مجلة كل الأسرة
08 مارس 2022

دانه المازمي ومهرة بن حماد.. أول طيارين من الكادر النسائي في شرطة دبي

فريق كل الأسرة

دانه المازمي ومهرة بن حماد على غلاف مجلة كل الأسرة
دانه المازمي ومهرة بن حماد على غلاف مجلة كل الأسرة

لم تنفك المرأة الإماراتية عن تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز وهي تتقلد مناصب مختلفة لتثبت أنها جديرة بالثقة التي أولتها لها القيادة، حتى راحت أبعد من ذلك لتدخل ميدان الإنقاذ الجوي، يقودها حسها الوطني وواجبها الإنساني لتنير الدرب لأخريات يطمحن للتميز والتفرد.

في يوم المرأة العالمي التقت الصحافية وفاق سلمان الملازم ثاني طيار دانه المازمي والملازم ثاني طيار مهرة بن حماد، أول العناصر النسائية المنظمة للجناح الجوي في شرطة دبي، لتتعرف إلى طبيعة عملهما في مجال الإنقاذ الجوي وأهم التدريبات التي حصلتا عليها وتحديات العمل في مجال كان يهيمن عليه الرجال إلى وقت ليس بالبعيد.

دانه المازمي ومهرة بن حماد
دانه المازمي ومهرة بن حماد

على الرغم من أن العمل في مجال الإنقاذ الجوي مهنة ليست بالسهلة ، لما تتطلبه من مهارات وكفاءة نوعية خاصة منها التحمل والصبر والقدرة على الاستجابة السريعة، لكن إعلان القيادة العامة لشرطة دبي لأول مرة عن طلب طيارين من العنصر النسائي في عام 2019 شكل فرصة ذهبية للملازم ثاني مهرة للانضمام لجهة متميزة، كما أشارت، تقول «أردت أن أكون جزءاً فعالاً من تاريخ وإنجازات شرطة دبي وأروي شغفي وأحقق الحلم الذي طالما راودني بالعمل في مجال الطيران».

بينما شكل عرض قيادة شرطة دبي لاستقطاب العنصر النسائي للطيران في مركز الجناح الجوي تحدياً وفرصة بالنسبة للملازم ثاني دانه، التي أشارت «وجدت نفسي في منافسة أكثر من 300 طلب لهذه الوظيفة، خضعت فيها لاختبارات تكللت بالظفر بها بعد تدريبات مكثفة ومستمرة تبادلت فيها معلومات وخبرات أسهمت في تطوير مهاراتي وخبراتي لأستحق أن أكون أهلاً لهذه المسؤولية».

تلقينا تدريبات مكثفة لمهام الإنقاذ والعمليات الخاصة وتوقع جميع السيناريوهات المحتملة، على يد مدربين ذوي كفاءة عالية

كشف الطياران عن نوع التدريبات التي تلقتاها قبل الحصول على رخصة الطيران الدولية من أكاديمية هورايزون الدولية للطيران في مدينة العين عام 2020.. توضح دانه «بعد التنسيب لدورة إعداد الطيارين الدوليين من قبل القيادة العامة لشرطة دبي عام 2019، وبعد عام كامل من الدراسة والعمل الميداني، تمكنا من الحصول على الرخصة من أكاديمية هورايزون، الجهة المخولة لاعتماد الطيارين الدوليين من هيئة الطيران المدني، بعد أن تلقينا فيها تدريبات مكثفة لمهام الإنقاذ والعمليات الخاصة وتوقع جميع السيناريوهات المحتملة، على يد مدربين ذوي كفاءة عالية».

دانة المازمي
دانة المازمي

كما تعرب مهرة عن أهمية العمل الجماعي في الجناح الجوي في شرطة دبي «قيادة الهيلكوبتر خاصةً في مجال البحث والإنقاذ تتطلب قوة تحمل وصبر، والالتزام بكافة القوانين والإجراءات وسرعة في تحديد المخاطر واتخاذ القرار في الوقت المناسب و العمل بروح الفريق الواحد، والاتصال الفعال مع جميع الزملاء من طيارين وفنيين أكسبتنا خبرات ساهمت في صقل مهاراتنا».

