال القيادة وتقنية المعلومات حيث ترى أن ما وصلت له هو «بفضل الدعم الذي تقدمه القيادة للمرأة»: «لم نسع للمطالبة بحقوق المرأة بل الدولة أوجدت القوانين والتشريعات لتعزيز مكانة المرأة وإشراكها في الرؤى المستقبلية للدولة».

كانت بن ثنية من أوائل الدفعات التي تخصصت في المجال التقني البحت مع ظهور كليات التقنيات العليا وتزامن تخرج الدفعات مع التحول الرقمي في الدولة وبالأخص في إمارة دبي حيث «كنت من ضمن الفريق في محاكم دبي الذي عمل على تحويل جميع أنظمة المحاكم وأتمتتها وهذا شكل نوعاً من التحدي لتحويل هذه الأنظمة إلى أنظمة إلكترونية ومنها نظم إدارة الجلسات».

التحدي الآخر الذي واجهناه هو «ربط الأجهزة مع بعضها»: «قطعنا شوطاً كبيراً حيث ما زلت أذكر التحدي الذي خضناه وهو الانتقال إلى الألفية وعام 2000 تحديداً حيث كنا كقسم يضم العديد من الموظفين نعمل في مكان واحد وكنا نسهر بعد الساعة الثانية عشرة من ذلك العام لكي ندخل عام الألفين دون حدوث خلل في قراءة البرامج والتاريخ».

عند الحديث عن الأتمتة، تلفت بن ثنية إلى الأساس القوي الذي بنينا عليه لما وصلنا عليه راهناً لنصل لليوم إلى ما يعرف بالحكومة الإلكترونية أو الخدمة الذكية، مشيرة إلى أن «أثر قوة البنية التحتية لدولة الإمارات ظهر خلال أزمة كورونا حيث استطعنا استكمال مسار أعمالنا دون أي خلل».

وتوجز: «نحن نسبق اليوم الدول المتقدمة التي عليها اللحاق بنا. فعلى مدى الخمسين عاماً، كانت لدى الدولة رؤية واضحة من ناحية التحول الرقمي لأنها تستشرف الرؤى المستقبلية وعلى صعيد العمل الاجتماعي الذي عملت فيه لسنوات، كانت الدولة رائدة في هذا المجال، والدعم الاجتماعي لا يشمل المعونة التي تقدم للفئات المحتاجة، ووصلت إلى مرحلة إدماج الأطفال، الشباب، كبار المواطنين وأصحاب الهمم وإصدار تشريعات وقرارات تدعم هذه الفئات».

حدثت نقلة نوعية شملت جميع المناحي في الدولة من بناء الإنسان بالتركيز على التعليم بجميع مراحله

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

هي الدكتورة فاطمة الشامسي، نائب المدير التنفيذي للشؤون الإدارية في «جامعة السوربون أبو ظبي» التي تؤكد الأبعاد الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة لما تحقق خلال الخمسين سنة الماضية: «حدثت نقلة نوعية شملت جميع المناحي في الدولة من بناء الإنسان بالتركيز على التعليم بجميع مراحله ومن ثم تطوير البنية التحتية التي تضمن انطلاق الدولة في مسيرة النماء الاقتصادي والاجتماعي والعمراني. هذا التطور واكبه اهتمام بالجوانب الثقافية والفكرية، كل ذلك ساعد على السير بخطوات ثابتة نحو النمو والتمدن والعالمية و استقطاب الاستثمارات والمهارات من شتى بقاع العالم».

أما ما تحقق في المجال الأكاديمي، فهو الكثير. توضح: «لم تكن هناك جامعات ومؤسسات أكاديمية إلى أن زاد عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بشكل كبير ولم يتركز الاهتمام فقط بالجامعات المحلية بل الجامعات العالمية العريقة مثل السوربون وجامعة نيويورك وانسياد حيث تحرص تلك الجامعات على تطوير برامجها باستمرار لتواكب تطورات ومتطلبات سوق العمل ومراحل النمو».

