مجلة كل الأسرة
06 أغسطس 2022

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

محررة في مجلة كل الأسرة

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

لا يمثّل متحف عجمان تاريخ الإمارة فقط، بل يقدّم أيضاً صورة أليفة عن نسمات توقظ الذاكرة وتحرّك في دواخلنا حنيناً مزمناً إلى زمن تروّضه الإرادة على الحياة.

تأخذنا ميثاء السويدي، مدير قسم المعالم السياحية في دائرة التنمية السياحية في عجمان، في رحلة بين أقسام المتحف الـ26، رحلة تتنوّع ملامحها وتختلف شخوصها ولكنها تختصر الكثير من جماليات اليوميات في السوق الشعبي ومعالم الحرف النسائية والأزياء الشعبية ورحلات الغوص على اللؤلؤ والطرب الشعبي والطب التقليدي والحياة بالبادية والمطوعة والبارجيل «صائد الهواء» إلى الخيول العربية وأنواعها وسلالات الدم ومجموعة من القطع الأثرية والأحافير المكتشفة في المنطقة وغيرها.

«متحف عجمان هو حصن جميل يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، حيث كان مقر الحاكم حتى عام 1970، ثم تم تحويله لمقر الشرطة من العام نفسه حتى عام 1979 قبل أن يصبح متحفاً في الأعوام اللاحقة»

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

تجسد غرفة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي مرحلة من طفولة وشباب الحاكم في الحصن الذي تحول إلى متحف. صور تاريخية تواكبه في أواسط السبعينات وكان ولياً للعهد آنذاك إلى زيارات رسمية رافق فيها والده كما مراسم استقباله للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

تزخر غرفة المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي بمحطات من حكمه ومقتنيات خاصة به «سيوف قدمت له وبشت خاص به (عباءته) والخنجر الخاص به وصورة يظهر فيها بالخنجر تعود إلى العام 1969، ومجموعة مختارة من أسلحته الشخصية ومنها بندقية صيد مزودة بتلسكوب، وبندقية شبه أوتوماتيكية ماوزر C96 مع دبشك خشبي والباندوليز (حزام جيبي مخصص لحمل الرصاص)».

غرفة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي
غرفة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي

«العديد من الزوار يستذكرون تفاصيل الماضي وجمالياته عند أخذهم في جولات الأقسام، ويبدون اهتماماً كبيراً بزيارة غرفة المعيشة الخاصة بصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي للتعرف إلى ملامح من حياته»

وفي هذا السياق، تلفت السويدي إلى «أن المتحف يقدّم تجربة تفاعلية فريدة معززة بأحدث تقنيات التكنولوجيا، لتحفز كل الحواس، من خلال المعروضات المشروحة باللغتين العربية والإنجليزية، وتقديم لمحة خاصة عن ماضي عجمان وتاريخ حياة الأجداد من خلال شاشات تفاعلية».

هذا التفاعل لا يقتصر على الشاشات والتكنولوجيا، بل حاولت الحلّة الجديدة للمتحف استحضار روائح الماضي.

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

تدخل السوق الشعبي وتشتّم رائحة السوق بتوابله وخبزه وقهوته، ما يحرّك داخلك خلايا الذاكرة ونبض التفاصيل.

في السوق الشعبي «تاجر الجملة» يشتري البضاعة ويوزعها على السوق، و«الطواش» أو تاجر اللؤلؤ والندّاف والفرّان والخياط الرجالي وصانع البشوت والحصير وصانع الجص والحطّاب والصّفار الذي يلّمع النحاس والحّداد الذي كان يصنع المفاتيح والأقفال والخبّاز والمحسّن (الحلاّق) وكان يعمل حجامة ويحلق الشعر في الوقت نفسه وصانع الحلوى العمانية والسبيعات (الملبس) والحوّاي ( تاجر البهارات) وكان يقوم بدور الصيدلاني ويصف بعض الأعشاب كدواء إلى استحضار عناصر القهوة الشعبية والقدو «شيشة الأجداد» التي تعتبر «أقوى من النارجيلة».

