21 مارس 2022

لقاء مع خديجة البستكي المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم

محررة في مجلة كل الأسرة

لقاء مع خديجة البستكي المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم

توظف كل خبراتها في منظومة التفكير الإبداعي للارتقاء بقطاع الثقافة والتصميم في الإمارات إلى مستوى عالمي، وتمكين ودعم الكفاءات في رسم توجهات الصناعة الإبداعية في أكثر من مجال.

تعترف المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم خديجة البستكي أن «تقاطع الخبرات في مجالات عدة ينعكس بالإيجابية على المنظومة المعرفية للشخص»، فمن مديرة تطوير الأعمال في مدينة دبي للإعلام إلى المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم، رحلة يملأها الشغف والمثابرة وتوظيف خبرات أكثر من 14 عاماً في المناصب التنفيذية ضمن مجالات تطوير الأعمال، وإدارة المشاريع، والبروتوكولات والعلاقات الدولية.

هذا الحوار أطلّ على الكثير من المحطات والإنجازات والطموحات.

لقاء مع خديجة البستكي المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم

من مديرة تطوير الأعمال في مدينة دبي للإعلام إلى المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم، كيف ترصدين هذه المسيرة، وكيف واكبت هذه النقلة؟

شهدت خلال مسيرتي المهنية الكثير من قصص النجاح التي عززت بداخلي شغف تحقيق المراكز المتقدمة لكون ذلك ممكناً في أرض الفرص دبي التي تتيح للأفراد والمؤسسات على حد سواء كافة عوامل النجاح وممكناته. ويأتي دوري اليوم كمديرة تنفيذية لحي دبي للتصميم، فرصة مثالية أتمكن عبرها من متابعة مستجدات الصناعات الإبداعية وأهم التوجهات المؤثرة في أداء القطاعات والأسواق ذات الصلة وما يرتبط بذلك من آفاق للتعاون لإبراز دور حي دبي للتصميم في دعم المواهب العربية والعالمية الموجودة في دبي وترسيخ مكانته وجهةً عالميةً للمهتمين بمختلف أوجه الابتكار والتصميم والإبداع، بما يشمل مجالات الهندسة والأزياء والفنون والصناعات الإبداعية.

كما أضع خلاصة خبراتي المهنية الممتدة لأكثر من أربعة عشر عاماً في المناصب التنفيذية ضمن مجالات تطوير الأعمال، وإدارة المشاريع، والبروتوكولات، والعلاقات الدولية من أجل وضع البرامج والمبادرات التي تعزز من مكانة حي دبي للتصميم على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية واستقطاب ورعاية مواهب التصميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها، والارتقاء بقطاع الثقافة والتصميم في الإمارات إلى مستوى عالمي.

فالإعلام والتصميم يتحدثان لغة الإبداع والابتكار، وهي مفردات أساسية في رؤية الإمارات واستراتيجياتها المستقبلية. ولا شك أن تقاطع الخبرات في مجالات عدة ينعكس بالإيجابية على المنظومة المعرفية للشخص.

لقاء مع خديجة البستكي المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم

نجدك في نشاط مستمر ومن حملة إلى أخرى في مختلف مجالات التصميم والفنون، كيف تصفين علاقتك وشغفك بهذا العالم، وأي المجالات الأقرب لك؟

خطوط الموضة وصيحات الأزياء في تغير متسارع بسبب عدّة عوامل من بينها التكنولوجيا والأثر البيئي. وفيما يخص الصناعات الإبداعية ومجالات التصميم، فإنها أكثر تأثراً بهوية البلد والمواد المستخدمة في هذه الصناعات ومستجدات التكنولوجيا، لذلك هنالك الكثير من العوامل المحفزة للارتقاء بمختلف المجالات الإبداعية والتي يترتب علينا مواكبتها.

وشخصياً، أتابعها جميعاً مع فريق عملي ونسعى دائماً للتركيز على مكامن القوى والتجديد فيها لطرح المشاريع والمبادرات والفعاليات ذات الصلة والأكثر جدوى وفاعلية في خدمة أصحاب المشاريع والمواهب ضمن حي دبي للتصميم.

تفرض الهندسة المعمارية التقليدية لدولة الإمارات نفسها بقوة على المشهد العمراني، وقد تأثر بها العديد من المعماريين الذين عملوا بدبي

المكان هو عنصر أساسي في العمارة، كيف هو تماسك مع المكان، وما الأماكن التي تفضلينها في رحلة البحث عن مساحات «نتنفس فيها بعيداً عن الأماكن التقليدية» حسب قولك؟

دبي هي أرض المفاجآت ومصدر إلهام للأفكار الاستباقية، فأينما كنت، تجد ما يبهرك من حيث دمج معالم المدينة لعناصر الأصالة وحداثة التصميم والتكنولوجيا والتفرد في جمال التصميم والإبداع في ديناميكية تطبيقه. وفي دبي أيضاً، نتلمس ترجمة هذه النظرية لأنها تحتوي على أكبر قدر من الأماكن المبنية على أسس مبتكرة. مثلاً لدينا أبنية ذكية ومطبوعة بتقنيات ثلاثية الأبعاد وأخرى لا يوجد لها مثيل في العالم من حيث التصميم أو الأبعاد، مثل أطول وأكبر عجلة مشاهدة في العالم، هذه المحفظة المتنوعة تجيب على الكثير من التساؤلات وتحفز الناظر للتفكير في الأبعاد والفوائد المرجوة والتي من السهل أن نتلمسها من دمج هذه العناصر معاً.

