26 سبتمبر 2022

جريمة بشعة.. شاب يقتل والديه بسبب المخدرات

فريق كل الأسرة

جريمة بشعة.. شاب يقتل والديه بسبب المخدرات

سيطر الشيطان على عقله فشل تفكيره تماماً، لم ير سوى القتل ليحصل على الأموال من أجل «شمة هيروين»، والده ووالدته تحولا إلى ذكرى بعدما لفظا أنفاسهما الأخيرة على يده، أما هو فيواجه حكماً ربما يكون بالإعدام على حسب سير القضية، التي ما زالت منظورة أمام المحاكم.. هذا ما حدث على أطراف العاصمة، شاب في مقتبل العمر التف حوله أصدقاء السوء حتى أفقدوه اتزانه وعقله، وبسبب الاستهتار واللامبالاة سولت له نفسه ووسوس له الشيطان القيام بجريمة قتل بشعة تُمثل العقوق في أعلى مراتبها، الابن العاق كان كل ما يشغل تفكيره هو القتل للحصول على الأموال اللازمة لشراء المخدرات بصرف النظر عن التبعات.

بدأت القصة منذ زمن بعيد، وقتها تزوج الأب من حبيبته التي اختارها قلبه، كانت الحياة تسير بينهما على أفضل ما يكون كأي عروسين تزوجا عن حب، غير أن سعادتهما لم تكتمل بسبب موضوع تأخر الإنجاب.

استمر الزوجان في رحلة علاجية طويلة بعض الشيء عند مختلف الأطباء لسنوات ليست بالقليلة، ربما لأكثر من 10 سنوات، إلى أن جاءت البشرى عندما شعرت الزوجة بجنين يتحرك بداخلها. كانت فرحة الزوجين لا توصف، كانا يعدان الأيام والليالي حتى تنقضي شهور الحمل سريعاً ليرى المولود النور، كان الطفل المنتظر يمثل غاية الأمل والفرحة والطموح بالنسبة للزوجين ولم يكن أي منهما يعلم ماذا تخبئ لهما السنوات القادمة من أهوال لا يمكن احتمالها، ولم يتوقع أكثر المتشائمين أن الطفل الذي طال انتظاره ليدخل السعادة على الأسرة الصغيرة سيكون هو نفسه سبب هلاك هذه الأسرة بالكامل.

كيف تغير سلوكه؟

مرت شهور الحمل سريعة، ووضعت الزوجة طفلاً جميلاً كان قرة أعينهما خصوصاً أنه جاء بعد سنوات من العلاج والانتظار، لكن الخبر الحزين الذي أبلغ به الأطباء الزوجين هو عدم قدرة الزوجة على تكرار الإنجاب مرة أخرى، بما يعني أن هذا الطفل هو الأول والأخير بالنسبة لهما.

ورغم أن هذا الخبر كان حزيناً إلا أن الزوجين ارتضيا بالأمر الواقع وطغت فرحة حضور المولود إلى الدنيا عليهما.

وبطبيعة الحال استحوذ على الاهتمام والرعاية الكاملة من قبل أسرته الصغيرة المكونة من الأب والأم، حيث كان الأب والأم يحلمان بتحقيق طموحهما في نجلهما الوحيد الذي شملاه بالرعاية والحب والاهتمام.

وخلال هذه السنوات من مرحلة طفولته وصباه كانت كل الأمور تسير بشكل جيد، إلى أن وصل الشاب للمرحلة الجامعية، لتتحول حياته تماماً وتنقلب رأساً على عقب بفعل أصدقاء السوء ربما، وربما بسبب الدلع والتدليل المبالغ فيه.. سلوكياته كانت محط اعتراض واستياء من أسرته التي حاولت تقويمه أكثر من مرة دون جدوى.

بداية تعاطيه المخدرات

أنهى الشاب دراسته الجامعية بصعوبة بالغة، تمكن الأب بعلاقاته الشخصية من توفير فرصة عمل رائعة لنجله لكنه كان مستهتراً، رغم تحذيرات والده له أكثر من مرة، إلا أنه ضرب بكلامه عرض الحائط، وكان هذا الأمر هو بداية المشاكل والخلافات العائلية التي ستضرب الجميع في الصميم، خصوصاً بعد قيام صاحب العمل بطرد الابن وفصله من العمل بعد اكتشافه تعاطيه المخدرات، وهو الأمر الذي لا يمكن التغاضي أو السكوت عنه.

