حلمت بأن تلتحق بمهنة سامية تمكنها من المساعدة في إنقاذ أرواح الناس وتخفف من آلام أجسادهم التي أنهكها المرض، فدرست الطب البشري وتخرجت في جامعة الشارقة، ثم نالت الماجستير في الطب الجزيئي، إلا أن ذلك لم يشبع رغبتها في الاستزادة من ينابيع العلم التي لا تنضب، فاختارت تخصصاً يتيح الفرصة لاكتشاف ما يسهم في ابتكار عقارات جديدة لمرضى السرطان.
هي الدكتورة نورة الخيال، مدير أقسام المختبرات في مستشفى الجامعة بالشارقة، التقيناها لنتعرف إلى طبيعة عملها داخل هذا الصرح المتشعب، ونكشف عن جانب من حياتها الشخصية:
اخترت تخصصاً علمياً يسعى لبث الأمل في نفوس مرضى السرطان، حدثينا عن أهميته وما يمكن أن يحدثه من نقلة نوعية تسهم في كبح جماح هذا المرض اللعين.
تخصصت في سرطان الثدي والبحث عن جزيئات تتفرد بها الخلايا السرطانية لتحجيمها والسيطرة عليها بما يسهم في إتاحة الفرصة لابتكار علاج جديد لهذا المرض الخبيث، الذي يدمر صاحبه معنوياً وجسدياً، وآمل أن تحمل رسالة الدكتوراه، التي أستعد لمناقشتها في شهر يونيو المقبل وغيرها مما تصب في نفس المجال أملاً للبشرية.
وماذا عن مهامك ومسؤولياتك داخل أقسام المختبرات؟
تستلزم مهام وظيفتي الإشراف على الأنشطة اليومية وتنسيقها وإداراتها من خلال تأدية مجموعة من المهام والمسؤوليات، بينها تنظيم جميع الإجراءات التي تتم داخل المختبرات والتعامل مع المشاكل الإدارية والتقنية وتقييم أداء العاملين وتنفيذ السياسات، والعمليات المخبرية لتحقيق أهداف المختبرات وكتابة الوثائق والسجلات وإعداد الميزانيات والتقارير السنوية، واختيار وشراء المعدات وضبط الجودة، وإدارة وتنظيم المعدات المختارة والمشتريات، وجمع وتفسير نتائج التحاليل والفحوص، بجانب تقديم الاقتراحات الجديدة إلى العاملين لتنفيذها.
نسعى لتطبيق أعلى المعايير العالمية ليس فقط من أجل شهادات اعتماد ضمان الجودة، بل للحصول أيضاً على أعلى اعتماد ضمانات حماية وسلامة مرضانا
هناك تطوير للمختبرات بشكل مستمر، فما أهم ما تم إضافته في الفترة الأخيرة؟
أضيف إلى المختبرات قسم الطب الجزيئي لإجراء تحاليل «بي سي أر»، وتأكيداً على التزامها الراسخ بتقديم أفضل الخدمات الطبية، نالت مختبراتنا اعتماد الجمعية الأمريكية لعلم الأمراض «سي، أيه، بي» فنحن نسعى لتطبيق أعلى المعايير العالمية ليس فقط من أجل شهادات اعتماد ضمان الجودة، بل للحصول أيضاً على أعلى اعتماد ضمانات حماية وسلامة مرضانا، وكذلك تقارير رضا العميل الذي يوجهنا لاستراتيجياتنا المستقبلية.
ما الأقسام التي تشملها المختبرات؟
تضم المختبرات أقساماً عدة بينها أمراض الدم، وبنك الدم، والكيمياء الحيوية والمختص بتحليل معادن الدم والأملاح والدهون ومعدلات السكر والسكر التراكمي في الدم، وعلم المناعة، والطب الجزيئي الخاص بتحاليل الفيروسات وعلى رأسها إجراء فحوص «كورونا»، والأحياء الدقيقة، وعلم أمراض الأنسجة المرضية والذي يعمل على تحليل الخزعات وتحليل الأورام لتحديد نوعها حميدة أم خبيثة ودرجاتها، وسحب عينات الدم.
اهتمت الإمارات منذ تأسيسها بالقطاع الصحي ووضع السياسات للنهوض به، برأيك كيف تواكب مختبراتكم ملف أزمة «كورونا»؟
أسهم وجود قسم الطب الجزيئي في نجاح المختبرات بإجراء فحوص «كورونا»، فمنذ بداية الجائحة ساعدنا ذلك على المشاركة في الكشف عن هذا الفيروس مبكراً وحماية المجتمع منه، كما أن أزمة «كورونا» أسهمت في إبراز روح التعاون بين الموظفين واتباع ضوابط محددة لسلامة الجميع.
علوم المختبرات ذات مجال متشعب، ما الخطط التي تعملون عليها وتطمحون بتحقيقها من أجل مزيد من التطوير؟
سير الحياة يعني أن العلم يتطور كل يوم وهو ما يجعلنا نفكر دوماً في استقطاب كل ماهو جديد، إذ نعكف حالياً على إضافة أقسام جديدة إلى المختبر وذلك لإجراء تحاليل نادرة وبما يسهم في علاج المرضى، فالكشف المبكر من خلال إجراء الفحوص يساعد في السيطرة على كثير من الأمراض التي حيرت العلماء لسنوات طويلة، كما أننا نعمل على إضافة أجهزة جديدة تزيد من كفاءة التشغيل الآلي وهو ما يسهم في تقليل الأخطاء، بجانب زيادة خبرات العاملين باستمرار بتدريبهم ورفع كفاءتهم العملية.
ما هدفك في الحياة؟
التعليم والاستزادة من العلم، فمهما كبر الإنسان يظل في حاجة إلى تعلم مهارات جديدة وخبرات كثيرة، فعن طريق العلم ترتقي الأمم وتعلو وتنير دربها.
*تصوير: السيد رمضان