ومن خلال تجربتها العملية في المجال الأكاديمي، شهدت د. الشامسي التطورات التي مر بها التعليم في دولتنا حيث «لم يقتصر على تبني البرامج العالمية بل تطويرها وتطويعها، بما يتناسب مع المتطلبات المجتمعية والقيمية والاقتصادية والثقافية وشمل طرق وأساليب التعليم العصرية التي اعتمدت التطور التقني وواكبت تغيراته».

تستشرف مستقبل التعليم الذي أبرزته وأكدته محاور خطة الخمسين: «متطلبات الخمسين تفرض على خطط التعليم الاستراتيجية وبرامجها التعليمية أن تواكب المتطلبات واستمرار هذه المؤسسات مرتبط بالتزامها بمتطلبات المستقبل حسب خطة الخمسين».

حققت الدولة العديد من الإنجازات في مجال تطوير حلول الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً وتعتبر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» إحدى الجهات الفاعلة في مجال الطاقة النظيفة والمساهمة في تحقيق توجهات وأهداف الدولة

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

علياء النقبي نموذج مشرف لمهندسة خاضت غمار العمل في مجال الطاقة المتجددة ونجحت وثابرت إلى أن وصلت لتكون مدير الربط والتحكم في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر». تقول: «حققت الدولة العديد من الإنجازات في مجال تطوير حلول الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً وتعتبر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» إحدى الجهات الفاعلة في مجال الطاقة النظيفة والمساهمة في تحقيق توجهات وأهداف الدولة».

تحرص «مصدر» على استقطاب الكوادر النسائية الإماراتية المتميزة حيث «إنه بحلول شهر يناير 2021، شكّلت نسبة المرأة 36% من إجمالي القوى العاملة في مصدر، ويشمل ذلك 31% من المناصب الإدارية، فيما تبلغ نسبة المرأة الإماراتية 75% من إجمالي القوى النسائية العاملة في «مصدر»، يسهمن بكفاءة ومسؤولية في الإنجازات التي تحققها الشركة على كافة الأصعدة».

كما تواكب مشاريع احتفالية الخمسين بتخصصاتها المتعددة مفهوم التنويع الاقتصادي الذي تنتهجه الدولة، كما تشير النقبي، مستشرفة، إلى «الدور الأساسي لمشاريع الطاقة المتجددة، خلال السنوات الخمسين المقبلة، في تحقيق أهداف الدولة المناخية والتنموية لا سيما المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، حيث من المنتظر إنجاز مشاريع مهمة من بينها مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية الذي تساهم فيه «مصدر» وتبلغ قدرته الإنتاجية 2 جيجاواط، وسيمثل المشروع عند إنجازه أكبر محطة مستقلة في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد»

دولة الإمارات أدارت أزمة كورونا بحرفية عالية ووضعت نموذجاً إدارياً يحتذي به الكل»

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

عملت الدكتورة منى البحر في مجال العمل الاجتماعي وتولت عضوية المجلس الوطني الاتحادي وهي أستاذ بجامعة الإمارات ومستشار رئيس دائرة تنمية المجتمع بإمارة أبوظبي. من خلال مواكبتها لقطاعات مختلفة، تؤكد: «منجزات كثيرة نرصدها على مدى الخمسين عاماً وقفزنا قفزة استثنائية وحرقنا الكثير من المراحل في وقت قصير. فعملية تمكين المرأة تمّـت بشكل سريع ولكن بشكل منظم ومدروس لنصل إلى أن تمثل المرأة نصف أعضاء المجلس الوطني وحضور فاعل لها في مجال التعليم والأعمال والريادة الاجتماعية، وهو إنجاز كبير يحسب للإمارات».

