17 مايو 2022

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات

محررة في مجلة كل الأسرة

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات
راشد عبيد المزروعي

ولد في منطقة إعسمه في رأس الخيمة، حيث الطفولة حاضرة بحنينها وصورها تحت فيء أشجار الشوع والطبيعة الرحبة وجماليات الماضي.

هذا الحنين لم ينطفئ وتلك الذكريات نسجت مكاناً في قلب راشد عبيد المزروعي (أبو محمد) الذي عمل طياراً وآثر بعد تقاعده أن يبلور مشروعاً يتماهى مع طفولته ويزاوج بين تعزيز التنوع البيولوجي وإعادة إحياء شجرة الشوع وتفادي انقراضها، لما لها من فوائد هائلة في منظومة الدواء والتجميل وحتى الغذاء حيث تدخل في أكثر من 137 منتجاً صناعياً وتحويلياً.

أول محمية زراعية للشوع المحلي على مستوى الإمارات

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات
راشد عبيد المزروعي

هذا المشروع هو محمية الشوع، أول محمية زراعية للشوع المحلي على مستوى الدولة والتي باشر المزروعي فيها منذ نحو سنتين على مستوى الإمارات، «كانت أشجار الشوع أو ما يعرف بـ «المورينغا المحلية» بأعداد كبيرة ولكن منذ توقف الأمطار وزيادة التلوث، بدأت الأعداد بالانخفاض بنسبة صمود شجرة واحدة من بين 1000 شجرة».

تعمل المحمية على الطاقة النظيفة

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات

يدرك راشد المزروعي تماماً فوائد هذا النبات «الشوع إحدى عوائل المورينغا وتسّمى «شجرة الحياة» أو «الشجرة المعجزة»، لما تتسم به من فوائد وتدخل في تركيب كريمات التجميل والشامبوهات والصابون وفي مجال الأغذية وحتى تضاف في الأردن إلى المخبوزات كعنصر مفيد ذات قيمة غذائية».

بين فوائدها ومحاربة «انقراضها»، ارتأى المزروعي مباشرة المشروع رغم التحديات التي واجهته حيث لا ماء ولا كهرباء في تلك البقعة «وفرت نظام الطاقة الشمسية حيث تعمل المحمية على الطاقة النظيفة في حين أن الأشجار لا تحتاج إلى الكثير من المياه كونها جبلية وأزودها بالمياه تدريجياً لنحو 3 إلى 5 سنوات لتصل إلى حجمها الطبيعي ولا تعد تحتاج إلى الماء».

فوائد زيت الشوع

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات

1200 شجرة من الشوع تزدان بها المحمية ومن بينها 400 صنف مختلف من أصناف الشوع على مساحة 50 ألف متر مربع، يقول راشد المزروعي «زيت الشوع هو من أفضل الزيوت ويتفوق على زيت الزيتون في فوائده واستخداماته ويستخدم أيضا لتثبيت العطور ورحيق الأزهار، ينتج عسلاً يعتبر من أجود الأنواع عالمياً حيث فاز سعودي عام 2019 بمسابقة في كندا لجودة عسل الشوع».

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات

حتى الوقت الراهن، لم تأخذ المحمية طريقها إلى الإنتاج إلا بكميات تكفي الاحتياجات الأسرية، يوضح راشد المزروعي«هدفي الأبعد هو تطوير المحمية ويتركز على تكثيف النباتات الجبلية التي تشكل غذاء للنحل على مدار العام وتنويع المحمية بشجرة «الفاغي» التي تزهر طوال السنة وتعرف بـ «شجرة الفراش» لكونها تجذب الفراشات كما أعزز من تواجد شجرة «الشرحم» وهي شجرة تصل إلى نحو 3 إلى 4 أمتار ومن مزاياها أنها تزهر في الصيف في ظل انعدام أغذية النحل والحشرات الأخرى في هذا الفصل وأحاول توفير أماكن على امتداد المحمية لتوفير المياه للطيور والحشرات».

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات

اهتمامه بالبيئة ليس وليد الصدفة. يروي لنا راشد المزروعي عن كونه ولد في هذه البقعة وسط النباتات والأشجار ورافقه الشغف بالبيئة إلى حين تقاعده الذي وجد فيه فرصة لتعزيز هذا الشغف ميدانياً عبر دراسة معمقة لتعزيز التنوع البيولوجي في محميته، ولا يغفل دور أحد أبنائه الذي يعتبره بمثابة «مستشار في بحثه وتعمقه في المجال البيئي وتزويدي بالمعلومات والتقنيات الممكن اتباعها لتحقيق هدفي».

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات

هدفي هو إحياء شجرة الشوع التي تحمل جزءاً من طفولتي

ينقل هذا الشغف بحب البيئة والطبيعة إلى أحفاده، يشرح راشد المزروعي«يوجهون لي الكثير من الأسئلة وحتى يستعينون ببعض منتجات الشوع من زيت وأوراق ويعززون لي الطموح أن أرتقي بهذا المشروع نحو آفاق إنتاجية لجهة إنتاج أوراق الشوع وتوضيبها في أكياس شاي أو إنتاج زيت الشوع والعسل واستخدامها في صناعة مواد التجميل، شرط أن يكون هذا العمل تحت إشرافي لأتلمس ثمار جهدي».

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات

يقضي راشد المزروعي جل وقته في المحمية حيث يبعد منزله عن المحمية نحو 7 كيلومترات «يومياً، أتفقد المحمية وأتابع العمال وأدربهم على كيفية الاعتناء بكل شجرة».
فكل ما في جعبة هذا الرجل الشغوف بالبيئة هو «المحافظة على هذه الأشجار بكل أصنافها وأميز الفرق بينها من خلال الثمار، لون الأزهار، حجم الأوراق والأغصان ونوع البذور».

راشد المزروعي يروي حكايته مع أول محمية زراعية لشجرة الشوع في الإمارات

يوجز هدفه وهو «النهوض بالبيئة في تلك البقعة ورغبتي في تعزيز التنوع البيولوجي للحد من انقراض بعض الحشرات وتوفير الغذاء والماء لها وإعادة إحياء شجرة الشوع التي تحمل جزءاً من طفولتي».

* تصوير: السيد رمضان