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

الطب الشعبي و«اللصة»

الطب الشعبي جزء مهم من التراث ومن صورة الماضي المضيء والقادر على مواجهة التحديات ونقص الموارد قبل الخمسينات، حيث لجأ الأطباء المحليون إلى استخدام المتوافر في بيئتهم المحلية لعلاج مرضاهم ومنها الأعشاب الطبية والكي والحجامة والتدليك إلى جانب التداوي بآيات من القرآن الكريم.

ووفق شرح يستعرضه القسم الخاص بالطب الشعبي، إن «فناجين القهوة العربية الصغيرة كانت تسخّن وتوضع على الجلد حول الورم مقلوبة وتحاط بالكي على هيئة نقاط تشكل دائرة بحجم فوهة الفنجان الملاصقة للجلد، وهي طريقة تعرف باسم «اللصة»، وفي الوقت الحاضر تتم هذه العملية بواسطة العلاج الإشعاعي».

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

الغوص على اللؤلؤ في إمارة عجمان

رحلات الغوص على اللؤلؤ تترجم يوميات ونشأة اقتصاد اللؤلؤ في إمارة عجمان ويوميات غواص بدءاً من الفجر حتى العشاء، وهو يقوم لأداء صلاة الفجر ويتفرغ ليومه الطويل حيث يرتدي الشمشول باللون الأسود اعتقاداً أن هذا اللون يخيف الكائنات البحرية المفترسة، إلى استخدامه لمستلزمات من الفطام (مشبك بحجم الإصبع يصنع من عظام السلحفاة ويحمي الغواص من وصول الماء إلى أنفه) إلى الحصاة التي تسرع عملية هبوطه إلى أعماق البحر وكان يربطها في إحدى رجليه، إلى الخبط (قفزات جلدية تصنع من جلود الأبقار أو الماعز)، إلى المفلّقة وتشبه السكين وتستخدم في عملية فتح المحار.

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

نمر على تاريخ عجمان كما موقع المويهات الذي يعّد من أقدم معالم الحضارة في عجمان ويعود تاريخه إلى حوالي 2600 إلى 2000 سنة قبل الميلاد، حيث وجدت فيه مقبرتان تحتويان على أوان ومجوهرات تنتمي إلى ثقافة العصر البرونزي المعروف باسم حضارة أم النار.

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

يسعى المتحف إلى تدعيم أواصر الصلة بين المتحف والأجيال الجديدة. يتكامل دور ميثاء السويدي مع أهداف المتحف في «حماية وحفظ هذا الإرث الغني»، «من خلال عملي في المتحف، أسعى إلى إيصال الرسالة التراثية التي خلفها لنا أجدادنا في دولة الإمارات إلى الزوار والسياح، وتعريفهم بتاريخ دولتنا الحبيبة، ومن خلال عمليات الترميم والتجديد التي قمنا بها تعرفت إلى العديد من القصص والتفاصيل المرتبطة بالمكان من الذين عاصروا هذه الحقبة وأدعو الجيل الجديد إلى زيارة المتحف والتعرف إلى تفاصيل حياة الآباء والأجداد والاستلهام منها لبناء مستقبلهم».

ما لا تعرفه عن متحف عجمان في الإمارات

«تطبيق متحف عجمان»

تقف مدير قسم المعالم السياحية في دائرة التنمية السياحية في عجمان ميثاء السويدي عند «تطبيق متحف عجمان»، لتشرح لنا «قمنا بإنشاء تطبيق هاتفي خاص بمتحف عجمان للترويج له ولمعالمه حيث تم تزويده بتقنيات حديثة كالدليل الصوتي، ودليل جولة سياحية في المتحف، وخريطة تفاعلية تعمل وفقاً لمستشعر الموقع للتعرّف إلى الأقسام والمواقع المختلفة في المتحف وأوقات العمل وكيفية الوصول إلى المتحف. ويعتبر التطبيق الأول من نوعه في المنطقة من حيث تطبيقه في المتاحف، كما زوّد التطبيق بمشغل صوتي وماسح رمز QR».

*تصوير: السيد رمضان