تصوير: السيد رمضان
لم تخطط لدراسة اللغة العربية لكنها وجدت نفسها مولعة بدراسة البلاغة والاستعارة والشعر وحقول الأدب المتنوعة التي أكسبتها ميولاً وظيفية. شاركت بجائزة «تميز.. وفالك طيب» لتفوز عن فئة مهارات القيادة وتلتحق بالركب الوظيفي وتتسلم إدارة الجائزة.
اكتسبت مهارات عديدة أهلتها للانضمام لفريق مجلة «مذكرات الإمارات» ككاتبة ورئيس تحرير القسم العربي، لتنتقل بعدها للعمل بمنصب مديرة المسابقات ومسؤولة علاقات التعليم العربي في مؤسسة الإمارات للآداب.
هي إيمان حسن الحمادي، رئيس قسم شؤون المكتبات بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون «دبي للثقافة»، التي أطلعتنا من خلال الحوار معها على أهم مهام عملها في تعزيز مستوى الوعي بأهمية القراءة كأسلوب حياة وتوفير محتوى معرفي مناسب للجمهور بتطبيق أفضل الممارسات في مجال المكتبات وخلق منصات حوارية وبناء شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.
تصوير: السيد رمضان
حدثينا عن النشأة والدراسة؟
نشأتُ في كنف عائلة محبة للقراءة والمعرفة، حرصت أمي منذ صغرنا على ضرورة تعلم القرآن الكريم خصوصاً فترة الإجازة الصيفية، عندما كنا نقضي فترة إجازة الصيف في بيتنا الآخر الكائن في المنطقة الغربية (المرفأ) في إمارة أبوظبي، وبعد صلاة المغرب يحضر إمام المسجد «المطوع» لتعليمنا القرآن الكريم إلى وقت دخول صلاة العشاء.
وفي فترة الدارسة كنت أحب المشاركة في الفعاليات اللاصفية، فقد كنت عضوة في المرحلة الابتدائية في فريق «زهرات المدرسة» حيث كنا نشارك في الكثير من المحافل الوطنية المتنوعة.
كما حرص أبي على تشجيعنا للانخراط في العمل الحكومي والخاص خلال فترة الصيف، فقد عملت في العديد من الهيئات والدوائر الحكومية خلال فترة العطل الرسمية للجامعات، نكتسب بها خبرات عملية متنوعة ساهمت وبشكل واضح في تشكيل الحياة العملية وخوض تجربة مغايرة عن الدارسة.
شاركت بجائزة «تميز.. وفالك طيب» وكان من نصيبي الفوز في فئة مهارات القيادة، لألتحق بعدها بالركب الوظيفي وأتسلم قيادة الجائزة في عام 2006
ما أهم المحطات التي سبقت العمل في «دبي للثقافة»؟
بعد أن أتممت دراستي في تخصص اللغة العربية والآداب، شاركت بجائزة «تميز..وفالك طيب» التي طرحتها لأول مرة شركة موارد للتمويل وكان من نصيبي الفوز في فئة مهارات القيادة، لألتحق بعدها بالركب الوظيفي وأتسلم قيادة الجائزة في عام 2006.
وعلى مدار 8 سنوات من العمل في هذه الجائزة، أكسبتني مهارات عديدة عن طريق تحفيز طلبة الجامعات والكليات وتشجيعهم للمشاركة ببحوثهم ومشاريعهم لترفع بذلك نسبة الوعي بأهمية المشاركة لما لها من أثر كبير في مسار الطلبة الجامعي بتأهيلهم لخوض تجربة جديدة قبل الالتحاق بسير العمل.
في عام 2012 انضممت لفريق مجلة «مذكرات الإمارات» ككاتبة ورئيسة تحرير القسم العربي، لتسليط الضوء على المواهب والإنجازات الشبابية على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة في مواضيع متنوعة كالفن والتكنولوجيا وكتابة المقال والأشعار النثرية وغيرها العديد.
انضممت بعدها وفي عام 2016 تحديداً لمؤسسة الإمارات للآداب، بوظيفة مديرة المسابقات ومسؤولة علاقات التعليم العربي لأجمع بين تخصصي وربطه بأهداف المؤسسة، عن طريق التشجيع على حب القراءة واللغة العربية بين الأطفال والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها عبر مسابقات متنوعة في القراءة والكتابة والإلقاء التي تبني في نفوس طلبة المدارس والجامعات حب المنافسة بين بعضهم البعض، إلى جانب التنسيق مع الكاتب العربي في مجال أدب الطفل ومجال أدب اليافعين وربطه بالطالب لما له دور كبير في تشجيع حب القراءة والاطلاع.
في نهاية عام 2018 انتقلت لهيئة الثقافة والفنون بدبي بوظيفة أخصائي في مكتبات دبي العامة، حيث عملت على تنظيم وإدارة برامج وفعاليات مختلفة منها برنامج الكتابة الإبداعية لتدريب المشاركين على تعلم أساسيات الكتابة باستضافة نخبة من الكُتّاب والمؤلفين، كما عملت على تطوير المكتبات من حيث التركيز على رفد مواقع التواصل الاجتماعي بمحتوى متنوع فيما يتعلق بالقراءة والأدب والثقافة.
