ولدت كاميلا روزماري شاند في 17 يوليو 1947. عائلتها من الطبقة العليا الثريّة، ونشأت في بيئة متماسكة ومحبة، قضت أوقاتاً سعيدة مع شقيقها وشقيقتها في المنزل العائلي الفاخر الذي نشأت فيه. وحسب من اهتموا بتدوين سيرتها، فإن والدها، بروس شاند، «ضابط جيش متقاعد، يحب قراءة القصص لأطفاله قبل الخلود إلى النوم»، وكانت والدتها، روزاليندا، «ترافق أطفالها إلى المدرسة وفي الأنشطة والتنزه على الشاطئ».
تشارلز وكاميلا
درست كاميلا في إحدى المدارس الخاصة العصرية في سويسرا التي أعدّتها لتكون من فتيات المجتمع المتحضر العصري، وفي أوائل السبعينات تعرفت إلى الأمير الشاب تشارلز. ونقرأ في سيرة الأمير أن كاميلا كانت «حنونة ومتواضعة وخطفت قلب الأمير من اللحظة الأولى تقريباً».
لم تقدّر المرأة أنها خلقت لتكون قرينة الملك القادم، الذي كان يومها في أوائل العشرينات من عمره، حيث التحق بسلاح البحرية، وانطلق في عملية في الخارج لمدة ثمانية أشهر في أواخر عام 1972، وفي غيابه تقدّم أحد أصدقائها بطلب يدها، فقبلت، وهكذا رسمت لحياتها مساراً مختلفاً. أصبح لديها زوج وعائلة، لكن العلاقة مع تشارلز لم تنقطع، حيث أصبح صديقاً للعائلة، حتى أن الزوجين طلبا منه أن يكون عرّاب طفلهما الأول، توم.
في صيف عام 1981، سيلتقي تشارلز بالشابة ديانا سبنسر ويعرض عليها الزواج، دون أن يكون قد تحرر بعد من مشاعره الفيّاضة تجاه كاميلا، ويقال إن الأميرة الراحلة أوشكت على إلغاء حفل الزفاف قبل يومين من موعده بعد العثور على سوار صنعه تشارلز لكاميلا وحفر عليه حرفي (ف وغ) اختصارا لاسمي الحيوانين الأليفين لدى كل واحد منهما، فريد وغلاديس، وكانت هذه العلاقة سبباً، أو أحد أسباب، انهيار العلاقة الزوجية بين تشارلز وديانا التي إليها ينسب القول «كان هناك ثلاثة أشخاص في هذا الزواج»، في إشارة إلى كاميلا.
تشارلز وكاميلا
انتهت الزيجة بالطلاق، وقبل طلاق تشارلز من ديانا كانت كاميلا قد انفصلت هي الأخرى، قبل عام، عن زوجها. بقيّة التطورات معروفة، وهي تطورات دراماتيكية بالفعل، ولكن يصحّ على كاميلا وصف «الحب الأول» بالنسبة للملك الجديد، الذي سعى لنسيانه لكنه لم يقو على ذلك.
ألم يسبق شاعرنا الكبير أبوتمام الإنجليز وسواهم حين قال «نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى/ ما الحب إلا للحبيب الأول»؟.
عاد الحبيبان الأولان إلى علاقتهما لا كحبيبين فحسب، وإنما كزوجين، وها هي كاميلا تصبح «الملكة القرينة»، عملاً بوصية الملكة الراحلة، إليزابيث الثانية، في احتفالها باليوبيل البلاتيني لتوليها العرش، بأن تمنح زوجة ابنها هذا اللقب بعد أن يصبح الابن ملكاً.