24 يناير 2023

ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية.. رحلة في عالم "النسيج والسجاد"

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية.. رحلة في عالم "النسيج والسجاد"

شكّل ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية في دورته الثالثة عشرة إنجازاً يضاف لجهود معهد الشارقة للتراث الذي لا ينفك يحمل رسالة صون كل ما يرتبط بالتراث؛ كونه الحاضنة الأساسية لذاكرة الأوطان وموروثها. وتحت شعار «النسيج والسجاد» احتضن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار فعاليات الملتقى بمشاركة 17 جهة عربية ودولية، لتعزيز الوعي بأهمية هذه الحرفة ومواجهة التحديات التي تقف في طريق ديمومتها.

ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية.. رحلة في عالم "النسيج والسجاد"

كشفت خلود الهاجري، مديرة مركز الحرف الإماراتية في معهد الشارقة للتراث، لـ«كل الأسرة» أهم ما يميز المعرض في دورته الحالية، قائلة: «إضافة كلمة دولي بمشاركة دولية من مختلف دول العالم، إضافة إلى معرض الفنان السعودي عبدالله الفيصل الرشيد، ومعرض «الأصول.. رحلة إلى الوعي» لفنان النسيج والصباغ المكسيكي بورفيريو جوتيريز، والعديد من الفقرات والفعاليات والندوات والمحاضرات وورش العمل والكتب والإصدارات المرتبطة بهذه الحرفة ومسيرتها، بعد أن اقتصرت المشاركة في الملتقى في السنوات السابقة على دول الخليج».

ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية.. رحلة في عالم "النسيج والسجاد"

وأضافت الهاجري: «يقام اليوم بمشاركة واسعة شملت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، والسودان، إضافة إلى مشاركة أذربيجان وإيطاليا وإسبانيا ورومانيا، وسان مارينو، وشمال مقدونيا، وجناح خاص للسجاد التركي وآخر للسجاد الإيراني، بما يعكس الطابع الخاص بصناعة كل دولة، إلى جانب عرض الأزياء التقليدية للدول المشاركة، حيث تستعرض جميعها ارتباطها بالموروث الحرفي لهذه الصناعة».

ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية.. رحلة في عالم "النسيج والسجاد"

يركز الملتقى على صناعة النسيج والسجاد وتطور المنتجات النسيجية بمختلف أنواعها وألوانها، حيث تشترك جميع الأجنحة في عرض منتجاتها المصنوعة من صوف الماعز والإبل الطبيعي، بتصاميم متنوعة واستخدام الأداة ذاتها التي تؤدي الغرض نفسه، مع بعض الاختلافات البسيطة في التصميم والتي تعرف في الإمارات ودول الخليج والسودان بـ«السدو»، بينما تعرف في مصر والمغرب وبعض الدول بـ«النول». تعرض جميع الأجنحة منتجاتها من سجاد وملابس ومقتنيات أخرى مصنّعة من صوف الإبل والماعز الطبيعي، كما يضم الملتقى عدداً من الورش التي تتعلق بكيفية تحضير خيوط الصوف وتلوينه، باستخدام مواد طبيعية من البيئة المحيطة وكيفية نسجها واستخدامها.

ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية.. رحلة في عالم "النسيج والسجاد"

في الجناح السوداني يمكن مشاهدة مزج حرفة صناعة النسيج بإنتاج لوحات فنية تشكيلية وحقائب «مخلاية» أو «خرج» لحفظ الطعام أو المصاحف والأبسطة المصنوعة من الصوف، بينما جاءت مشاركة مصر في الملتقى من مناطق وثقافات مختلفة، بمنتجات من القطن والصوف مصنوعة بآلة النول، كالمفروشات والسجاد والفركة (قطعة خاصة من الملابس) مسجلة ضمن قوائم الصون العاجل في اتفاقية «اليونيسكو» لصون التراث الثقافي غير المادي؛ كونها صناعة فرعونية تراجعت وأوشكت على الاندثار، لذلك تعمل مصر على إحيائها من خلال إعداد عدد من الورش، حيث تعد «الفركة النقادة» أحد الطقوس التقليدية التي لا يمكن الاستغناء عنها عند تحضير جهاز العروس في السودان. كما يسلط الجناح المصري الضوء على آلة النول التقليدية وطريقة استخدامها، واختلاف أنواعها باختلاف الغرض منها، بينما تتميز المعروضات في الجناح المغربي بأشكالها وألوانها المتأثرة بالطبيعة، حيث تعود حرفة صناعة النسيج والسجاد في المغرب إلى 1500 سنة قبل الميلاد، مثل السلهام المغربي (البرنوس) اللباس التقليدي المغربي والجلابة والأغطية، والسجاد المصنوعة من الصوف الطبيعي بالدرجة الأولى.

ملتقى الشارقة الدولي للحرف التقليدية.. رحلة في عالم "النسيج والسجاد"

لا تختلف صناعة النسيج والسجاد في دولة الإمارات ودول الخليج الأخرى عن غيرها من الدول كثيراً في هذه الحرفة، حيث تعرض أجنحة دولة الإمارات وقطر وعمان والبحرين بعض المنسوجات والسجاد المصنوعة باستخدام آلة «السدو» التي تختلف من دولة إلى أخرى من حيث الحجم والتصميم، كما تشترك في استحواذ المرأة في هذه المجتمعات على هذه الحرفة، لما تتميز به من ذائقة مختلفة وصبر ولما تحتاج إليه من وقت وجهد لإتمام القطع.

* تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة