09 مايو 2022

جريمة تقشعر لها الأبدان.. تقتل والدتها بمساعدة حبيبها!

فريق كل الأسرة

جريمة تقشعر لها الأبدان.. تقتل والدتها بمساعدة حبيبها!

في حكم رادع وسريع لم يستغرق أكثر من 3 أشهر في المداولات، أسدلت محكمة جنايات القاهرة الستار في قضية الغدر والنذالة، إذ قررت المحكمة بإجماع الآراء إعدام كل من فتاة شابة وحبيبها بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

قضية غريبة الجاني فيها هو الابنة وخطيبها أما المجني عليها فكانت والدة المتهمة، سولت لها قتل والدتها لرغبتها في الزواج بمن أحبت، بالإضافة إلى أنها الوريثة الوحيدة لها، وبوفاتها تكون حققت أكثر من هدف بضربة واحدة، لكن حساباتها جميعًا كانت وهماً وقصورًا شيدتها من وحي الخيال.

أقوال المتهمة في المحكمة

قالت المحكمة في حيثيات حكمها أن المتهمة لم تكتف فقط بجريمة القتل، وإنما خططت ودبرت وبيتت النية واتفقت مع خطيبها وسهلت له الاشتراك في الجريمة البشعة دون أن يرمش لها جفن أو يرق لها قلب، وكأن قلبها استبدلته بحجارة، وعقب صدور الحكم وجه المستشار رئيس المحكمة عدة جمل وكلمات لاذعة للمتهمة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك قسوة الجرم الذي ارتكبته المتهمة في والدتها التي لم تدخر وقتًا أو جهدًا لرعايتها والحفاظ عليها، قال رئيس المحكمة موجهًا كلامه للفتاة وخطيبها «لو أن هناك حكمًا أشد قسوة من الإعدام لأصدرته فورًا، ولو أعيدت المحاكمة عشرات المرات فلن أكتفي بإعدامكما مرة واحدة وإنما عشرات المرات» نظرًا لبشاعة الجرم الذي ارتكبته بمساعدة خطيبها.

تفاصيل مثيرة تُشير إلى قسوة وبشاعة ما أقدمت عليه المتهمة الرئيسية وخطيبها

منذ بضعة سنوات فقدت الأسرة الصغيرة عائلها الوحيد بعد صراع مع المرض تاركًا لهما مواجهة الدنيا بمفردهما، اسودت الدنيا في عيون الزوجة التي لم يعد لها أي شخص في الدنيا إلا كريمتها فقط التي تمر بمرحلة عمرية غاية في الخطورة وهي سن المراهقة، ورغم أنها وقت وفاة زوجها كانت في بداية العقد الرابع من عمرها، إلا أنها رفضت الكثير من الخُطاب الذين طرقوا بابها راغبين في الزواج منها.

مرت السنوات تباعًا، انتهت الفتاة من دراستها، ثم خرجت لسوق العمل، كانت والدتها حريصة أن تملأ في حياة كريمتها الفراغ الذي تركه والدها، إلى أن التقت أحد الشباب، بدأ في التردد عليها بسبب وبدونه، وبحس الأنثى شعرت أن كثرة تردده على مكان عملها له ما يبرره، إلى أن صارحها بشدة إعجابه بها، وبمرور الوقت بادلته الفتاة نفس المشاعر، كانت لأول مرة تعرف معنى الحب وتشعر بكل حرف من هذه الكلمة.

نجح الشاب في الاستحواذ على كل تفكيرها وكيانها، نشأت بينهما قصة حب كبيرة غير متكافئة، تعددت اللقاءات بينهما وأصبحا لا يطيقان الابتعاد عن بعضهما البعض، استمرت قصة حبهما بضعة أشهر في الخفاء، كل هذه اللقاءات تتم ووالدتها كانت آخر من يعلم، حتى وقعت الفتاة في المحظور وفقدت أعز ما تملك.

دارت بها الدنيا بعد فوات الأوان، أدركت أنها على حافة فضيحة كبرى ستلحق بها وأسرتها الصغيرة، لم يكن هناك مفر من أن تتوج قصة حبهما بالزواج السريع حتى يتم ستر الفضيحة المنتظرة، لكن الأمور لم تكن بهذه السهولة.

عندما جاء الشاب لخطبة الفتاة، رفضت والدتها رفضًا قاطعًا بمجرد أن علمت هوية الشاب. قامت الدنيا ولم تقعد مشكلة عنيفة نشبت بين الأم وكريمتها خصوصًا وأنها كانت تحلم لكريمتها بزيجة أفضل من هذه وعريسها المزعوم مجرد عامل بدون مستقبل.

دفعت حياتها ثمنًا لقصة حب محرمة

بدأت المشاكل تعرف طريقها بين الأم وكريمتها، كانت هذه الزيجة تمثل بداية النهاية، رفض الأم كان قاطعًا ونهائيًا، والفتاة في موقف لا تحسد عليه فقد انقضى وقت الرفض والقبول بعد وقوعها في المحظور، أصبحت بين نارين، والدتها من جهة وحبيبها من جهة أخرى، شعرت بالاكتئاب الشديد، تملكها الحزن، ألقت بكل ألوان اللوم والعتاب على والدتها التي رفضت زواجها بمن اختاره قلبها، اسودت الدنيا في عينيها، حاول استجداء والدتها دون جدوى، بل والأدهى من ذلك أن والدتها منعتها من مغادرة المنزل حتى تعود لرشدها.