كما تفرض الهندسة المعمارية التقليدية لدولة الإمارات نفسها بقوة على المشهد العمراني، وقد تأثر بها العديد من المعماريين الذين عملوا بدبي حيث استفادوا من تعاملها مع الطبيعة الصحراوية بكفاءة وأدخلوا هذه العناصر في بعض المشروعات الحديثة. ولاحظنا خلال العديد من الورش والفعاليات التي نستضيفها ضمن الحي معماريين من جنسيات أجنبية يستعرضون إلهام البيئة المحلية لهم في استغلال بعض العناصر أو الاعتماد على أخرى خلال تصميم مشاريعهم.

خلال زيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمعرض "آرت دبي"


تعملون على استقطاب المبدعين في الدولة وفي العالم حتى أصبح الحي واجهة عالمية، ما هي خططكم المستقبلية في الارتقاء أكثر بالحي؟

اكتسبت دبي سمعة عالمية بفضل مجموعة الفعاليات والأحداث التي يتم تنظيمها بشكل دوري لتستقطب رواد الصناعات وصناع القرار والاستثمارات للوقوف على مستجدات الصناعات وتوجهاتها للمستقبل والبحث في آفاق الفرص، ما جعل دبي بوابة عالمية للفرص في شتى المجالات. كما تكتسب دبي زخماً إعلامياً كبيراً بفضل تواجد أهم المؤسسات الإعلامية في المدينة ومتابعة ممثلي الإعلام لأنشطة ومنجزات المدينة المستمرة في إبهار العالم مع كل إنجاز جديد.

وانسجاماً مع هذه المسيرة المشرفة، نسعى للوصول مع شركائنا الاستراتيجيين إلى تحقيق مستهدفات استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي والاقتصاد المتنوع والمستدام والقائم على المعرفة، وقد نجحنا بتوفير بيئة أعمال متكاملة تضم أكثر من 600 شركة يعمل فيها أكثر من 10 آلاف متخصص ومبدع.

ونضع في مقدمة اهتمامنا دعم الكفاءات وتمكينها من رسم ملامح وتوجهات الصناعة الإبداعية المرتكزة على التصميم الإبداعي وتطبيقاته سواء في خطوط الأزياء أو فنون العمارة وغيرها من المجالات المتنوعة التي تتمحور حولها أجندة حي دبي للتصميم الجامعة لأهم الفعاليات والأحداث الإقليمية والعالمية ومشاريع الشراكات والمبادرات المستقبلية، حيث ننظم سنوياً أسبوع دبي للتصميم، المهرجان الإبداعي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والذي يقام في الربع الأخير من كل عام، ونتطلع للمشاركات الخلاقة في النسخة الثامنة لهذا العام، حيث شهدت النسخة الماضية من أسبوع دبي للتصميم تنظيم أكثر من 250 فعالية ونشاطاً وجلسة بمشاركة أبرز المصممين المحليين والإقليميين. وبالتزامن مع أسبوع دبي للتصميم، ننظم أيضاً «الملتقى الإقليمي للهندسة المعمارية» الذي يعّد أول فعالية متخصصة بالعمارة والعمران والتنمية.

كما تشكل ورش العمل والجلسات الحوارية الغنية مكوناً أساسياً يضمن تنوع أجندة الفعاليات التي يقدمها حي دبي للتصميم لاستقطاب المزيد من الكفاءات والمواهب وشركاء الأعمال.

الشيخة لطيفة بنت حمد بن راشد آل مكتوم تفتتح النسخة السابعة من أسبوع دبي للتصميم- نوفمبر 2021


تؤكدين أن دبي مدينة المستقبل في قطاع الابتكار، ما خصوصية هذه الرؤية، وكيف توظفون عنصر الابتكار في أنشطتكم؟

الابتكار ثقافة نسعى لترسيخها، والمتابع لأجندة حي دبي للتصميم يتضح له بأن الابتكار هو عنصر رئيسي وأساسي في جميع توجهاتنا سواء من حيث اتخاذ قراراتنا ووضع الخطط والآليات اللازمة أو من خلال جوهر الفعاليات التي ننظمها والتي تسهم في رفد العديد من المنتجات المبتكرة للأسواق والتي أيضاً يضعها مطوروها أمام شريحة واسعة من الجماهير، مما يسهم في تحويل هذه الثقافة إلى مكون رئيس للارتقاء بأداء الصناعات وجودتها المحققة لمفهوم التنويع والاستدامة.

الجانب الإنساني جزء لا يتجزأ من رؤية دولة الإمارات

ثمة مبادرات لحي دبي للتصميم اتسمت ببعدها الإنساني ومنها مبادرة خصصت لشركات التصميم اللبنانية التي تضررت أعمالها من انفجار مرفأ بيروت، ماذا عن هذه التجربة؟

الجانب الإنساني جزء لا يتجزأ من رؤية دولة الإمارات وإننا بذلك نسعى لمد يد العون على نهج قيادتنا الرشيدة التي تضرب دائماً أروع الأمثلة في العطاء للبشرية، لهذا باشرنا فوراً العمل مع شركائنا في صياغة مبادرة من شأنها أن تمنح الأمل للمتضررين من هذا الحادث المؤسف وتهدف إلى تمكين دور الأزياء والتصميم اللبنانية من إعادة تشغيل عملياتها من حي دبي للتصميم والاستفادة مما يوفره من بيئة داعمة للأعمال والشركات الناشئة يستطيعون فيها التوسع إقليمياً وعالمياً واستكشاف أسواق جديدة. هذا بالطبع أقل ما يمكن تقديمه لدعم الأشقاء في لبنان الذين لطالما وقفوا بجانبنا وشكلوا جزءاً مهماً من مجتمعنا الإبداعي الذي يضم مواهب محلية ودولية.

*تصوير: السيد رمضان