ماهية المهام التي تنفذها فرق الإنقاذ الجوي، وكيف يكون العمل في الميدان، من بين تساؤلات يطرحها البعض وتجيب عنها مهرة التي يتماهى عملها مع شغفها للمغامرة والعمل الميداني الذي شكل جزءاً من شخصيتها، فتبين «الرهان الحقيقي لهذه المهنة هو الوصول والقدرة على إنقاذ أي شخص يواجه خطراً في منطقة البحث بأسرع وقت ممكن، كلما تأخرت الاستجابة قلت فرص السيطرة على الحالة».

دانه المازمي
دانه المازمي ومهرة بن حماد

من جهتها، تبين دانه اعتزازها بعملها «ننفذ العديد من الطلعات الجوية، منها نقل الصور الحية لغرفة القيادة والسيطرة في شرطة دبي، ونقل المصابين والمرضى من مواقع الحوادث، من وإلى المستشفيات في الحالات الخطِرة والتي تتطلب تدخلاً سريعاً، إلى جانب مهام البحث والإنقاذ للأشخاص الضالين سواء في المناطق الصحراوية أو البرية أو الجبال أو البحر، ومهام شرطية مختلفة منها على سبيل المثال نقل الفرق التخصصية مثل الضفادع البشرية، ومهام تأمين الفعاليات والإخلاء الأمني والطبي.. كل ذلك يشعرنا بأهمية العمل الإنساني الذي نقوم به ويخفف عنا عناء التعب».

إعلان شرطة دبي عن طلب طيارين من العنصر النسائي لأول مرة، أشعل في نفسي الحماس والرغبة والتحدي

كشفت القائدتان أن سياق العمل بالنسبة لطياري الإنقاذ هو مختلف بطبيعة الحال عن غيرها من المهن الأخرى، حيث يكون العمل وفق نظام المناوبات أو بحسب متطلبات العمل واحتياجاته، تشيران «يتميز عمل الطيار في الجناح الجوي بنظام دقيق يبدأ منذ استلام المناوبة المدرجة ضمن الجدول من قبل المسؤولين، وتخصيص طاقم لكل طائرة، حيث تتوزع الأدوار على فريق العمل من طيارين ومسعفين وفقاً لجدول وآلية عمل منظمة تتعلق بتجهيز الطائرة ليصبحوا على أهبة الاستعداد للقيام بالمهام الدورية الطارئة حتى انتهاء المناوبات».

دانه المازمي ومهرة بن حماد
دانه المازمي ومهرة بن حماد

كان لتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات واستراتيجيتها الداعمة وثقتها بالمرأة الإماراتية التي أثبتت قدرتها لتكون النموذج المشرف في جميع المحافل، أثر كبير في توجه الطيارين نحو هذا المجال، تؤكد مهرة «إيماني بقيادتنا التي حرصت على غرس بذرة أن لا وجود للمستحيل والرغبة بالتفوق وأن المستقبل يفتح ذراعيه لمن يحلم ويملك الشجاعة الكافية لتحقيق حلمه داخلنا، وإعلان شرطة دبي عن طلب طيارين من العنصر النسائي لأول مرة، أشعل في نفسي الحماس والرغبة والتحدي للالتحاق بهذه المهنة التي لطالمها راودني حلم الانضمام إليها».

بينما علقت دانه قائلة «نحظى نحن نساء دولة الإمارات وبفضل من الله بقيادة رشيدة لها رؤية مستقبلية تعزز وتحفز من قدرة المرأة للتطور وتمكينها من جميع الوظائف بشكل عام، ما كان له أثره في سبل تمكيننا في الانضمام لهذا المجال وعدم اقتصاره على الرجال».