ترصد د. البحر مستوى الاهتمام بالأسرة سواء بصحة الطفل والأم إلى جودة الحياة والاهتمام بالبنية التحتية. وتضرب مثالاً: «لننظر إلى طريقة إدارة كوفيد 19 وشهادتي مجروحة كوني مواطنة إماراتية ولكن دولة الإمارات أدارت الأزمة بحرفية عالية حيث لم يشك أي أحد من نقص في اللقاح أو نقص في الرعاية الطبية الجيدة، في وقت عجزت بعض الدول المتقدمة عن إدارة أزمة كوفيد 19 وقد وضعت نموذجاً إدارياً يحتذي به الكل».

الطفل أيضاً نال الاهتمام الأبرز في مسيرة الدولة التنموية: «فالطفل الذي يعيش على أرض الإمارات هو طفل محظوظ في ظل الخيارات التعليمية، الترفيهية والرعاية الطبية على كافة الأصعدة». وفي هذا الصدد، واستشرافاً لمستقبل مشروق وآمن، تتلمس أهمية دور الأسرة في الحد من مخاطر العالم الرقمي: «فالسؤال المحوري هو كيفية حماية أطفالنا من التيارات المختلفة وبلورة قضايانا في سياق عربي ومسلم لمواجهة الكثير من الهويات الحديثة التي تنبثق عنها هويات جنسية تؤسس لإلغاء ما يعرف بـ «الجندر».

أولت الدولة الأهمية للمرأة وأرست الجمعيات النسائية أولى المبادرات لدعمها في مجالات مختلفة وتدعيم مهاراتها

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

ترصد د. أمل إبراهيم آل علي، رائدة أعمال وأستاذة التدريب في جامعة الشارقة، شطري الإنجاز بين زمنين حيث يمكن تلمس صفات ريادة الأعمال لدى الشعب الإماراتي: «عندما كان الزوج يذهب للغوص ويبحث عن اللؤلؤ ويتاجر به، كان رائد أعمال وهو دور ينسحب على المرأة الإماراتية التي كانت تدير شؤون منزلها كرائد أعمال في غياب الزوج لأكثر من ستة أشهر».

التغيرات كانت جذرية على صعيد المرأة منذ قيام الاتحاد: «أولت الدولة الأهمية للمرأة وأرست الجمعيات النسائية أولى المبادرات لدعمها في مجالات مختلفة وتدعيم مهاراتها لتكون رائدة أعمال ولتدخل المجال في سياق الدعم من صناديق مختلفة في شتى الإمارات».

كما ظهرت مراكز لدعم الابتكار: «المرأة أخذت النصيب الأكبر باعتبار أن الجمعيات النسائية تحولت إلى مراكز لدعم المرأة وتحقيق استقلالها الاقتصادي و تقديم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي وتدريب وصقل المهارات وتبادل الخبرات وانعكس هذا الأمر على الازدهار الكبير في مجال سيدات الأعمال ودخولهن بقوة محلياً وحتى على المستوى العالمي وبمشاريع مختلفة وصولاً إلى الصناعات الكبرى مثل صناعة السيارات حيث رصدنا نماذج لمصانع سيارات بقيادة نساء في الدولة».

مشاريع الخمسين تمثل انطلاقة قوية باتجاه الوصول بدولة الإمارات إلى موقع الصدارة بين الدول الأكثر تقدّماً وسعادةً في العالم

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

حصلت منطقة عجمان الحرة على المرتبة السابعة بين المناطق الحرة العالمية لعام 2021. يرصد المهندس علي السويدي، مدير عام «منطقة عجمان الحرة» مسيرة هذه المنطقة وإنجازاتها حيث «يعكس الحصول على عدد من أهم الجوائز الدولية نجاح «منطقة عجمان الحرة» في الارتقاء بتجربة المستثمرين وخدمة مجتمع الأعمال، استناداً إلى منهجية قائمة على مواكبة التطورات المتسارعة والاتجاهات العالمية الناشئة». تواكب المنطقة احتفالية الخمسين بمشاريع و خطط مستقبلية، وبالأخص بعد إطلاق نظام المعلومات الجغرافية ومواكبة المنطقة لوتيرة التحول الرقمي السريع.

