زيارة معرض الفنان التشكيلي كمال يازجي هي عبارة عن رحلة لسبر أغوار الذات، والتأمل الذاتي في مضامين ورسائل لوحاته التي تزاوج بين معالم أكثر من وطن عاش فيه وتربى من تركيا إلى ألمانيا، وبين تجاربه الشخصية وخلفيته المعمارية التي وظّفها في صياغة أسلوبه التجريدي.
من قلب إمارة دبي في شارع الخياط في القوز، الحي الفني الجديد، قدّم يازجي أعماله التي يعترف بأنها نتاج ثقافتين مختلفتين: التركية (مسقط رأسه) والألمانية (حيث عاش)، وذلك في معرض «بيديا» للأعمال الفنية والصور الذي أسّسه وافتتحه منذ نحو عام في دبي، ليكون أول فنان تركي يمتلك معرضاً لأعماله في الإمارات.
ألوان لوحاته نابضة بالحياة ومفعمة بالبساطة رغم تداخل العناصر الهندسية والعضوية، واستخدام طبقات مختلفة من الأبعاد ومزيج لوني يواكب التفاصيل الدقيقة للوحة التي يستخدم فيها القماش الكتاني أو قماش الكانفاس المشدود، لتجسيد التفاصيل بكثير من الخبرة والحرفية.
خاض اليازجي هذا المجال مذ كان عمره 16 عاماً، ومعه خاض غمار كثير من التجارب والمحطات، منها ما هو في مجال المعمار، وهو ما تتلمس أبعاده واضحة في لوحاته التي تعكس كثيراً من معالم هويته وشغفه بالتفاصيل الناطقة، حيث يتبدى أسلوبه في إحداث شقوق أو «كشط»، وهي إحدى أدواته المستخدمة على «الكانفا» بضربة من ريشته.
يوجز يازجي اتجاهه وتماسه مع فنّه قائلاً: «نحن الذين نقرر ماذا نريد أن ننتج في هذا العالم، سواء الفن أو الفوضى». وقد اختار الفن والرسم طريقاً للتعبير عن عوالمه وأمزجته ومضامين ثقافاته وملامح إبداعه.
* تصوير: السيد رمضان