بعد عامين من التدريب المكثف تلقتا فيه أعلى مستويات التدريب، تمكنت مهرة ودانه من تنفيذ مهام جوية مختلفة لشرطة دبي وصلت فيه ساعات الطيران إلى ما يقارب 200 ساعة زادت فيها معرفتهما وطورتا فيها مهاراتهما لتصبحان واثقتين وقادرتين على تنفيذ كافة المهام الجوية بكفاءة وقدرة عالية، تشير مهرة «عزز التحاقي بمهنة الإنقاذ الجوي من إحساسي بالمسؤولية وتقديم الدعم للمحتاجين ومنحني الإحساس بالرضا والسعادة، منذ أن كنت بعمر الـ 16 عاماً وأنا شغوفة بالأعمال التطوعية ومساعدة الآخرين».

مهرة بن حماد
مهرة بن حماد

كشف الطياران أن ما اكتسبتاه خلال رحلة التدريب التي استمرت عامين ساعدهما على مواجهة جميع التحديات، وتمكنتا أن تثبتا أن المرأة الإماراتية قادرة على العمل في أي مجال بفضل نهج وسياسة دولة الإمارات التي سعت ومنذ بداية تأسيسها إلى المساواة بين الجنسين في جميع المجالات وحرصها على أن تعمل المرأة إلى جانب الرجل في جو يسوده التعاون والاحترام، فالعمل في الإنقاذ الجوي عمل مشترك.

توضح دانه «الاحترام لقدرات المرأة ملموس من قبل جميع العاملين في المجال، التعاون هو الطابع السائد في جميع مهمات العمل وقائد الرحلة دائماً ما يكون رجلاً بحكم خبرة سنوات العمل الطويلة».

وعن مخاطر العمل المحتملة، تذكر مهرة «الخطر أمر وارد لكن احتمالية وروده في مجال الطيران والإنقاذ الجوي خاصةً يكون أكبر، لذلك يكون التدريب المستمر واتباع جميع إجراءات السلامة أمراً مهماً وضرورياً».

العمل في شرطة دبي صقل شخصيتي وعزز داخلي روح الالتزام وتحمل المسؤولية وسرعة البديهة

وسط دعم حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وزملاء العمل في الجناح الجوي لشرطة دبي، تذكر القائدتان دور دعم وتشجيع الأسرة، وإحساسهم بالفخر كان دافعاً مهماً للاستمرار والنجاح والتميز وتحقيق المزيد من الإنجازات.

تألق المرأة الإماراتية في مجالات مختلفة منحهما الشجاعة والثقة في الوصول إلى ما تصبوان إليه، تكشف مهرة «العمل في شرطة دبي صقل شخصيتي وعزز داخلي روح الالتزام وتحمل المسؤولية وسرعة البديهة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والعمل بتناسق وتناغم مع فريق العمل وتقبل التغيير لخلق بيئة عمل فاعلة وناجحة، كما أتاح لي فرصة تبادل المعلومات والخبرات مع جميع الإدارات الأخرى».

الشيخ محمد بن راشد يكرم دانة المازمي ومهرة بن حماد


الرغبة بتحقيق التفوق والتقدم في المجالين الأكاديمي والمهني، والرغبة في رد الجميل والمساهمة في خدمة البلاد، هو طموح مهرة التي تقول إنه تملكها إحساس الفخر لحظة تسلمها وسام الجناح الجوي من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لذلك تشجع دانه النساء لاغتنام جميع الفرص الممكنة في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة، والراغبات للانضمام لهذا الصنف عليهن التحلي بالصبر والشجاعة وأن يجتهدن ويؤمن بأنهن قادرات على تحقيق الهدف، وإن كان صعباً لكنه ليس مستحيلاً.

*نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة ( العدد 1482) بتاريخ 8 مارس 2022

*تصوير: السيد رمضان