يلفت السويدي إلى أن «مشاريع الخمسين» تمثل انطلاقة قوية باتجاه الوصول بدولة الإمارات إلى موقع الصدارة بين الدول الأكثر تقدّماً وسعادةً في العالم، حيث التركيز على تسريع وتيرة التحول الرقمي، وهو ما بدأناه بسلسلة من المبادرات والمشاريع النوعية، وفي مقدمتها «نظام المعلومات الجغرافية» الذي يمثل خطوة متقدّمة على درب تطوير البنية التحتية الرقمية من أجل خلق بيئة أعمال تنافسية وجاذبة ترقى إلى مستوى تطلعات المستثمرين الراغبين بالاستفادة من الفرص الواعدة المتاحة في إمارة عجمان.

وتكمن أهمية النظام المتطور في كونه نقلة نوعية على صعيد إعادة هيكلة البنية الرقمية لدينا، تماشياً مع جهودنا لترجمة أهداف استراتيجيتنا الطموحة في تحقيق التحول الرقمي الكامل في مختلف المعاملات والإجراءات لخدمة مجتمع الأعمال والاستثمار بالشكل الأمثل وبتحفيز الابتكار وغرس ثقافة ريادة الأعمال للارتقاء بتنافسية وجاذبية الاقتصاد الوطني وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والمنظومات الروبوتية في الارتقاء بدور المنطقة.

باعتبارنا المشغل البريدي الرسمي في الدولة، نواصل عملنا الدؤوب لترسيخ مكانة الإمارات كأحد الأعضاء المؤسسين والأكثر إسهاماً في تطوير آليات «الاتحاد البريدي العالمي»

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

يفخر عبدالله محمد الأشرم، الرئيس التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات بالنقلات النوعية التي حققتها المجموعة خلال مسيرتها: «باعتبارنا المشغل البريدي الرسمي في الدولة، نواصل عملنا الدؤوب لترسيخ مكانة الإمارات كأحد الأعضاء المؤسسين والأكثر إسهاماً في تطوير آليات «الاتحاد البريدي العالمي» منذ العام 1973. ونمضي قُدُماً في تعزيز سلاسة وموثوقية عمليات توصيل الشحنات والوثائق، وتوفير حزمةٍ متكاملة من الخدمات المرنة والمصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأفراد والمؤسسات بالشكل الأمثل دعماً للمساعي الوطنية لتعزيز مكانة الدولة كنموذجٍ يُحتذى في كفاءة العمليات البريدية، وقوةٍ مؤثرة في رسم ملامح مستقبل القطاع البريدي عالمياً».

هذه العوامل دعمت صورة الإمارات عالمياً: «نفخر بأن صورتنا المؤسسية المرموقة وشبكة شراكاتنا الاستراتيجية وحضورنا المتميز عالمياً، شكلت عوامل مهمة دعمت ملف ترشُّح الدولة ولعبت دوراً مؤثراً في فوز الإمارات باستضافة «مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي» للعام 2025 لاستشراف الجيل المقبل للخدمات البريدية وتوطيد أواصر الشراكات الدولية في هذا الشأن. وتمثل هذه الاستضافة نجاحاً لمنظومة العمل البريدي في الإمارات وفي تعزيز مكانة الدولة كحاضنةٍ للابتكار».

المستقبل واضح بالنسبة للمجموعة: «نتبنى خططاً متكاملة لدعم مسيرة تقدم القطاع البريدي في المرحلة المقبلة، مع التركيز على مرونة واستباقية آليات العمل، وتوظيف تطبيقات التحول الرقمي والأتمتة والذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية في جودة خدماتنا وتشكل التجارة الإلكترونية أحد المحاور الأساسية ضمن خطط المجموعة المستقبلية».