على الجانب الآخر كان الحبيب يفكر في حل غير تقليدي يحقق لهما المراد، لذا اقترح على حبيبته فكرة شيطانية وهي التخلص من والدتها حتى يتسنى لهما الزواج والتمتع بالميراث، ما يعني أن وفاتها ستفتح الأبواب المغلقة وتساهم بشكل أو بآخر في حل كل مشاكلهما العالقة.

الغريب في الأمر أن الفتاة وافقت على الفور على الاشتراك في قتل والدتها التي لم تقصر معها طوال سنوات عمرها، كانت موافقتها على هذه الفكرة المجنونة بداية النهاية، وبدأت الفتاة في رسم المخطط الدقيق لحبيبها للتخلص من والدتها.

اختمرت الفكرة في عقل الفتاة حيث اتفقت هاتفياً مع حبيبها على وضع المخدر لوالدتها في العشاء حتى تغوص في سُبات عميق، ثم تترك باب الشقة مفتوحًا على أن يدخل حبيبها في سكون الليل وينهي مهمته بدون أي ضجيج، ووفقًا للخطة المرسومة بعناية تم التنفيذ، حيث دلف المتهم إلى غرفة نوم والدة حبيبته وانهال عليها بالطعنات الغادرة حتى فارقت الحياة وبهدوء شديد غادر المنزل وكأن شيئاً لم يكن.

التحريات تكشف ملابشات الحادث

أطلقت الفتاة في صباح اليوم التالي صرخة مدوية مُصطنعة هزت هدوء الصباح الباكر، كانت صرختها كفيلة بتجمع الجيران. كان المشهد مؤلماً وقاسيًا أبكى الجميع، فجأة سقطت الفتاة على الأرض مغشيًا عليها أو هكذا كان باقي مخططها الإجرامي، فتم نقلها إلى المستشفى بعدما ادعت إصابتها بصدمة عصبية هائلة.

على الجانب الآخر بدأ رجال البحث الجنائي بشرطة العاصمة في تحريات موسعة لكشف ملابسات الحادث، حيث تم وضع الجثة تحت تصرف النيابة العامة لحين عرضها على الطب الشرعي.

وبمجرد أن استعادت الفتاة كريمة المجني عليها وعيها تم استجوابها، حيث أكدت في التحقيقات أنها كانت في غرفتها وفور استيقاظها في الصباح دلفت إلى غرفة والدتها لإيقاظها وشاهدت هذا المنظر البشع، معللة أن الجريمة تمت بدافع السرقة خصوصًا بعد اختفاء مشغولاتها الذهبية وبضعة آلاف من الجنيهات كانت في غرفة نوم والدتها.

جريمة تقشعر لها الأبدان.. تقتل والدتها بمساعدة حبيبها!
صورة المتهم

على الرغم من أن كلام الفتاة كان يبدو غير منطقيًا، لكن التحقيقات حتى هذه اللحظات لم تصل إلى شيء ملموس إلى أن جاء تقرير رجال المعمل الجنائي والذي أكد أن الدخول والخروج من الشقة كان بشكل طبيعي، كانت هذه المعلومة كفيلة بإثارة الشكوك حول القاتل الذي يبدو أنه ليس بغريب عن المنزل والأسرة الصغيرة.

أما كبرى المفاجآت فكانت في تقرير الطب الشرعي الذي أكد أن المجني عليها قبل طعنها تناولت كمية من المنوم ما جعلها لا تقاوم قاتلها. وهنا بدأت الخيوط تتشابك أمام رجال البحث الجنائي، كانت هذه المعلومات كفيلة بتغيير دفة أوراق القضية تمامًا، خصوصًا وأن المجني عليها تعيش بمفردها برفقة كريمتها الوحيدة، وبتطوير خطة البحث والاستماع لكلام المقربين الشهود، تبين وقوع مشادات وخلافات عديدة بين المجني عليها وكريمتها بسبب رفضها الزواج من أحد الأشخاص.

على الفور تمت مداهمة منزل حبيب الفتاة وبتفتيش منزله عُثر على بعض النقود وعدد من المشغولات الذهبية المفقودة، ما أكد ضلوعه في الأمر بشكل أو بآخر.

تم القبض عليه ومحاصرته بالأسئلة وبتضييق الخناق عليه اعترف بكل شيء مؤكدًا أن حبيبته شريكته في الجريمة وهي من سهلت له كل شيء من أول التخطيط للجريمة وحتى تنفيذها.
تم القبض على الفتاة المخادعة، بمواجهتها باعترافات حبيبها والأدلة والقرائن المضبوطة، انهارت واعترفت بكل شيء تفصيليًا.

تمت إحالة المتهم وحبيبته إلى النيابة العامة التي أمرت بإحالتهم معًا إلى المحاكمة العاجلة، وبعد بضعة أشهر من المداولات أصدرت المحكمة قرارها المتقدم بإعدام المتهمين.

*كتابة: كريم سليمان/مكتب القاهرة