22 مايو 2022

ما أسباب العنف اللفظي أو الجسدي ضد الزوجة؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

ما أسباب العنف اللفظي أو الجسدي ضد الزوجة؟

كثيراً ما تدفع المرأة ضريبة زواج غير متكافئ تتحمل بسببه قسوة الزوج خشية خراب البيت، وقد يمتد الأمر لاستغلاله ضعفها وتطاوله عليها بالضرب، وهناك من تقع ضحية هذا العنف غير المبرر وتدفع حياتها ثمناً له، كتلك الطبيبة في إحدى الدول العربية، التي انتشر خبر مصرعها منذ عدة أيام بسبب صفعة تلقتها من زوجها وأردتها أرضاً.

ليست تلك هي الواقعة الوحيدة، فهناك حالات تعاني في صمت خلف الأبواب الموصدة.

أسباب العنف اللفظي أو الجسدي ضد الزوجة

يقول د. فؤاد العامري، دكتوراه في الكيمياء، «تعج المحاكم بقضايا الخلافات الأسرية، ودائماً ما تتصدر مشكلة تعنيف الرجل لزوجته هذه القضايا، وأرى أن الزوج الذي يلجأ إلى العنف اللفظي أو الجسدي مضطرب نفسيا ويعاني نقصاً وعدم تقدير الذات، وقد تدفعه أمور أخرى لذلك كأن يكون قد نشأ في بيئة مفعمة بالخلافات والمشاحنات المستمرة وتوالى عليه مشهد إهانة وضرب أبيه لوالدته، أو ربما تعرض منذ الطفولة لغياب الاحتواء المعنوي، أو الاضطهاد من قبل أهله وهو ما ولد بداخله العنف والقسوة، فيلجأ للانتقام ممن حوله وخاصة زوجته فيتعدى عليها بالضرب والإهانة لتفريغ شحنات غضبه، ومن المفترض ألا تقبل المرأة العيش مهانة وعليها، طالما قبلت الاستمرار في علاقتها الزوجية، أن تتجنب استفزاز شريك الحياة وقت غضبه، وعدم الدخول معه في مناقشات حادة بغرض الانتصار عليه أو الفوز بالموقف، ففقدانه السيطرة على نفسه وثباته الانفعالي ربما يؤدي إلى حدوث كوارث قد تصل إلى القتل في بعض الحالات».

ما أسباب العنف اللفظي أو الجسدي ضد الزوجة؟

القانون الإماراتي يحمي المرأة المعنفة

د. باسم حسن النقبي، أستاذ مساعد في القانون الدولي وحقوق الإنسان، يؤكد «الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، فالمرأة سكن للرجل وقد كرمها الدين الحنيف وجعلها بمثابة تحصين له يحقق بها نصف دينه، فهي درة مصونة وجوهرة مكنونة، ملكة في بيتها، رفيقة درب زوجها، ولا يهينها إلا لئيم".

ويتابع «لم يحمِ الدين الحنيف المرأة فقط، بل حماها القانون كذلك، إذ صدر مؤخراً حكماً بتغريم زوج 30 ألف درهم لتعديه على شريكة حياته، ومن أمثلة القضايا الأسرية المتعلقة بالزوجين، أقامت امرأة دعوى طلبت فيها إلزام الزوج بأن يدفع لها مبلغ 400 ألف درهم كتعويض للضرر النفسي والمادي والمعنوي مع إلزامه بالرسوم والمصاريف وأتعاب المحاماة، مشيرة إلى أن المشكو عليه «زوجها» اعتاد ضربها وسبها، وقضت المحكمة بإلزامه أن يؤدي للشاكية تعويضاً بمبلغ مقداره 20 ألف درهم، وغيرها الكثير من الدعاوى التي ترفع للضرر، وما نقوله إنه قد تحدث بعض الخلافات بين الزوجين وهذا أمر طبيعي وما يجب عليهما فعله تداركها والسعي إلى إيجاد الحلول لها، قبل أن تتفاقم وتصبح عادة وتصل إلى أروقة المحاكم».

ضرب الزوجة.. ضعف في الشخصية

تقول د. رقية حسين، محمد مستشارة تربوية وأسرية «هناك من تأتيه الجرأة لأن يهين كرامة أقرب الناس لنفسه ولروحه ولوجدانه بل ولكل حياته، تلك التي اختارها بكل إرادته وكيانه بل وفكر مئات المرات حتى وقع الاختيار عليها دوناً عن غيرها، أفبعد هذا كله يعاقب من أحبها ويتطاول عليها وربما قد يصل الأمر لأكثر من هذا كضرب مبرح، الأمر الذي يدق معه ناقوس خطر، إذ تتحول الحياة التي هي من المفترض أن تكون أمناً وأماناً وحباً واحتراماً ومودة وهدوءاً واستقراراً وأنساً إلى حرب وصراع وجانٍ ومجنٍ عليه يعاني التعذيب النفسي والروحي والوجداني والجسدي، وهو ما يستلزم وقفة حقيقية مع النفس نعيد فيها حساباتنا لأن أسلوب الإهانة أو العنف أو الضرب أو أي نوع من الإيذاء لن يجدي إلا بنتائج عكسية، فالزوجة لها كرامتها خرجت من بيت تعب وضحى كل من فيه من أجل تربيتها لبيت آخر من المفترض أن تعيش فيه معززة مكرمة، تنال الثناء في حال الطاعة وتوجه بهدوء وحكمة وصبر في حال التقصير، وللأسف هناك بعض الأزواج من يحولون الحياة إلى جحيم لا يُطاق من القسوة والعنف والتطاول والإهانة والضرب المبرح، الذي في كثير من الأحيان نحن كمستشارين أسريين لا نجد له أي مبرر».

وتكمل «أثبتت بعض الدراسات والبحوث أن الأزواج الذين يصدر منهم ردود أفعال عنيفة تصل إلى الضرب هم للأسف فاقدو الثقة بأنفسهم ومن لديهم خلفيات مرضية ومن يشعرون بالنقص، أو لهم تاريخ سلبي لمرحلة الطفولة أو المراهقة أو ممن تربوا في بيئة غير سوية كان يستخدم فيها نفس النمط والأسلوب في التعامل بين أفرادها».

وتؤكد "العلاج سهل وبسيط يبدأ بوقفة مع النفس يذكّر فيها الزوج ذاته «أن أسمى شيء في حياتي بعد الله هو أسرتي»، وكما ذكرنا نبي الرحمة: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، إضافة إلى التدريب على الصبر وكتم الغضب وتحويل مسار الحديث أو ترك المكان حتى يهدأ جو الشحناء والعنف، وأخيراً تذكر أهم نقطة وهي أن أسلوب الإهانة والتطاول والعنف والضرب لا يعالج مشكلة، بل بالعكس يصنع كسراً وشرخاً عميقاً داخل نفس الزوجة تفقد معه الاحترام والمودة والحب".

اقرأ أيضًا: هل ينصف القانون الإماراتي المرأة المعنفة؟

 

مقالات ذات صلة