الإمارات أصبحت نموذجاً ريادياً عالمياً، ومثالاً ملهماً في مجال تمكين المرأة على الصعيدين العربي والعالمي

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

التنمية الحقيقية هي المعيار الأمثل لتكافؤ الفرص بين الأفراد حيث يكمن المعيار الحقيقي لنهضة المجتمعات في المكانة التي تعتليها المرأة ضمن ميادينها، كما تؤكد خولة السركال مدير عام نادي سيدات الشارقة، لافتة إلى أن «الإمارات جسدّت التجربة الرشيدة المشرفة في تمكين طموحات المرأة، ودعم تفوقها وتألقها على كافة الأصعدة والمستويات». والشاهد ربع قرن من النجاحات والإنجازات المبهرة، «ما جعل الإمارات نموذجاً ريادياً عالمياً، ومثالاً ملهماً في مجال تمكين المرأة على الصعيدين العربي والعالمي، نتيجة سعي قيادتنا الرشيدة لتحقيق سبل الرفاه لشعبنا، وخاصة المرأة باعتبارها أساس المجتمع».

ووسط هذه المكتسبات، تواكب السركال «الحضور اللافت لنادي سيدات الشارقة على مستوى الدولة» حيث «سطّر إنجازات تنموية فريدة والتزم على مدار 39 عاماً بتبني الخطط والمشاريع التي تدعم ازدهار المرأة، وتستشرف مستقبل الخدمات والرؤى الناهضة بها والراعية لأطفالها».

ويواصل النادي راهناً زخم الجهود دائماً أعماله وخططه القادمة مع مبادئ الخمسين: «نجدد العهد للحفاظ على مؤشرات الأداة العالية وعلى مكانة النادي الرائدة كوجهة ملهمة للمرأة والطفل».

في اليوم الوطني الخمسين للإمارات، أجدد العهد لقيادتي أن أعمل مع جميع أطفال الإمارات على جعل مستقبل الإمارات أجمل من ماضيها وأن تكون دولتي أرقى وأجمل في كل عام

في عيد الاتحاد الخمسين.. آراء شخصيات إماراتية رائدة ساهمت في نهضة الوطن

نورة النقبي طالبة مواطنة مخترعة وهي توظف ابتكاراتها الراهنة لخدمة مجتمعها حيث حصلت على عضوية مدرب معتمد في مركز الدعم الابتكاري وعضو فاعل في العديد من الفرق والمجالس الطلابية. في الحديث معها، يتبدّى كم الدعم الذي تتلقاه نورة أحمد المشتغل النقبي سواء من أسرتها الصغيرة أو من محيطها المدرسي: «ابتكرت الحقيبة المدرسية الذكية لمساعدة الطلاب على حمل حقائبهم الثقيلة وأنشأت محتوى على يوتيوب ومنصة «بادليت» تدعم عملية التعلم عن بعد».

بدأت النقبي مشوارها مع الابتكار منذ صغرها. تقول: «كنت أصنع أدوات بسيطة تساعدني في اللعب وبعضها للتسلية وتقليد لبعض التجارب التي وجدتها عبر الإنترنت وتطور الأمر عندما كبرت حيث زادت التحديات، وهذا ما حفزني لتجاوزها بطرق ابتكارية».

تروي قصة ابتكارها للحقيبة المدرسية الذكية: «في بداية مشواري الدراسي، واجهت تحدياً يواجهه معظم الطلاب وهو ثقل الحقيبة المدرسية وهذا ما حفزني لابتكار الحقيبة الذكية التي تمكن الطالب من حمل أدواته المدرسية بلا خطر على جسمه الصغير وتتطور لتعتبر مساعداً شخصياً للطالب في داخل المدرسة وخارجها».

وعن طموحاتها واستشراف مستقبل الأطفال مثلها مع احتفالية الخمسين من عمر الدولة، تقول النقبي: «طموحي أن أكون مبرمجة إضافة إلى هواية الابتكار التي لن أتوقف عنها، وفي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا وهي اليوم الوطني الخمسين للإمارات، أجدد العهد لقيادتي أن أعمل مع جميع أطفال الإمارات على جعل مستقبل الإمارات أجمل من ماضيها وأن تكون دولتي أرقى وأجمل في كل عام ومع كل جيل».