خلال جلسة حوارية لإطلاق كتاب
تتولين رئاسة قسم شؤون المكتبات بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون «دبي للثقافة»، ما هي المسؤوليات المناطة بكِ؟
كجزء من عملي الحالي كُلفتُ نهاية عام 2020 بإدارة قسم شؤون المكتبات، والذي يركز على تقديم الفعاليات والأنشطة والبرامج المتنوعة في القراءة والكتابة بهدف رفع مستوى الوعي بين الجمهور بأهمية القراءة كأسلوب حياة مستمر، نعمل في القسم على توفير محتوى معرفي على منصات التواصل الاجتماعي من خلال البحث والاطلاع على أفضل الممارسات العربية والعالمية في مجال المكتبات لتعريف الجمهور بها، كما نقدم من خلال منصاتنا التفاعلية مختلف النصائح والإرشادات التي يستفيد منها القارئ بشكل خاص والجمهور بشكل عام، نسعى من خلال القسم على خلق منصة حوارية في المكتبات وبناء شراكات متنوعة بين القطاعين الحكومي والخاص باعتبار المكتبات مراكز مجتمعية.
يعتبر «مخيم الصيف» الذي تقدمه المكتبات كل عام من أهم البرامج التي تحرص المكتبات على إقامتها خلال فترة الإجازة المدرسية والذي يركز على الفئة العمرية من 5 إلى 12 سنة
تسعى «دبي للثقافة» لتكريس عادة القراءة للارتقاء بقطاع الأدب، ما هي أهم الفعاليات والمبادرات الثقافية الأدبية التي أطلقتموها لتحقيق هذا الهدف؟
من أهم البرامج التي تركز عليها المكتبات سنوياً، «صندوق القراءة» وهو مشروع بإدارة هيئة الثقافة والفنون بدبي، عبارة عن صندوق من الزجاج تقام فيه مجموعة متنوعة من الفعاليات والبرامج والتي تركز على القراءة والكتابة والنقاشات الحوارية لتقديم تجربة القراءة بطريقة جديدة ومبتكرة في الأماكن العامة.
وبسبب الأوضاع الصحية لجائحة «كوفيد» أطلقنا الصندوق لعام 2021 بحلة افتراضية حرصاً منا على أهمية استمرار مثل هذه المشاريع ولتقديم تجربة قرائية مختلفة عبر المنصات الافتراضية بمشاركة نخبة من الأدباء وكُتّاب أدب الطفل وشراكات متنوعة داخل دولة الإمارات وخارجها. ويعتبر «مخيم الصيف» الذي تقدمه المكتبات كل عام من أهم البرامج التي تحرص المكتبات على إقامتها خلال فترة الإجازة المدرسية والذي يركز على الفئة العمرية من 5 إلى 12 سنة نقدم فيه برامج متنوعة على مدار شهر كامل مملوء بورش العمل والأنشطة المختلفة.
«مخيم الصيف»
ما الفئات التي تستهدفها الهيئة في هذا الجانب؟
تستهدف برامجنا وفعالياتنا كافة شرائح المجتمع على اختلاف أعمارهم.
وماذا عن الاستراتيجية وخريطة الطريق التي تنتهجها «دبي للثقافة»، للنهوض بالواقع الثقافي والأدبي الإماراتي والعربي؟
تنتهج هيئة الثقافة والفنون خريطتها الاستراتيجية عبر أولويات قطاعية في 5 محاور رئيسية تتمثل في دعم المواهب وإلهامها، وتمكين المشاركة بحيث تجعل الثقافة في كل مكان وللجميع، ودعم الاقتصاد الإبداعي في الإمارة، وتعزيز مكانة دبي على الخريطة الثقافية العالمية، والمسؤولية الثقافية من خلال مأسسة التراث الثقافي والاحتفاء به، وصولاً إلى تحقيق الهدف المحوري لاستراتيجيتها والمتمثل في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للثقافة، وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، إلى جانب ضمان التعافي الأسرع للقطاع الثقافي في الإمارة في أعقاب جائحة «كوفيد-19».
تصوير: السيد رمضان
نعلم أنك تمارسين العمل التطوعي.. من أين تستمدين روح العطاء؟
أستمد روح العطاء من الأصدقاء، فقد عملت مسبقاً مع فريق تطوعي اسمه «فزعة» الذي يعمل على مبادرات تطوعية خيرية، منها توزيع الإفطار على الصائمين، وفعاليات متنوعة للأيتام وغيرها من المبادرات التطوعية التي ساعدتني على تطوير مهارات التواصل بين كافة أفراد المجتمع.
كل شخص منا له في الحياة قدوة، من القدوة في حياتك؟
كل شخص إيجابي وطموح محب لعمله وشغوف بأحلامه هو بالنسبة لي قدوة أستمد منها طاقتي التي تدفعني لأرى الحياة بمنظور مختلف.