ساءت أحوال الابن كثيراً، النفسية والاجتماعية، بسبب تعاطيه للمخدرات التي وقفت حاجزاً كبيراً بينه وبين استمراره في أي عمل. ولم يكن هذا كل شيء، وإنما اكتشفت الأسرة اختفاء الكثير من الأشياء القيمة من المنزل بالإضافة إلى سرقة بعض الأموال واختفاء بعض المشغولات الذهبية.

لم يكن هناك أي مفر من احتجاز الابن في مصحة علاجية لعلاج الإدمان، الأمر الذي رفضه الابن العاق نهائياً، فوقعت مشادة عنيفة بينه من جانب وبين والده ووالدته من جانب آخر على خلفية هذه السلوكيات، ما دفع والده لطرده من المنزل وتحذيره بشدة أنه لن يعود إلى حضن الأسرة الصغيرة مرة أخرى إلا بعد العودة لرشده وموافقته على العلاج.

ويبدو أن هذا الخلاف الشديد، الذي لم يسبق له مثيل داخل الأسرة، كان بمثابة البداية لخلافات كبيرة بعد ذلك وصلت إلى طريق مسدود ودفعت بالجميع إلى قمة الهاوية.

ليلة الجريمة

أنفق الابن العاق كل ما يملك على ملذاته وسهراته وتعاطي المخدرات، حتى نفدت منه النقود. حاول الاستدانة لكن دون جدوى، كل الأبواب أوصدت في وجهه بسبب الخوف من سلوكياته، لعبت المخدرات برأسه بعدما افتقد المال اللازم للتعاطي، فلم يكن أمامه مفراً من العودة إلى منزل أسرته.

وفي ليلة حالكة السواد ذهب لوالده ليطلب منه بعض النفقات التي يحتاجها، وبطبيعة الحال رفض والده منحه مزيداً من الأموال إلا بعد الموافقة على الذهاب إلى مصحة علاجية لعلاجه من الإدمان الذي سيطر عليه.

رفض الابن الانصياع لكلام والده فوقعت بينهما مشادة عنيفة قام على إثرها الأب بطرد نجله من المنزل، مؤكداً له أنه سيحرم من كل حقوقه طالما لا يستمع لنصائحه ولا يرغب في تلقي العلاج اللازم للتخلص من الإدمان. أصيب الابن بحالة من الهياج العصبي بشكل هستيري، نشبت بينه وبين والده مشادة قوية تحولت إلى مشاجرة عنيفة حاول خلالها الابن الاستيلاء على الأموال من خزانة والده بالقوة، ما أجبر والده أثناء المشاجرة لصفعه على وجه لتأديبه، فما كان من الابن العاق سوى القيام بتهديد والده بسكين كان بحوزته.

حاولت الأم التدخل والاستيلاء على السلاح من نجلها لكن جزاءها كان طعنة قاتلة أردتها قتيلة، وعندما حاول الأب الدفاع عن زوجته كان جزاؤه التعرض لعدة طعنات غادرة أسقطته أرضاً غارقاً في دمائه، ولقي مصرعه في الحال متأثراً بالطعنات الغادرة التي تلقاها من نجله الوحيد.

بعدها تجمع الجيران على أصوات الصراخ، حملوا الزوجين على الفور وهرولوا بهما إلى مستشفى العاصمة في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن دون جدوى، حيث أكد أطباء الاستقبال أن المصابين غادرا الحياة قبل الوصول إلى المستشفى.

أما الابن العاق القاتل، حاول الهرب بعدما أصابته نوبة هستيرية لكن تمكن الجيران من السيطرة عليه وإبلاغ شرطة النجدة، فتم القبض عليه وهو في حالة يرثى لها، واقتياده إلى قسم شرطة العاصمة للتحقيق معه بتهمة القتل العمد.

وأثناء التحقيق معه ألقى باللوم على أسرته فقط، مؤكداً أن التدليل المبالغ فيه دفعه دفعاً لكل المشكلات التي مرت بحياته، مشيراً أنه قتل والده وهو تحت تأثير المخدرات.

تركنا الابن يواجه مصيره المجهول بعدما قررت النيابة العامة في مدينة القاهرة عرضه على الطب النفسي لبيان مدى صحة قواه العقلية، مع حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معه، وإحالته للمحاكمة الجنائية العاجلة عقب ورود تقرير الطب الشرعي.